المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المليونيرة العراقية التي ماتت فقيرة



عراقية كوول
2009-07-12, 06:46 PM
سارة خاتون 53:.. المليونيرة العراقية التي ماتت فقيرة



لكتابة عن الاحداث القريبة مهمة صعبة وعسيرة لا يعرض لها الا من اوتي صبرا يعدل صبر ايوب.. لان البحث في تفاصيل هذه الاحداث قد يتطلب عملا ميدانيا تتسع مساحته بحسب الرقعة التي دارت فيها الاحداث. وقد يسبب الخوض في دراسة هذه الاحداث او شخوصها شيئا من الاحراج لمن كانوا احياء منهم او لاولادهم او احفادهم. هذا فضلا عن ندرة المصادر. بهذا النمط من البحوث التاريخية ولع الاستاذ خيري العمر الذي ارخ للكثير من احداث القرن العشرين الذي نحياه ولشخوص هذه الاحداث.. واذا كان المؤرخون قد عنوا بالبحث في تاريخ الشخصيات التي كانت تصنع الاحداث او التي كانت محاور لبعضها فالاستاذ خيري فضلا عن عنايته بهذه الشخصيات قد تسلل الى ارصفة الاحداث يبحث فيها عن وجوه كانت لها ادوار هامشية.

من هذه الوجوه (سارة اوهانيس اسكندريان) التي شهرت في بغداد وفي غيرها من المدن العراقية باسم (سارة خاتون) و(سارة الزنكينة) ـ وتعني الثرية ـ
وسارة فتاة بغدادية اوتيت من جمال الوجه والقد مالم تؤته فتاة وجماله هذا وقعت بسبب احداث كاحداث افلام هوليود. فوالي بغداد التركي (ناظم باشا) يتدله بحبها.
وحزب (الاتحاد والترقي) يتخذ من هذا الحب سببا للوقيعة بحزب (الحرية والائتلاف)
شخصيات بغداد تتململ لتخليص الفتاةمن براثن الوالي العاشق
القنصل الالماني يهربها
القنصل الروسي يغامر فيسرقها من الباخرة
مجلس المبعوثان التركي يشهد جلسة صاخبة يبحث فيها امرها الزهاوي.. وليم ولكوكس.. مسزدراور.. وغيرهم كثير ترتبط اسماؤهم باحداث هذا الحب..
ولدت (سارة) في بغداد عام 1893 لاب ارمني اسمه «اوهانيس اسكندريان» ويبدو انه مات قبل ان تبلغ سن الرشد بعد ان خلف لها ثروة طائلة جدا.. اموالا وبساتين واراضي زراعية في بغداد والصويرة والحلة ومنطقة (الشوملي) اضافة الى اراض واسعة ضمن حدود امانة العاصمة قسمت وبيعت لتغدو فيما بعد منطقة سكنية تعرف بمحلة (كمب سارة) ولصغر سنها اصبح عمها (سيروب اسكندريان) وصيا عليها. وحرص (العم سيروب) على ان يتمسك بهذه الوصاية لانتفاعه بها.
وكبرت سارة وتفجرت انوثتها فازدادت جمالا حتى غدت حديث الشباب ومطمح امالهم.
وفي ولاية الوالي العثماني (ناظم باشا) وحوالي سنة 1910 شهدت بغداد اول حفلة راقصة ـ كما يبدو ـ دعي اليها الرجال والنساء سوية ولاول مرة.. ولابد ان يكون (ناظم باشا) هو الذي اراد لهذه الحفلة ان يكون متظاهرا بالتجديد ومدعيا تأثره بالمجتمع الفرنسي الذي عرفه اثناء اقامته في باريس لفترة من الزمن.. و (لغاية في نفس يعقوب).
واقيمت الحفلة على ظهر باخرتين ترسوان على شاطئ دجلة زينتا بالاضواء. وكتب الله لسارة ان تحضر هذه الحفلة فضلا عن قناصل الدول وزوجاتهم وبعض العائلات التي لا تتحرج من اختلاط الجنسين. ويبدو ان (ناظم باشا) لمح سارة التي لابد ان كانت بابهى ما تكون فانبهر وظل يتحين الفرصة للوصول اليها والتعرف عليها. ولما عرف انها ابنة اخر (سيروب اسكندريان) الذي كان قد عينه مديرا للادارة النهرية شعر وقتذاك ان الطريق ممهد فلم يتوان وتقدم منها لتكون بعد لحظات موضع رعايته واهتمامه.
وكانت سارة قد ضاقت ذرعا بوصاية عمها على ثروتها الكبيرة فاهتبلتها فرصة ذهبية لتستعين بالوالي المعجب على فسخ هذه الوصاية واستبدالها بوصاية الكنيسة.. فطلبت من (ناظم باشا) موعدا لزيارته فكان الجواب سريعا.
