MaX BoOoY
2009-04-20, 09:31 PM
المرأة الزانية ( يوحنا 8: 1-11)
كان الكتبة والفريسييون دائما ً ينصبون شباكهم ليأخذوا يسوع بكلمة. وهنا ظنوا ان الشباك قد احكمت على يسوع.
جرت العادة في زمن المسيح حينما تحدث مشكلة في المجتمع تُرفع للمعلم ليتخذ قراره فيها، وهكذا أتى الكتبة والفريسييون الى يسوع كمن يتخذ مركز المعلم حاملين معهم مشكلة هي ( امرأة امسكوا بها الناس في الزنى).
وقد كانت جريمة الزنى في الناموس اليهودي واحدة من الخطايا الثلاث الكبرى،عن المعلمين نقرأ قولهم "على كل يهودي أن يتمنى الموت لنفسه قبل ان يرتكب جريمة عبادة الوثن، او القتل، او الزنى" وكان حكم الناموس في تلك الجريمة واضحا ً هو الرجم بالحجارة. لذا لم يكن الكتبة والفريسييون مخطئين في ان الموت هو الجزاء العادل القانوني لتلك التي امسكت في الزنى وثبت للجميع انها مدانة.
وكانت المكيدة التي دبرها الكتبة والفريسيين حينما جاءوا بالمرأة الى يسوع كالتالي:
• لو قرر يسوع ان المرأة تستحق الموت فسيكون نتيجة ذلك حدوث امرين:
الاول : انه سيفقد وللابد محبة الناس له وثقتهم بانه رحيم محب صاحب القلب الكبير صديق العشارين والخطأة.
الثاني : انه سيصطدم مع القانون الروماني لانه لم يكن لليهود السلطان في تنفيذ عقوبة الموت على اي شخص الا من تثبت ادانته اما المحاكم الرومانية.
• اما لو قرر يسوع العفو عن المرأة فأن هذا قد يؤول الى تعليم الناس الاستهانة بناموس موسى ويشجعهم على التهاون بصدد خطيئة الزنى.
ولكن يسوع لم يقع في شباكهم، نرى في القصة ان المسيح لم يجبهم على الفور بل انحنى وابتدأ يكتب باصبعه على الارض ..... ما معنى هذا ؟ ولماذا تصرف يسوه هكذا ؟
هناك اربعة افتراضات يمكن ان تعطي سبب هذا التصرف:
الافتراض الاول: ان يسوع اراد بهذا الصمت ان يدفع اولئك الشهود الى اعادة النظر في ما قالوه وفي دوافعهم القاسية وراء اتهامهم لهذه المرأة.
الافتراض الثاني: قد يكون يسوع امتلأ بروح الالم ازاء خطيئة الانسان الممثلة في قسوة المشتكين عليها وفي ضمائرهم الجامدة، واراد ان يتحاشى تلك النظرات النارية المليئة بالقسوة والغرور فاحنى وجهه الى الارض بروح حزينة. فقد اجتمعت امامه صور خزي المرأة وعارها وجمود متهميها والخبث الذي دفعهم لمجابهة يسوع بمثل هذه الحالة ، وصور نظرات الناس المتسائلة التي تتطلع في انتظار وذهول. كل هذه الصور اجتمعت لتعتصر قلبه المليء بالرحمة ومحبة الناس وهكذا اخفى وجهه عنهم باحناء رأسه الى الارض.
الافتراض الثالث: ان يسوع اراد ان يكسب وقتا ولم يشأ اتخاذ قرار سريع في قضية كهذه، وكان يبحث المشكلة من جميع الجوانب. وربما في تلك الفترة رفع قلبه الى الله الآب في صلاة ليعرف كيف يتصرف تجاه هذه القضية.
الافتراض الرابع: وهو اوضح افتراض. نرى يسوع انه رد عليهم بطريقة صامتة فعندما كتب على الارض كان يعلن لهم خطاياهم منقوشة على الارض اولئك الذين جعلوا من انفسهم قضاة واصدروا حكم الدينونة على انسانة تتساوى معهم في ذنوبهم.
