تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صلاتنا لغة الحب .... الأب يوسف جزراوي



لندا قرانا
2009-07-07, 06:36 PM
صلاتنا لُغة الحُبّ
في عمق كل منّا حاجة قوية وملحة للإتصال بكائن أقوى منه ويتعدى حدوده .بسوع شعر بحاجة الصلاة ....فكانت له وقفات تامل وصلاة وإختلاء مع أبيه. التلاميذ شعروا أيضًا بتلك الحاجة فطلبوا من معلمهم يسوع ان يعلمهم الصلاة . فكانت صلاة الأبانا( الصلاة الربّيَّة) وما أروعها من صلاة وهي كاشفة عن ابوة الله لنا.
الصلاة علاقة حبّ مع الله. وللحبّ لغة يُعبر بها الحبّ، وصلاتنا هي ( لغة الحبّ) التي نتحدث بها مع الله ونعبر له عن حبنّا .
ما أجمل ان يبدأ إنساننا يومه بالصلاة ( صلاة الشكر والثقة والمجد والإستسلام لله تعالى ) والأجمل ان ينهي أيضًا يومه بصلاة شكر، وقبل ان ينام بين يدي الله يراجع ذاته ويفحض ضميره فيعزز الإيجابيات وليسعى جاهدا لتجاوز السيئات ، ثم يصلي قائلا: يا رب بين يديك استودع روحي .
-الصلاة وقفة تأمّل في عالم لا يعرف السكون . ومن لا يعرف ان يقف ويتأمّل ويصلي، لم ولن يعرف النمو والتقدم الروحي....
في رياضة روحية إسطحبت بها معلمي ومعلمات التعليم المسيحي الى أحد الأديرة في حُمْض … وبينما كان الجميع غارقين في النوم …في إجواء ليلة قارصة البرد وحالكة السواد وفي داخلي حاجة قوية للصلاة ، فنزلت إلى معبد الدير (chapel) طالبًا الخلوة والصلاة.... فجلست لوحدي للتأمّل وسط هدوء رهيب يعجز القلم عن وصفه . فتذكرت عائلتي وأعز ناسي ورعيتي و.... فحملتهم بصلاتي. فادركت من هذه الخبرة : إن الإنسان وان كان بمفرده فهو ليس وحيدًا لمفرده! بل يحمل في قلبه الكثير والكثير من الاقرباء والاحباء والأصدقاء .... فالقلب المُحبّ لا حدود له. انه قلب مصلي . فبالحبّ ينسى الإنسان ذاته ، وما الصلاة سوى فعل حبّ تجاه الله وفي سبيل الآخَرين. فالحبّ هو أن ينسى الإنسان اثقاله ليحمل اثقال الآخرّين.
-الصلاة لا تكتفي بتريد كلمات معسولة وطلبات وتضرعات وطقوس جامدة ، بل هي موقف وسلوك حياة… فصلاتنا دون اعمال تبقى جوفاء.
-طائر هو بلا عش ذلك الإنسان الذي تكون حياته خالية من الهدوء والموسيقى والتأمل والصلاة.
- كتبت الفيلسوفة سيمون فيل (weil): " ان ماهو مهم في حياتي ان الله يفكر فيَّ". لذا أقولالصلاة ليس بطول وقتها وبتريد أجمل الكلمات والطلبات والرغبات التي لا تعرف النهاية والاكتفاء ؛ انما الصلاة حوار حبّ، وليس من قبيل المُغالات ان قلت: من يحبّ لا يطلب فالمحب يعرف ما يتمناه الحبيب!
لذا أملي ان يكون الله محور علاقتنا الروحية ومحور صلاتنا وليس طلباتنا ومنافعنا .....