وفي الموعد المحدد تجللت سارة بالعباءة واسدلت على وجهها الخمار (البوشي) على هيئة ما كانت نساء بغداد يفعلنه وقتذاك عند الخروج الى الشارع واصطحبت معها عمتها (صوفيا) التي كانت تقف الى جانبها في رفض وصاية العم سيروب ورحلت تريد مقابلة الوالي في داره.
ويبدو ان هيبة الوالي العجوز ونظراته قد اخرست سارة عن الكلام في هذا اللقاء فتوليت العمة صوفيا شرح الموضوع الذي انصت اليه الوالي بشكل جاد.
بعد ايام من هذا اللقاء ارسل الوالي في طلب العم سيروب وولده (دانيال) وطلب اليهما ان يقدما كشفا بالحساب لارث سارة.
فاستبشرت سارة خيرا وعدت هذه البادرة (اول الغيث) فانتظرته (ينهمر) وقدرت لذلك اياما وحان الموعد فاذا به وبال وشر مستطير..
قالت سارة في اللقاء الذي اجراه معها الاستاذ خيري العمري عام 1958 ((واذا بدا نيال ابن عمي يدخل علي ذات مساء وهو مضطرب ويبادرني قائلا وهو يتلفت يمينا ويسارا:
ـ ان الباشا يريدك زوجا لسكرتيره الخاص سورين...))
وتصورت سارة ان (دانيال) غير جاد وظنته يمزح معها.. الا ان (دانيال) قطع عليها ظنونها هذه عندما استطرد يزين لها هذا الزواج فطردته واسمعته من جارح الكلام ما جعلها تظن انه لن يعاود.. الا انه عاد اليها بعد يومين ليقدم لها عرضا اخر اكثر اغراء:
((ـ ان الباشا يريدك زوجا له))
لقد ظن (دانيال) ان سارة رفضت (سوريان) سكرتير الباشا لانه لا يناسبها فجاء ليرفع (السوم) ويقدم لها الباشا نفسه.
ولم تتمكن سارة لترتضي الباشا العجوز زوجا لها لانها لم تكن تفتقر الى الجاه او الثراء فهي الغنية بهما ولعلها كانت تفكر كما تفكر لداتها بفتى الاحلام والشاب الذي يملأ عليها حياتها بعيدا عن تلك القيم المادية التي لا تغني فتاة ثرية وجميلة مثلها.
ورفضت عرض (دانيال) الثاني باصرار وطردته ثانية فشعر الباشا العاشق ان صبية بغدادية لا تملك ما يملكه هو من سطوة واقتدار قد تمردت عليه دون رهبة او خوف فكان ان جعل يضيق عليها وينصب لها الشراك فلم تفلت من واحد حتى يكون الثاني بانتظارها وهي صامدة ببطولة وشجاعة.
وضاق الباشا العاشق ذرعا بالحبيبة المتمردة فاوعز الى (الجندرمة) بان يقتحموا عليها بيتها فتسلقت الجدار الذي يفصل بينها وبين جارها القنصل الالماني (هسا) وبذلك اضاعت على الباشا فرصة في ان يظفر به جلاوزته ليحملوها اليه مخفورة.
اما القنصل الالماني فقد وجدان بقاءها في داره قد يسبب ازمة دبلوماسية لانه لا يشك في ان الوالي العاشق قد لا يتورع عن اقتحام داره ذي الحصانة الدبلوماسية فنقلها على الفور الى دار السيد داود النقيب (نقيب الاشراف في بغداد) في محلة ـ باب الشيخ ـ فآواها النقيب ووفر لها حماية كاملة منطلقا من (بغداديته) وتربيته العربية في حماية الدخيل او اللاجئ واسقط في يد الباشا ولم يتجرأ على اقتحام دار السيد النقيب الا انه بث جلاوزته (الجندرمة) حول داره لالقاء القبض عليها عند مغادرتها.
وبقيت في دار السيد النقيب خمسة ايام امعن الباشا العاشق خلالها في التضييق عليها وايذائها فاعتقل خادمتيها (لولو) و (فريدة) بتهم ملفقة باطلة واصدر امره الى (البلامة) ـ اصحاب الزوارق الصغيرة التي تعمل بالمجاذف ـ و (المجارية) ـ اصحاب الحيوانات التي تستخدم في التنقل ـ بالامتناع عن مساعدتها في التنقل باي من وسائطهم كما ابعد خطيبها الى كركوك.
