لندا قرانا
2009-04-10, 03:26 AM
الحُبّ والغفران................!
بقلم : الأب يوسف جزراوي
من كتابه (تاملات من حياة كاهن)
احبا بعظهما البعض ، وقد نضج حبهما كما يقال على نار هادئة ، فباتت علاقتهما احلى من العسل ، فاتفقا على الزواج ألا ان والد الفتاة رجل متزمد تقليدي ذو عقلية لا يحسد عليها، فكان يتصيد بالماء العكر، ليضع العراقيل في طريقهما لتعتري الخلافات علاقتهما ولتعصف الكثير من المشاكل بهما ،بسبب ما ذكرناه قبل قليل و تدخل الطرف الثالث وربما بسبب الطيشان والعجلة ووو وربما بسبب عائلة الفتاة .......
شابة هي في ربيع الورد جاهدت الجهاد الحسن لكيما ترتبط بمن تحب حتى انها اقدمت مرتيين على الانحار من خلال تناول عقايير طبية ولم تجدي نفعًا .... لم يتكتب وللاسف لهذه العلاقة وهذا الحبّ النجاح ...... لتتكون فجوة بين الحبيبين!! فجوة ولدت سوء فهم قادت العلاقة للتمزق ليفترقا! بعدما ان تبادلا التهم التجريحات و.............
وتمر الايام والشهور ليكون الزمن كفيلاً ليكشف لكل منهما مواطن ضعفه وخطئه ، لكنهما يجدان صعوبة في الاعتذار والتصحيح .... ولا سيما صاحبتنا المسكينة ، فطلبت مساعدتي فوقفت على معظم الاسباب الحقيقية التي تمنعهما من الرجوع لبعضهما البعض .... لتزيد اختنا قائلة: " اخاف من ابادر من جديد ربما بحجة الكبرياء او خوفًا من رفضه .... لا اُريد ان انزل نفسي له .... لا اريد ان اعوده على ذلك". وكان موقف صاحبنا عين الشي.
ففترقا وطوي النسيان على حبهما ، وبات احدهما للاخر مجرد ذكرى!!
اتعلمون لماذا لانهن لايمتلكون غفران الحبّ......... والحبّ في جوهره صفح دون حدود ، وأملي الاننساق وراء ظنوننا وتفكيرنا المحدود بأن المغفرة ضعف وانخذال ، أنّما موقف فيه تُغسل القلوب وتذلل الاحقاد بالحبّ.
__لا تجعلوا من امور صغيرة ثانوية ان لم اقل تافهة ان تفرق زيجات وعلاقات حبّ امتدت جذورها لسنوات، فلا تقف عند صغائر الامر وتذكر دائما ان الذي يجمعك مع من تحب اقوى واقدس من تلك الصغائر.... اذهب للعمق ولا تتمسك بالسطح والقشور! وليكن لواحدنا غفران الحبّ.
لذا اقول:
_عظيم هو من يعرف أن يتقدم ويطلب الغفران . فالغفران يجدد حياة الانسان ويفعمها بالامل والبهجة. أنه فعل بوسعه ان يخلق الاخر مرة اخرى، لا بل يحرره ويخرجه من عقدته وخطئه وماضيه وازمته.
_ قوي هو ومحبّ الذي لديه امكانية النسيان والغفران. وليس الغفران موقف يقف فيه الطرفان المتخاصمان وجهًا لوجه للعتاب والصراخ وفتح جراح الماضي . أنّما موقف فيه يتعانق المتخاصمان حبًا وبقلب كبير.
_ناجح هو من يستطيع نسيان الاساءة، إذ فيها دعوة لفتح صفحة جديدة بنقاء قلب وصفاء نية دون طلب اعتذار ، فالهدف اكبر والغاية اسمى!_ المغفرة استعداد لتغيير نظرتك ومافهيمك عن الاخرين ؛ نظرة تؤكد لنا أن الاخر قد تبدل وتغيير ولم يعد ذلك الذي نعرفه .......... انه اصبح شخصًا اخر.
_ ربما تصطدم او يصطدم بك الاخرين بسبب اختلاف في الاراء ، قناعات، مبدأ وجهات نظر.... ولن اغُالي في القول : ربما يكون نجاحك وثمارك سبب لغيرة وحسد الاخرين وتهجمهم عليك واصطدامهم بك. لكن ليتك لا تنسة بأن الشجرة المثمرة وحدها التي تثضرب بحجر . لذا لا تثبالي بل تقدم واطلب الصفح والغفران غذا كنت أنت صاحب الإساءة .... واصفح بقلب ابيض وكبير لمن إساء اليك ...
اخيرًا وليس اخرًا: بشيء أؤمن:
أن تُحبّ الاخرين معناه الكثير الكثير من المغفرة والنسيان .... أن تنسى بقلب طيب ومحب كل ما فعله بك الاخرون. وأزيد: ناجح وانساني هو ذلك افنسان الذي يستطيع ان يتجاوز وينسة ما ارتكبه الاخرون بحقه من اخطاء ، ويتطلع دومًا إلى الامام متجاوزًا بقلب كبير كل الذين اخطاؤا بحقه دون ان يؤذيهم.