وبعد الحاح الكتبة والفريسييون في ان يقدم يسوع حلا لهذه المشكلة نراه يقول لهم:"من كان منكم بلا خطيئة فليرمها باول حجر". وكأنه يقول لهم " اتريدون ان تقتلوا انسانة تتساوى معكم في خطاياكم؟ ارجموها ولكن ليرجمها من هو متأكد من نفسه انه بلا خطيئة" و(بلا خطيئة) لاتعني فقط انه لم يرتكبها بل تعني ايضا ً لاتساوره حتى مجرد الرغبة الخاطئة وكأن بيسوع يقول لهم " تريدون ان ترجموها على اساس لايساوركم حتى مجرد الشوق لرجمها" . بعد قوله هذا خرجوا واحدا ً بعد اخر وهو يرمي الحجر الذي اختاره لرجمها لانهم ادركوا خطاياهم. بعد خروجهم لم يبق سوى يسوع والمرأة المنهارة المتهالكة ، كما يقول القديس اوغسطينوس:"وقفت المراحم العظمى وجها ً لوجه امام التعاسة العظمى"
هذه القصة تبين لنا حقيقتين من موقف الكتبة والفريسيين:
1. تظهر لنا مفهوم السلطان لديهم. فقد كانوا اخصائي الناموس وعارفين بكل اسراره، كانوا يفهمون السلطان على انه نقد للاخرين وتجريح وادانة. اما ان يقوم على اساس العطف فهذا ما لم يخطر في بالهم. وعلى اساس هذا المفهوم الخاطيء جعلوا من انفسهم قضاة على الشعب يوقعون اقسى القصاص على من يتهاون في وصايا الناموس وظنوا ان من حقهم محو الخطيئة عن طريق سحق الخاطيء ولم يفكروا يوما ً ان يعاملوا الخاطيء كمريض يحتاج الى العلاج وان يكونوا مثل الطبيب الذي يريد شفاء مريضه وعودته سالما ً الى المجتمع.
2. روح العداء التي تملأ قلوبهم تجاه الشعب. فهم اعتبروا تلك المرأة مجرد شيء وفي روح العداء التي كانوا يظمرونها ليسوع وجدوا فيها اداة صالحة لاستغلالها في اغراضهم فهم لم يعرفوا حتى اسمها، عرفوها بلا اسم ولا ذاتية ولا عواطف لتكون شباك الفخ الذي نصبوه ليسوع.
وامثلة ( الابن الضال ، والخروف الضائع ، والدرهم المفقود ) هي امثلة عن قيمة الفرد في نظر الله.
وايضا ً تبين لنا هذه الفقرة موقف يسوع من الانسان الخاطيء:
نرى المبدأ الاساسي الذي نادى به يسوع: انه لايحق لاي انسان ان يدين سواه طالما هو معرض لان يخطأ. ومادمنا جميعا في مستوى واحد بالنسبة لله يجب علينا ان نترك الدينونة لمن هو احق منا " لاتدينوا لئلا تدانوا ..... لما تنظر الى القشة التي في عين اخيك ولا تبالي بالخشبة التي في عينك .... يامرائي اخرج الخشبة من عينك اولا حتى تبصر جيدا فتخرج القشة من عين اخيك " . واكثر الاخطاء شيوعا بيننا هي اننا نطبق على الاخرين مقاييس لانطبقها على انفسنا ونطلب منهم مستوى لانحاول الوصول اليه.
وايضا ً احد المباديء التي نادى بها يسوع: ان عواطفنا تجاه انسان ضلّ طريقه يجب ان تبنى قبل كل شيء على الرحمة والتعاطف. مثل الطبيب الذي يشفي مريضه ويخفف من كابوس المرض ولا يظهر تقززه من المرض هكذا علينا نحن ان نساعد الخاطيء ونعيده الى ذاته والمجتمع. نضع انفسنا مكانه ونقدم له العون الذي نشتاق ان نجده في مثل ظروفه.
عندما قال لها المسيح " وانا لااحكم عليك اذهبي ولا تخطئي بعد الان" لايقصد بهذا انه ابطل الدينونة واهدر العدالة ولن يدين المخطيء. بل كا يعطيها فرصة اخرى لتصليح مافات والعيش في حياة اكثر كرامة. وموقف يسوع هذا يدل على اكثر من حقيقة:
1. هبة الفرصة الثانية. فقد عرف ان طريق الحياة التوى بتلك المرأة ولكنه منحها فرصة ثانية.هو لا يقلل من قيمة الاخطاء لكنه يؤمن بأن باب المستقبل مفتوح امام الانسان ليبدأ من جديد.