وشاعت حكاية (الوالي العاشق وما جرى له مع بنت الناس) في بغداد فانكره عليه اهل بغداد ووقفوا الى جانب سارة. ولا استبعد ان يكن البغداديون وقتذاك قد ربطوا بين تصرف الوالي الشخصي هذا وبين موقعه كحاكم لدولة اجنبية تسيطر على العراق وتتصرف بمقدراته ولهذا هبوا جميعا لنصرة سارة كمواطنة عراقية لحقها حيف وظلم من حاكم غريب عن الوطن...
لقد نصروها على الوالي مرتين:
مرة عندما خرجت من دار السيد النقيب وهي محجبة تستقل عربة (يجرها حصانان) اذ لمحها الرقباء من (الجندرمة) الذين انبثوا حول الدار وعندما تصدوا لها قصد القاء القبض عليها افتعل شباب محلة (باب الشيخ) امرا صرفوا اليه الجندرمة عن عربة سارة وبذلك فوتوا عليهم الفرصة وكان ان افلت من ايديهم.
وثانية عندما دخل عليها ابن عمها (دانيال) وهي في حديقة بيتها المطل على شاطئ دجلة في محلة (كرادة مريم) واراد ان يختطفها بزورق ارساه عند الحديقة فصرخت واستنجدت بجيرانها من الفلاحين المجاورين لبيتها فهبوا لنجدتها بالعصي و (المساحي) و (المكاوير) فهرب (دانيال) بجلده لا يلوي على شيء.
كانت سارة قد اودعت حليها لدى ابن عمها (دانيال) فطالبته بان يعيده اليها بعد الذي جرى لها منه ما جرى فاعاده اليها وحين تفحصته وجدت ان واحدا من خواتمها غير موجود.. لما استطلعت منه عن امره اخبراه انه موجود لدى «الوالي» وانه يحتفظ به.
ورغم ما يمتلكه «الوالي» من المقدرة على التصرف بالامور وهو (الحاكم بامره) الا ان سارة تماسكت بشكل بطولي واستطاعت ان تقابل اجراءاته ومضايقاته بصبر وجنان ثابت.
واستقر رأيها على استرجاع الخاتم من هذا العاشق الخرف. فجمعت بعض افراد عائلتها وطلبت اليهم ان يصحبوها الى بيت الوالي لمطالبته بالخاتم واسترجاعه منه.. و كان لسارة ما ارادت قالت سارة للاستاذ خيري العمري تصف هذا اللقاء الرهيب:
((سعيت الى الباشا وقد رافقني بعض اقاربي وكان لقاؤنا معه يسوده جو من الرهبة والخوف واخرج الباشا الخاتم من جيبه وقال وهو يحدجني بنظرات غريبة امتزجت فيها معاني التهديد بالغضب:
ـ هل اعيد الخاتم اليك يا سارة ام احتفظ به عند؟
لقد شعرت كأن الارض تدور بي وان مزيجا من المشاعر استولت علي وهممت ان اقول شيئا ما ولكن لساني ارتج علي وتسمرت قدماي ورحت اقلب ناظري في وجوه الاقارب الذين كانوا معي لعلي استرجع هدوء اعصابي واستمد منهم ما يزيدني شجاعة في هذا الموقف، ثم التفت اليه وقتلت ولا اعرف كيف واتتني شجاعتي:
ـ اذا كنت يا باشا تريد الخاتم مقابل ما اسديته لي من جميل فهو لك اما اذا اردته لشيء اخر فيؤسفني ان ارفض، واثارت هذه الاشارة الباشا فانقلبت سحنته بغتة واحمرت عيناه غضبا واستولى على الحاضرين من الاقارب خوف شديد.. وشعرت كاننا مقبلون على زوبعة شديدة. وفجأة قال الباشا:
ـ انصرفوا.. غدا سابعث الخاتم اليكم.
وانصرفنا ونحن اشد ما نكون خوفا ووجلا وما كدنا نبتعد قليلا حتى انهال علي الاقارب لوما وتقريعا وتوقعوا ما توقعوا من محن ومآس).
هذه الحكاية وغيرها من (حكايات الباشا العاشق وما جرى له مع بنت الناس) تسربت الى الشارع الذي له اساليبه الخاصة في التعبير عن مشاعره تجاه قضاياه الحساسة مما يتصل بالشهامة و (الحمية).. لقد ادرك الشارع انه عاجز عن مواجهة صريحة يقدم فيها كشف الحساب للوالي الذي تعرض لقيم بغدادية عربية فطارد فتاة لا ذنب لها سوى انها ارادت ان تصون شرفها وعفتهامن براثن الباشا تدله في حبها...
فأنبرى الزهاوي ليقول في الامر شيئا (ديوان اللباب ـ طاغية بغداد) وانبرى غيره ليقول اكثر.