غالبًا ما تتحول صلاتنا وسط متاعب الحياة ومضايقات الآخَرين لنا إلى عتاب بدافع الحبّ . عتاب الإنسان وإلهه ، عتاب الابن لابيه . ووسط عتاب الحبّ هذا تشعر وكأن يد الله تلامس رأسك وتقول لك: أنا معك يا بني لم ولن أتركك.
- عندما تسجد وتغمض العينين وتفتح الذراعيين وتقول من عمق فكرك وقلبك : يارب أرحمني انا الخاطى، ستعيش فرح التواضع والتوبة والغفران . فرح داخلي يبعث فيك السلام والطمانينة . فالله لكونه أب تراه يغفر خطايانا ويحتوي معاصينا ، متفهمًا اياها بقلب ابوي ذات حبّ كبير.
-الصلاة ان تكون مثلما أنت أمام الله . بدون تصنع ولا تكلف ولا تمثيل . لتعترف بضعفك ومحدوديتك وخطيئتك .... صلاة تخرج من قلبك لتنصب في قلب الله.
في الكثير من الاوقات لا رغبة لنا في الصلاة . فتبدو صعبة أو حملاً ثقيلاً . وكأن الكلمات تقف على ابواب افواهنا ..... لكننّي ادعوكم للصلاة في مثل تلك الاوقات . فالصلاتنا انعكاسًا لذاتنا ولواقعنا ولظروفنا ....
لا أجمل من ان تقدم ما يجول في داخلك من هموم وأفراح ومتاعب وأفكار وأمنيات لتضعها بين يدي الله ليرعاها ويوجهك لما فيه خير لك( أطلبوا تجدوا ....)
_ تنتظر الام بفارغ الصبر وشوق كبير تلك اللحظة التي يبدأ فيها صغيرها بالنطق . وما ان نطق لتحلق عاليًا فرحًا وسرورًا وبهجة لتحتضنه وتقبله وتشده إليها ...هكذا هو فرح الله أبينا حينما نصلي إليه.
-الصلاة علاقة مع الله . والله يعلمنا الكثير من خلال علاقتنا معه . فهو( خير واوفى صديق ؛ لا بل حامل همومنا وكاتم اسرارنا ورفيق دربنا) وبهذا الصدد تقول القديسة تريزا الافيلية الكبيرة: "إن الصلاة حديث صداقة مع الله .... وحوار ودي مع ذلك ذلك الذي نعرف انه يحبنا ، انه حديث القلب إلى القلب".
_الصلاة تضعنا وجهًا لوجه مع يسوع ليدخل حياتنا ، لكنه لن يكون مكتوف الايدي ، بل يدخل حياتنا ليغيّرنا ويغمرنا بحبّه ويعلّمنا أن نُحبّ كما هو أحبّ. انها الصلاة التي تفتح نفوسنا نحو الرب.
_الصلاة تتطلب صمت وهدوء واختلاء وموسيقى . بمعنى ان تجلس مع ذاتك وتدخل إلى عمقك . " فاذا صليت فأدخل مخدعك واغلق بابك ....." (متى 6/6). وكذلك يقول القديس يوحنّا الذهبي الفم : " جِدوا باب قلوبكم تروا أنه الباب المؤدي لملكوت الله . فللسماء والقلب باب واحد".
- وليكن للعذراء أمنا وشفيعتنا وقتًا نخصصه لاكرامها وطلب شفاعتها... وما اروعها من أُمّ ..... انها شمعة تضيى دربنا . وكلنا قد اختبر عن كثب مواقف وخبرات وشفاعات أمنا القديسة مريم.
-الصلاة لا تتقيد بلغة ما. وليس الصلاة طقوس وشعائر ... بل ان تشعر انك بحضور الله .... لذا كنت وما زلت لا أبالغ بالتقدّيس بلغة الطقوس التي لا يفهمها سوى الكاهن ونفر قليل من الشمامسة . فالصلاة حوار، ولا حوار دون فهم واستيعاب. ويبقى الحوار عقيمًا وغير مجديًا متى كان بلغة غير مفهومة ..... فيسوع صلى للتلاميذ في لغة كانوا يفهمو ولم يتعصب للغة ما،. إنما جاء مخلصًا للانسان.

خصّص قلّما ربع ساعة كلّ يوم للصلاة ، وأجعل لها مكانة في حياتك .... فالله كله اذان صاغية لنا ولصلاتنا.إنه على أحر من الجمر للدخول معنا في علاقة من خلال صلاة الحبّ.

من كتاب تاملات من حياة كاهن للأب يوسف جزراوي

لندا قرانا- امريكا مشكان
منقول من موقع كرملشي يمي
ا

مريومه العراقيه
2009-07-07, 07:13 PM
شكراا للموضوع الرائع
تحياااتي

العميد نهاد العراقي
2009-07-09, 10:16 PM
http://fsfs.jeeran.com/5.gif