2. روح العطف الموجودة في يسوع. هذه الحقيقة تظهر اكثر وضوحا في هذه القصة: فالكتبة والفريسييون يريدون ان يرجموا المرأة وسعادتهم تكمن في الاستماع للصرخات المرة والجسد المرتعش والاحجار المتساقطة عليه ورؤيتهم للدماء، اما يسوع فوجد سعادته في سلطان اكبر بكثير من سلطانهم .. سلطان العفو والغفران.
3. روح التحدي لدى يسوع. فغفرانه للمرأة ليس غفرانا سهلا ، انه غفران التحدي فهو لم يقل لها " لاتضطربي ان البشر كلهم خطأة" بل قال لها "ان الطريق الذي تسيرين فيه طريق خاطيء ، قومي من عثرتك اذهبي ولاتكرري مافعلته ولتكن اعمالك صالحة" . ان يسوع يجابه الظلام الدامس بتحديات الحياة الطيبة النقية الساطعة.
4. ثقته في الامكانيات البشرية. فعندما في ماقاله للمرأة نمتليء دهشة، كيف يقول لساقطة " اذهبي ولاتخطئي بعد الان" الا يشير قوله هذا الى ثقته في امكانية تلك المراة؟ فهو يوحي للناس بالامكانيات الكبيرة التي يمكنها بقوة الله ان تظهر وتحول هزيمتهم الى انتصار ... ويأسهم الى فرح.
5. يتضمن موقفه ايضا ً التحذير للانسان الخاطيء. ومع ان التحذير هنا ليس واضحا ً لكننا نستطيع ان ومع ان التحذير هنا ليس واضحا ً لكننا نستطيع ان نتلمسه. لقد واجه المراة بالاختيار الاعظم، فامامها طرقها القديمة الشائنة وهي تستطيع العودة اليها، وامامها طريق الحياة والرجوع الى نفسها والعيش بكرامة بين الناس.
المسيح لم يكتفي بالتعليم عن الغفران ، بل ابدى استعداده الدائم للغفران، فقد غفر للكثر من الناس ( المرأة الزانية، المرأة التي دهنت قدميه بالطيب، بطرس عندما انكر معرفته ليسوع وجعله الصخرة التي بنيت عليها كنيسته، اللص على الصليب) هذه بعض الامثلة التي تشجعنا لادراك مدى استعداد المسيح لان يغفر لنا.
كان الكتبة والفريسييون دائما ً ينصبون شباكهم ليأخذوا يسوع بكلمة. وهنا ظنوا ان الشباك قد احكمت على يسوع.
جرت العادة في زمن المسيح حينما تحدث مشكلة في المجتمع تُرفع للمعلم ليتخذ قراره فيها، وهكذا أتى الكتبة والفريسييون الى يسوع كمن يتخذ مركز المعلم حاملين معهم مشكلة هي ( امرأة امسكوا بها الناس في الزنى).
وقد كانت جريمة الزنى في الناموس اليهودي واحدة من الخطايا الثلاث الكبرى،عن المعلمين نقرأ قولهم "على كل يهودي أن يتمنى الموت لنفسه قبل ان يرتكب جريمة عبادة الوثن، او القتل، او الزنى" وكان حكم الناموس في تلك الجريمة واضحا ً هو الرجم بالحجارة. لذا لم يكن الكتبة والفريسييون مخطئين في ان الموت هو الجزاء العادل القانوني لتلك التي امسكت في الزنى وثبت للجميع انها مدانة.
وكانت المكيدة التي دبرها الكتبة والفريسيين حينما جاءوا بالمرأة الى يسوع كالتالي:
• لو قرر يسوع ان المرأة تستحق الموت فسيكون نتيجة ذلك حدوث امرين:
الاول : انه سيفقد وللابد محبة الناس له وثقتهم بانه رحيم محب صاحب القلب الكبير صديق العشارين والخطأة.
الثاني : انه سيصطدم مع القانون الروماني لانه لم يكن لليهود السلطان في تنفيذ عقوبة الموت على اي شخص الا من تثبت ادانته اما المحاكم الرومانية.
• اما لو قرر يسوع العفو عن المرأة فأن هذا قد يؤول الى تعليم الناس الاستهانة بناموس موسى ويشجعهم على التهاون بصدد خطيئة الزنى.