الأب يوسف جزراوي
P.YOUSIF JAZRAWY
مع تحياتي
لندا قرانا
http://karemlash-ymi.com/forum/images/myframes/6_cdr.gifhttp://karemlash-ymi.com/forum/images/myframes/6_cdl.gif
بقلم : الأب يوسف جزراوي
من كتابه (تاملات من حياة كاهن)
احبا بعظهما البعض ، وقد نضج حبهما كما يقال على نار هادئة ، فباتت علاقتهما احلى من العسل ، فاتفقا على الزواج ألا ان والد الفتاة رجل متزمد تقليدي ذو عقلية لا يحسد عليها، فكان يتصيد بالماء العكر، ليضع العراقيل في طريقهما لتعتري الخلافات علاقتهما ولتعصف الكثير من المشاكل بهما ،بسبب ما ذكرناه قبل قليل و تدخل الطرف الثالث وربما بسبب الطيشان والعجلة ووو وربما بسبب عائلة الفتاة .......
شابة هي في ربيع الورد جاهدت الجهاد الحسن لكيما ترتبط بمن تحب حتى انها اقدمت مرتيين على الانحار من خلال تناول عقايير طبية ولم تجدي نفعًا .... لم يتكتب وللاسف لهذه العلاقة وهذا الحبّ النجاح ...... لتتكون فجوة بين الحبيبين!! فجوة ولدت سوء فهم قادت العلاقة للتمزق ليفترقا! بعدما ان تبادلا التهم التجريحات و.............
وتمر الايام والشهور ليكون الزمن كفيلاً ليكشف لكل منهما مواطن ضعفه وخطئه ، لكنهما يجدان صعوبة في الاعتذار والتصحيح .... ولا سيما صاحبتنا المسكينة ، فطلبت مساعدتي فوقفت على معظم الاسباب الحقيقية التي تمنعهما من الرجوع لبعضهما البعض .... لتزيد اختنا قائلة: " اخاف من ابادر من جديد ربما بحجة الكبرياء او خوفًا من رفضه .... لا اُريد ان انزل نفسي له .... لا اريد ان اعوده على ذلك". وكان موقف صاحبنا عين الشي.
ففترقا وطوي النسيان على حبهما ، وبات احدهما للاخر مجرد ذكرى!!
اتعلمون لماذا لانهن لايمتلكون غفران الحبّ......... والحبّ في جوهره صفح دون حدود ، وأملي الاننساق وراء ظنوننا وتفكيرنا المحدود بأن المغفرة ضعف وانخذال ، أنّما موقف فيه تُغسل القلوب وتذلل الاحقاد بالحبّ.
__لا تجعلوا من امور صغيرة ثانوية ان لم اقل تافهة ان تفرق زيجات وعلاقات حبّ امتدت جذورها لسنوات، فلا تقف عند صغائر الامر وتذكر دائما ان الذي يجمعك مع من تحب اقوى واقدس من تلك الصغائر.... اذهب للعمق ولا تتمسك بالسطح والقشور! وليكن لواحدنا غفران الحبّ.
لذا اقول:
_عظيم هو من يعرف أن يتقدم ويطلب الغفران . فالغفران يجدد حياة الانسان ويفعمها بالامل والبهجة. أنه فعل بوسعه ان يخلق الاخر مرة اخرى، لا بل يحرره ويخرجه من عقدته وخطئه وماضيه وازمته.
_ قوي هو ومحبّ الذي لديه امكانية النسيان والغفران. وليس الغفران موقف يقف فيه الطرفان المتخاصمان وجهًا لوجه للعتاب والصراخ وفتح جراح الماضي . أنّما موقف فيه يتعانق المتخاصمان حبًا وبقلب كبير.
_ناجح هو من يستطيع نسيان الاساءة، إذ فيها دعوة لفتح صفحة جديدة بنقاء قلب وصفاء نية دون طلب اعتذار ، فالهدف اكبر والغاية اسمى!_ المغفرة استعداد لتغيير نظرتك ومافهيمك عن الاخرين ؛ نظرة تؤكد لنا أن الاخر قد تبدل وتغيير ولم يعد ذلك الذي نعرفه .......... انه اصبح شخصًا اخر.
_ ربما تصطدم او يصطدم بك الاخرين بسبب اختلاف في الاراء ، قناعات، مبدأ وجهات نظر.... ولن اغُالي في القول : ربما يكون نجاحك وثمارك سبب لغيرة وحسد الاخرين وتهجمهم عليك واصطدامهم بك. لكن ليتك لا تنسة بأن الشجرة المثمرة وحدها التي تثضرب بحجر . لذا لا تثبالي بل تقدم واطلب الصفح والغفران غذا كنت أنت صاحب الإساءة .... واصفح بقلب ابيض وكبير لمن إساء اليك ...
اخيرًا وليس اخرًا: بشيء أؤمن:
أن تُحبّ الاخرين معناه الكثير الكثير من المغفرة والنسيان .... أن تنسى بقلب طيب ومحب كل ما فعله بك الاخرون. وأزيد: ناجح وانساني هو ذلك افنسان الذي يستطيع ان يتجاوز وينسة ما ارتكبه الاخرون بحقه من اخطاء ، ويتطلع دومًا إلى الامام متجاوزًا بقلب كبير كل الذين اخطاؤا بحقه دون ان يؤذيهم.
الأب يوسف جزراوي
P.YOUSIF JAZRAWY
مع تحياتي
لندا قرانا
http://karemlash-ymi.com/forum/images/myframes/6_cdr.gifhttp://karemlash-ymi.com/forum/images/myframes/6_cdl.gif