اشتد التنافس في تركيا بين حزبي (الاتحاد والترقي) و (الحرية والائتلاف) وكان طبيعيا ان تسري حمى هذا التنافس الى خارج تركيا حيث الاقطار التي استحوذوا عليها.. وكان طبيعيا ايضا ان تسري حمى هذا التنافس الى خارج تركيا حيث الاقطار التي استحوذا عليها.. وكان طبيعيا ايضا ان تكون بغداد واحدة من حواضر الدولة العثمانية التي تحتوي هذا التنافس.
ولان ناظم باشا ينتمي الى حزب الحرية والائتلاف فقد انتهز اعضاء الحزب المنافس في بغداد تدله الباشا وتبذله في حب ساره وانتهاكه للاعراف بسببها... اقول.. انتهزوها فرصة للايقاع به وبحزبه. فاستنفروا شهامة اهل بغداد وحميتهم ونظموا الاحتجاجات وجمعوا لها التواقيع وبعثوا بها الى اسطنبول.
اثناء هذه الحملة وصل الى بغداد «اسماعيل حقي بابان» من اسرة تنتمي الى بابان العراقية المعروفة في جولة انتخابية وصحفية باعتباره مراسل جريدة (طنين) المعروفة بولائها لحزب (الاتحاد والترقي) فأهتبلها خصوم ناظم باشا فرصة لاطلاع (بابان) على جلية الامر كيما ينبري لفضح اعمال الوالي في بغداد على صفحات جريدته او في مجلس المبعوثان ان هو فاز بعضويته. ونظموا لسارة لقاء به في محلة (الصابونجية) ببغداد.
يقول الاستاذ خيري العمري:
«وفي ليلة مظلمة تسترت سارة بظلامها الحالك وتسللت الى ازقة الصابونجية لتلتقي في دار (سليم بابان) بالسيد (اسماعيل حقي بابان) الذي سرعان ما وجدت فيه بعد ان بثته ظلامتها من الحماس والاندفاع مازادها شجاعة وصلابة».
وعاد (بابان) الى اسطنبول ليبسط موضوع سارة لاولي الامر. وفي الدورة الاولى للسنة الثالثة لمجلس المبعوثان التركي (6 شباط 1911) قدم نائبا الموصل (محمد علي فاضل) و (داود اليوسفاني) ونائب بغداد (ساسون حسقيل) ونائب الديوانية (شوكة رفعة) ونائب كربلاء (عبد المهدي الحافظ) ونائب كركوك (محمد علي قيردار).. قدم هؤلاء تقريرا الى المجلس حملوا فيه علي ناظم باشا وغمزوه بحادثة سارة فاحتدم النقاش بين اعضاء الحزبين المتنافسين فكان ان تذرع وزير الداخلية (طلعت باشا) ـ من حزب الاتحاد والترقي ـ بهذه الاتهامات فطرد ناظم باشا من ولاية بغداد واخذ يلوح بالتحقيق معه.
وهكذا اتسعت رقعة الاحداث وتشابكت ولم يعد امام ناظم باشا اي مجال لمعالجة الموقف.
على ان حماقة هذا الباشا دعته الى الامعان والاسفاف بعد ان احس بنذر الخطر تحدق به فراح يحاول الحصول على تقرير طبي يؤيد اصابة سارة بمرض عقلي يتطلب وضعها تحت الحراسة. وبلغ الخبر مسامع سارة وادركت ما يعنيه هذا الاجراء ان نجح ناظم باشا في تحقيقه فأخذت تعد العدة للخروج من بغداد والهروب الى اية جهة تكون فيها بمنجاة من تصرفه. اثناء ذلك علمت ان احدى راهبات «الدير الفرنسي» ببغداد ستسافر الى لندن فأرسلت الى الدير تطلب مساعدته فأجابها الى طلبها.
وفي فجر احد الايام تسللت سارة الى «دير الراهبات الفرنسيات» دون ان ينتبه لامرها احد والتجأت اليه وبقيت فيه تنتظر موعد سفر الراهبة.
وحان الموعد ومع خيوط الفجر الاولى من صباح احد الايام غادرت الدير راهبتان بزيهما المعروف هما الاخت (هنرييت) وسارة التي تخفت بزي راهبة وراهب اسباني اسمه «بيير» واستطاع الثلاثة ان يغادروا محلة (رأس القرية) حيث يقع الدير الى منطقة (المصبغة) المجاورة للمدرسة المستنصرية اذ ترسو عند شاطئها باخرة من بواخر (بيت لنج) مرفوع عليها علم بريطاني لتقلهم الى البصرة.كانت سارة ما ان تتخلص من مأزق حتى يعترضها مأزق اخر لان الباشا كان مصرا على ان يظفر بها ولهذا ما ان تفشل خطة حتى يبادر الى خطة اخرى.. ولم تكن الحياة مع سارة تنساب رخاء لتحيا كما تحيا الاخريات.