ولكن يسوع لم يقع في شباكهم، نرى في القصة ان المسيح لم يجبهم على الفور بل انحنى وابتدأ يكتب باصبعه على الارض ..... ما معنى هذا ؟ ولماذا تصرف يسوه هكذا ؟
هناك اربعة افتراضات يمكن ان تعطي سبب هذا التصرف:
الافتراض الاول: ان يسوع اراد بهذا الصمت ان يدفع اولئك الشهود الى اعادة النظر في ما قالوه وفي دوافعهم القاسية وراء اتهامهم لهذه المرأة.
الافتراض الثاني: قد يكون يسوع امتلأ بروح الالم ازاء خطيئة الانسان الممثلة في قسوة المشتكين عليها وفي ضمائرهم الجامدة، واراد ان يتحاشى تلك النظرات النارية المليئة بالقسوة والغرور فاحنى وجهه الى الارض بروح حزينة. فقد اجتمعت امامه صور خزي المرأة وعارها وجمود متهميها والخبث الذي دفعهم لمجابهة يسوع بمثل هذه الحالة ، وصور نظرات الناس المتسائلة التي تتطلع في انتظار وذهول. كل هذه الصور اجتمعت لتعتصر قلبه المليء بالرحمة ومحبة الناس وهكذا اخفى وجهه عنهم باحناء رأسه الى الارض.
الافتراض الثالث: ان يسوع اراد ان يكسب وقتا ولم يشأ اتخاذ قرار سريع في قضية كهذه، وكان يبحث المشكلة من جميع الجوانب. وربما في تلك الفترة رفع قلبه الى الله الآب في صلاة ليعرف كيف يتصرف تجاه هذه القضية.
الافتراض الرابع: وهو اوضح افتراض. نرى يسوع انه رد عليهم بطريقة صامتة فعندما كتب على الارض كان يعلن لهم خطاياهم منقوشة على الارض اولئك الذين جعلوا من انفسهم قضاة واصدروا حكم الدينونة على انسانة تتساوى معهم في ذنوبهم.
وبعد الحاح الكتبة والفريسييون في ان يقدم يسوع حلا لهذه المشكلة نراه يقول لهم:"من كان منكم بلا خطيئة فليرمها باول حجر". وكأنه يقول لهم " اتريدون ان تقتلوا انسانة تتساوى معكم في خطاياكم؟ ارجموها ولكن ليرجمها من هو متأكد من نفسه انه بلا خطيئة" و(بلا خطيئة) لاتعني فقط انه لم يرتكبها بل تعني ايضا ً لاتساوره حتى مجرد الرغبة الخاطئة وكأن بيسوع يقول لهم " تريدون ان ترجموها على اساس لايساوركم حتى مجرد الشوق لرجمها" . بعد قوله هذا خرجوا واحدا ً بعد اخر وهو يرمي الحجر الذي اختاره لرجمها لانهم ادركوا خطاياهم. بعد خروجهم لم يبق سوى يسوع والمرأة المنهارة المتهالكة ، كما يقول القديس اوغسطينوس:"وقفت المراحم العظمى وجها ً لوجه امام التعاسة العظمى"
هذه القصة تبين لنا حقيقتين من موقف الكتبة والفريسيين:
1. تظهر لنا مفهوم السلطان لديهم. فقد كانوا اخصائي الناموس وعارفين بكل اسراره، كانوا يفهمون السلطان على انه نقد للاخرين وتجريح وادانة. اما ان يقوم على اساس العطف فهذا ما لم يخطر في بالهم. وعلى اساس هذا المفهوم الخاطيء جعلوا من انفسهم قضاة على الشعب يوقعون اقسى القصاص على من يتهاون في وصايا الناموس وظنوا ان من حقهم محو الخطيئة عن طريق سحق الخاطيء ولم يفكروا يوما ً ان يعاملوا الخاطيء كمريض يحتاج الى العلاج وان يكونوا مثل الطبيب الذي يريد شفاء مريضه وعودته سالما ً الى المجتمع.
2. روح العداء التي تملأ قلوبهم تجاه الشعب. فهم اعتبروا تلك المرأة مجرد شيء وفي روح العداء التي كانوا يظمرونها ليسوع وجدوا فيها اداة صالحة لاستغلالها في اغراضهم فهم لم يعرفوا حتى اسمها، عرفوها بلا اسم ولا ذاتية ولا عواطف لتكون شباك الفخ الذي نصبوه ليسوع.
وامثلة ( الابن الضال ، والخروف الضائع ، والدرهم المفقود ) هي امثلة عن قيمة الفرد في نظر الله.
