لندا قرانا
2009-07-07, 06:32 PM
المسامحة
بينما كنت أبحث عن نشرة الأخبار باللغة الهولندية لكيما اتعود على سماعها لتقوية مفرداتي الضعيفة ، وقعتُ على خبر في القناة لأخبارية bbc فذيع هذا الخبر باللغة الانكليزية:
كان وحيدًا لوالديه ، يركب الدرّاجة كلّ صباح ليذهب إلى مدرسته الثانويَّة في قلب عاصمة صقلّيَّة باليريمو. وفي يوم مشؤوم توقّفتْ بقرب درّاجته عند مدخل المدرسة سيّارة سوداء وامتدّت مِنها يَد آثمة وأطلقت عليه عيارات ناريَّة فأردته على الأرض مضرّجًا بدمائه.
نقلته سيّارة الإسعاف بين حيّ وميت . وبدأت وسائل الإعلام الإيطاليَّة كعادتها تتحرّى الحدَث. وعُلم أنّها ( المافية) التي لا ترحم ، فقد حكمت على صبيّ بريء لتصفية حسابات مَع والده الثريّ الذي رفض الإذعان لابتزاز الأشرار.
بقي والد الصبيّ ووالدته جنبًا إلى جنب عند فراش ابنهما الوحيد وهو يصارع الموت، وتناوب زملاؤه عند مدخل المستشفى يترقّبون الأخبار ويُعبَّرون عن مشارَكتهم الوجدانيّة. وكانت التلفزة الإيطالية وغيرها تُتابع تطوّر الأحداث وتُشرك المُشاهدين في مُعاناة الأهل .
وبعد أسابيع مِن التارجح بين اليأس والأمل توقّف قلب الصبيّ عن الخفقان وأغُمضت عيناه إلى الأبد . والناس في وجوم والمشاهدون ينتظرون ردّة فعل الأهل . فيا لَها مِن مُصيبة!
تصدّر الخبر نشرة الأخبار المسائيَّة لقناة bbc وظهرت والدة الفتى على الشاشة وبقربها زوجها ، وقالت بصوت ثابت، على مسمع ملاينن المشاهدين ومرآهم" " مات ولدي، مات.... أنا وزوجي نسامح مَن قتله وقد حَرَمنا مِن أغلى ما لديناز ولا نريد لهم شرًا كما علّمنا السيّد المسيح . هذا وقد قرّرنا أن نهب قلب ابننا لشابّ مريض في حاجة لزرع قلب ليتتنعّم بالحياة.... نهب أيضًا عينيه ، وكليتيه.... ليكُنْ موته سبب حياة وشفاء للآخَرين".
بكى المشاهدون وبكيتُ مَعهم ذلك المساء....
حقًّا إنّ المُسامحة مِن شِيَم المسيحيّين الحقيقيّين الأبطال ....
نحن دعاة شريعة جديدة علّمنا إيّاها المسيح، شريعة الوداعة والمسامحة التي تُقهر الشرّ بالخير ، المسامحة ليس ضعفًا ، بل نحن لا نجابَه الشرّ بالشرّ.....
من كتاب قصص روحية واجيتماعية للكاتب الكلداني الأب يوسف جزراوي
اختكم لندا قرانا
امريكا مشكان
بينما كنت أبحث عن نشرة الأخبار باللغة الهولندية لكيما اتعود على سماعها لتقوية مفرداتي الضعيفة ، وقعتُ على خبر في القناة لأخبارية bbc فذيع هذا الخبر باللغة الانكليزية:
كان وحيدًا لوالديه ، يركب الدرّاجة كلّ صباح ليذهب إلى مدرسته الثانويَّة في قلب عاصمة صقلّيَّة باليريمو. وفي يوم مشؤوم توقّفتْ بقرب درّاجته عند مدخل المدرسة سيّارة سوداء وامتدّت مِنها يَد آثمة وأطلقت عليه عيارات ناريَّة فأردته على الأرض مضرّجًا بدمائه.
نقلته سيّارة الإسعاف بين حيّ وميت . وبدأت وسائل الإعلام الإيطاليَّة كعادتها تتحرّى الحدَث. وعُلم أنّها ( المافية) التي لا ترحم ، فقد حكمت على صبيّ بريء لتصفية حسابات مَع والده الثريّ الذي رفض الإذعان لابتزاز الأشرار.
بقي والد الصبيّ ووالدته جنبًا إلى جنب عند فراش ابنهما الوحيد وهو يصارع الموت، وتناوب زملاؤه عند مدخل المستشفى يترقّبون الأخبار ويُعبَّرون عن مشارَكتهم الوجدانيّة. وكانت التلفزة الإيطالية وغيرها تُتابع تطوّر الأحداث وتُشرك المُشاهدين في مُعاناة الأهل .
وبعد أسابيع مِن التارجح بين اليأس والأمل توقّف قلب الصبيّ عن الخفقان وأغُمضت عيناه إلى الأبد . والناس في وجوم والمشاهدون ينتظرون ردّة فعل الأهل . فيا لَها مِن مُصيبة!
تصدّر الخبر نشرة الأخبار المسائيَّة لقناة bbc وظهرت والدة الفتى على الشاشة وبقربها زوجها ، وقالت بصوت ثابت، على مسمع ملاينن المشاهدين ومرآهم" " مات ولدي، مات.... أنا وزوجي نسامح مَن قتله وقد حَرَمنا مِن أغلى ما لديناز ولا نريد لهم شرًا كما علّمنا السيّد المسيح . هذا وقد قرّرنا أن نهب قلب ابننا لشابّ مريض في حاجة لزرع قلب ليتتنعّم بالحياة.... نهب أيضًا عينيه ، وكليتيه.... ليكُنْ موته سبب حياة وشفاء للآخَرين".
بكى المشاهدون وبكيتُ مَعهم ذلك المساء....
حقًّا إنّ المُسامحة مِن شِيَم المسيحيّين الحقيقيّين الأبطال ....
نحن دعاة شريعة جديدة علّمنا إيّاها المسيح، شريعة الوداعة والمسامحة التي تُقهر الشرّ بالخير ، المسامحة ليس ضعفًا ، بل نحن لا نجابَه الشرّ بالشرّ.....
من كتاب قصص روحية واجيتماعية للكاتب الكلداني الأب يوسف جزراوي
اختكم لندا قرانا
امريكا مشكان