كانت العيون التي بثها الوالي هنا وهناك قد نجحت في رصد تحركات سارة بشكل دقيق الا ان المشكلة العويصة التي واجهها هي انها كانت تفلت من اي حصار يضربها عليها مهما بلغت دقته. فلقد عرف الوالي ان سارة انتقلت الى باخرة ترسو عند (شريعة) ـ شاطئ ـ المصبغة جنب المدرسة المستنصرية تعود الى شركة (لنج) المعروفة ولهذا ارسل الى السفينة عددا من الجندرمة لالقاء القبض عليها.
وحاول جلاوزة الوالي اقتحام السفينة الا ان قائدها منعهم باعتبارها تحمل العلم البريطاني وتابعة لقنصلية اجنبية.
وكانت بواخر هذه القنصليات تتمتع بحصانة دبلوماسية كالقنصليات التابعة لها. وهكذا فشل الوالي في القاء القبض عليها.واقلعت السفينة من بغداد قاصدة البصرة وصدرت الاوامر الى قائدها بان يقودها باقصى سرعتها ودون توقف في اي مدينة يمر بها.
واسقط في يد الوالي العاشق وعض انامله حتى ادماها فلقد افلت الصيد من براثنه وناى عنه. وراح يشحذ الذهن لعله يهتدي الى وسيلة او خطة يعيد بها سارة الى منطقة نفوذه.. واهتدى اليها..
فلقد اوعز الى صنائعه من اقاربها من امثال عمها (سيروب) و (دانيال) بتحريك دعوى ضد دير الراهبات الفرنسيات بحجة ان راهباته اجبرن سارة على التخلي عن مذهبها الارثذوكسي واعتناق المذهب الكاثوليكي الذي كانت عليه هؤلاء الراهبات.. وهكذا بدأ العمل من جديد وفق خطة جديدة واسلوب جديد.
فلقد ابرق الى والي البصرة يطلب اليه القاء القبض على سارة التي ستصل على متن باخرة (بيت اللنج) وانقاذها من خاطفاتها الراهبات الكاثوليكيات وارسالها مخفورة الى بغداد.
لم تكن البصرة ضمن نفوذ ولاية بغداد فقد كانت ولاية لا علاقة لها بولاية بغداد في مثل هذه الامور. وكان والي البصرة قد بلغته مغامرات والي بغداد العاشق ويبدو انه كان لا يريد ان يزج بنفسه في امور كهذه تسقط من هيبته وتسيء الى سمعته في البصرة واسطنبول ولهذا اخذ يماطل اذ ابرق الى ناظم باشا يطلب اليه (اوراق الدعوى) بشكل اصولي ليكون على بينة من الامر.
وبلغ الامر مسامع القنصلية البريطانية في البصرة فاستعدت للامر لتنشر حمايتها على السفينة التي تقل سارة.. وعرف القنصل الروسي في البصرة بتفاصيل الدعوى المرفوعة على سارعة فاستعد ليتدخل في الامر.
فكان ان سارع بزورقه الى الباخرة وطلب الى سارة ان تصحبه الى باخرة اخرى كانت ترسو في شط العرب وعلى وشك ان تقلع الى بومبي.. فصحبته وتحركت الباخرة دون ان تطالها يد ناظم باشا.
وعندما غادر ناظم باشا بغداد ليعود الى اسطنبول بعد طرده من الولاية غادر العراق عن طريق البصرة الى الهند يبحث في بومبي عن سارة وشعرت ا دارة الهند البريطانية بالامر فأوعزت الى سارة خاتون ان تتوارى عن الانظار لفترة ريثما ييأس ناظم باشا فيغادر بومبي.
وعندما عادت سارة خاتون الى شقتها بعد تأكدها من سفره سلمتها صاحبة البيت رسالة تركها لها ناظم باشا بعد ان اودع فهيا حبا صادقا ولوعة وأسى.
وبعد وصوله الى اسطنبول بقليل وفي عام 1913 قتل ناظم باشا. بعد فترة غادرت سيارة بومبي الى باريس حيث تزوجت وبعد ان وضعت الحرب الاولى اوزارها عادت الى العراق واخذت ترعى ثروتها بنفسها.. عل ان الذين عاصروها يروون لنا حكايات وحكايات عن كرمها الذي تجاوز حد المعقول الى التبذير والاسراف... فجاء هذا الاسراف على اخر فلس من ثروتها.
لقد مر الكثير من الاثريا عبر التاريخ الا ان ايا منهم لم يكتسب لقبا من هذا الثراء الا (سارة) التي اكتسبت من ثرائها لقبا فشهرت في العراق بسارة الزنكينة..
وماتت سارة في الستينيات فقيرة معدمة في بيت سائق سيارتها ايام كان لها سيارة.
مجلة الف باء 1977