وايضا ً تبين لنا هذه الفقرة موقف يسوع من الانسان الخاطيء:
نرى المبدأ الاساسي الذي نادى به يسوع: انه لايحق لاي انسان ان يدين سواه طالما هو معرض لان يخطأ. ومادمنا جميعا في مستوى واحد بالنسبة لله يجب علينا ان نترك الدينونة لمن هو احق منا " لاتدينوا لئلا تدانوا ..... لما تنظر الى القشة التي في عين اخيك ولا تبالي بالخشبة التي في عينك .... يامرائي اخرج الخشبة من عينك اولا حتى تبصر جيدا فتخرج القشة من عين اخيك " . واكثر الاخطاء شيوعا بيننا هي اننا نطبق على الاخرين مقاييس لانطبقها على انفسنا ونطلب منهم مستوى لانحاول الوصول اليه.
وايضا ً احد المباديء التي نادى بها يسوع: ان عواطفنا تجاه انسان ضلّ طريقه يجب ان تبنى قبل كل شيء على الرحمة والتعاطف. مثل الطبيب الذي يشفي مريضه ويخفف من كابوس المرض ولا يظهر تقززه من المرض هكذا علينا نحن ان نساعد الخاطيء ونعيده الى ذاته والمجتمع. نضع انفسنا مكانه ونقدم له العون الذي نشتاق ان نجده في مثل ظروفه.
عندما قال لها المسيح " وانا لااحكم عليك اذهبي ولا تخطئي بعد الان" لايقصد بهذا انه ابطل الدينونة واهدر العدالة ولن يدين المخطيء. بل كا يعطيها فرصة اخرى لتصليح مافات والعيش في حياة اكثر كرامة. وموقف يسوع هذا يدل على اكثر من حقيقة:
1. هبة الفرصة الثانية. فقد عرف ان طريق الحياة التوى بتلك المرأة ولكنه منحها فرصة ثانية.هو لا يقلل من قيمة الاخطاء لكنه يؤمن بأن باب المستقبل مفتوح امام الانسان ليبدأ من جديد.
2. روح العطف الموجودة في يسوع. هذه الحقيقة تظهر اكثر وضوحا في هذه القصة: فالكتبة والفريسييون يريدون ان يرجموا المرأة وسعادتهم تكمن في الاستماع للصرخات المرة والجسد المرتعش والاحجار المتساقطة عليه ورؤيتهم للدماء، اما يسوع فوجد سعادته في سلطان اكبر بكثير من سلطانهم .. سلطان العفو والغفران.
3. روح التحدي لدى يسوع. فغفرانه للمرأة ليس غفرانا سهلا ، انه غفران التحدي فهو لم يقل لها " لاتضطربي ان البشر كلهم خطأة" بل قال لها "ان الطريق الذي تسيرين فيه طريق خاطيء ، قومي من عثرتك اذهبي ولاتكرري مافعلته ولتكن اعمالك صالحة" . ان يسوع يجابه الظلام الدامس بتحديات الحياة الطيبة النقية الساطعة.
4. ثقته في الامكانيات البشرية. فعندما في ماقاله للمرأة نمتليء دهشة، كيف يقول لساقطة " اذهبي ولاتخطئي بعد الان" الا يشير قوله هذا الى ثقته في امكانية تلك المراة؟ فهو يوحي للناس بالامكانيات الكبيرة التي يمكنها بقوة الله ان تظهر وتحول هزيمتهم الى انتصار ... ويأسهم الى فرح.
5. يتضمن موقفه ايضا ً التحذير للانسان الخاطيء. ومع ان التحذير هنا ليس واضحا ً لكننا نستطيع ان ومع ان التحذير هنا ليس واضحا ً لكننا نستطيع ان نتلمسه. لقد واجه المراة بالاختيار الاعظم، فامامها طرقها القديمة الشائنة وهي تستطيع العودة اليها، وامامها طريق الحياة والرجوع الى نفسها والعيش بكرامة بين الناس.
المسيح لم يكتفي بالتعليم عن الغفران ، بل ابدى استعداده الدائم للغفران، فقد غفر للكثر من الناس ( المرأة الزانية، المرأة التي دهنت قدميه بالطيب، بطرس عندما انكر معرفته ليسوع وجعله الصخرة التي بنيت عليها كنيسته، اللص على الصليب) هذه بعض الامثلة التي تشجعنا لادراك مدى استعداد المسيح لان يغفر لنا.