-*-*-*(weeT GIRL$ )*-*-*-
2009-07-12, 06:50 PM
عاااااااااشت ايدج وردة موضوع كوولش حلو
تحيااتي الج وردة

رحيق الورد
2009-07-12, 06:59 PM
عاشت الايادي الحلوة على الموضوع الجميل و الرائع
و ننتضر نشوف المزيد
تقبلو مروري و اطيب تحياتي

:Smiles Lot 1 (11):

عراقية كوول
2009-07-14, 01:28 PM
منورين حبايب
42:

...~Iraqi Bella~...
2009-07-14, 01:31 PM
شكرا حبي ع الموضوع الحلوو

اتذكر هذه طلعت مسلسلة يمكن

عراقية كوول
2009-07-14, 01:32 PM
اي صح
منورة حبيبتي
42:

اسد الرافدين
2009-07-14, 01:44 PM
يمه تعبت هاي شطوووووولها :35:35اي صح طلعت بمسلسل كوووووولش حلوه تسلمين كولايه:Smiles Lot 1 (11)::Smiles Lot 1 (11):

عراقية كوول
2009-07-14, 01:47 PM
منور اسد
42:

•كہاتہم الاـح°زانہ•
2009-07-16, 03:20 AM
يسلمووووووو
عاشت الايادي


تحياتي

العميد نهاد العراقي
2009-07-23, 11:32 PM
مشكوورة وردة
و صح طلعت مسلسله عالموده
تسلمين وردة على المجهود الرائع
تحياتي
العميد نهاد العراقي
53:

عراقية كوول
2009-07-23, 11:39 PM
شكراً ع المرور الكريم
لقد نورتوا متصفحي المتواضع
شكراًلكم جميعاً
تحياتي

سفير البصرة
2010-07-11, 03:26 PM
يسلمو عل موضوع الحلو....
تحياتي...