MR_CoOL
2009-08-25, 02:11 AM
بســــــم الله الرحمن الرحــــــيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
اخوتي واخواتي المحترمين
على مستوى فردي كل واحد له حياة شخصية ، إذا قلنا لأحد الأخوة الكرام يجب أن تعيش المستقبل ، ما هو أخطر حدث في المستقبل ؟ مغادرة الدنيا ، إلى أين ؟ الإنسان يسافر ويرجع ، يذهب في نزهة ويعود إلى البيت.
يقوم بمهمة ثم ينام في البيت ، يأتي بعد شهر بعد سنة ، يذهب إلى بلد بعيد يقيم شهراً أو شهرين ، سنة أو سنتين ، ثم يعود ، أما هذه الرحلة التي لا عودة منها إلى أين ؟ وماذا فيها؟ وما العملة الرائجة في هذه الرحلة ؟ أنا أعتقد أن هذا ليس من باب التشاؤم ، ليس من باب السوداوية ، وليس من باب أن تعيش في جو مأساوي ، لا أبداً ، فالموت مصير كل حي، الموت نهاية كل إنسان ، الموت لا بد من أن نتجرع كأسه شئنا أم أبينا ، ولم يُعفَ من هذا التجرع نبي مرسل ولا سيد الخلق ولا ملك عظيم ، ولا غني كبير ، ولا طبيب ماهر ، الموت مصير كل حي .
كل مخلوق يموت ولا يبقى إلا ذو العزة والجبروت ، والليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر، والعمر مهما طال فلابد من نزول القبر .
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلةٍ حدباء محمول
فـإذا حملت إلى القبور جنازةً فـاعلم بأنك بعدها محمول
فالتفكر بالموت لا علاقة له بالتشاؤم أبداً ولا بالسوداوية هذا كلام الجهلة ، هذا الحدث الذي لا بد منه شئنا أم أبينا وليس له قاعدة فقد يخطف الإنسان فجأةً وبأي عمر ففي الثلاثينات موت ، وفي العشرينات ، بالأربعينات ، بالخمسينات ، الموت ليس له قاعدة إطلاقاً ، قاعدته الوحيدة أنه ليس له قاعدة ، الشيء الذي تستعد له وتفكر فيه دائماً لا تفاجأ به ، بل أنت قد أخذت احتياطات بالغة .
تصور أن طالباً مُجداً لحظة الامتحان لا تغادر ذهنه طوال العام الدراسي فحينما يأتي شهر حزيران ويدخل إلى قاعة الامتحان وتوزع الأسئلة لا يخشى ولا يهاب فالكتاب قرأه مرات ومرات وحفظه وحلله وفهمه وأجاب عن أسئلته ، واستوعبه تراه في هذه الساعات الثلاث في أسعد لحظات حياته لأنه يقطف ثمار عام بأكمله .
وصدقوني أيها الأخوة ولا أبالغ ، المؤمن حينما يدنو أجله يكون في أسعد لحظات حياته لأنه في هذه الساعة يقطف ثمن عبادته كلها ، كل حياته صلواته ، ذكره ، استقامته ، ضبطُ جوارحه ، ضبطُ أعضائه ، ضبطُ دخله ، تربية أولاده ، دعوته إلى الله ، تجشمه التعب في سبيل الله ، انتهى التعب وجاء الإكرام ، انتهى التكليف وجاء التشريف ، انتهى العمل
أنت مخير ، فهذه الوجهة من اختيارك ، من صنعك ، من تصميمك ، ولكل وجهة هو موليها ، والأمر فاستبقوا الخيرات ، أنت في وقت محدود وتتمتع في هذا الاختيار الذي هو سبب سعادتك
هناك رواية طريفة أنه كان في عهد سيدنا سليمان رجل يحضر مجلسه ، وملك الموت قَد وَفَدَ ، فملك الموت حدق فيه النظر ملياً ، فهذا الرجل قال له : من هذا الرجل الذي يحدق فيَّ ، قال له هذا ملك الموت ، فانخلع قلبه وقال له : أرجوك خذني إلى طرف الدنيا الآخر ، طبعاً هذه القصة رمزية ، سيدنا سليمان أوتي بساط الريح ، وسخرت له الريح فنقله إلى الهند إلى أقصى مكان ، بعد يومين مات هناك ، فالتقى هذا النبي الكريم بمِلكِ الموت فقال له : لماذا كنت تحدق النظر فيه ، فقال له : أُمرتُ بقبض روحه في الهند لكني رأيته عندك فاستغربت .
جاء بحثي عن هذا الموضوع بالذات لما تاثرنا به منذ فقدنا لشخص عزيز غالي الا وهي شمعه بيتنا
والدتي( منذ سنتين )اساله تعالى ان تسكن جناته ويرحمها بحق هذا الشهر الفضيل
واليوم صديقتي الغاليه بعمر الزهور وكانت ستزف في الاشهر القادمة لكن قدرها حتم ان تزف الى ظلمات القبر
بملبسنا الموحد الا وهو الكفن تركت دار لايقطنها الا ابويها والعديد من المشاهد الدمويه التي نتاثر لسماعها من سلسله انفجارات التي حضنتها بغداد لانه الجنة تدعو الى سكانها ونار جهنم تدعو حطب نارها
فيا اخوتي واخواتي
لا تغفلو عن الموت
احلفكم بحق هذا الشهر الفضيل الذي انزل فيه القران
ان تنظرو الى ماضيكم لتكون صفحتكم بيضاء عندما نكون تحت يديه القدير العزيز
الموت قدر كل حي ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) و هو ولادة جديدة فكما ولد الانسان من رحم أمه إلى الدنيا يولد مجدداَ من رحم الدنيا إلى البرزخ فالآخرة عبر الموت، فإذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم نافع ينتفع به أو ولد صالح يدعو له.
ليس للإنسان إلا ما سعى فعلام نغتر بالدنيا و هي لا شك مخادعة و إلى متى نمني أنفسنا و يجري بنا طول الأمل إلى سرابات صحراء هذه الحياة، فاعمل هداك الله، لدنياك كأنك تعيش أبداَ و اعمل لآخرتك كأنك تموت غداَ ..
و تأمل معي أبيات على بن أبي طالب عليه السلام :
تزود من التقوى فإنك لا تدري إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من فتى أمسى و أصبح ضاحكاَ و أكفانه في الغيب تنسج و هو لا يدري
وكم من صغار يرجى طول عمرهم قد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر
و كم من صحيح مات من غير علة و كم من سقيم عاش حيناَ من الدهر
اساله تعالى الاجر والثواب وقراءه سورة الفاتحه لارواح المؤمنين والمؤمنات جميعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
اخوتي واخواتي المحترمين
على مستوى فردي كل واحد له حياة شخصية ، إذا قلنا لأحد الأخوة الكرام يجب أن تعيش المستقبل ، ما هو أخطر حدث في المستقبل ؟ مغادرة الدنيا ، إلى أين ؟ الإنسان يسافر ويرجع ، يذهب في نزهة ويعود إلى البيت.
يقوم بمهمة ثم ينام في البيت ، يأتي بعد شهر بعد سنة ، يذهب إلى بلد بعيد يقيم شهراً أو شهرين ، سنة أو سنتين ، ثم يعود ، أما هذه الرحلة التي لا عودة منها إلى أين ؟ وماذا فيها؟ وما العملة الرائجة في هذه الرحلة ؟ أنا أعتقد أن هذا ليس من باب التشاؤم ، ليس من باب السوداوية ، وليس من باب أن تعيش في جو مأساوي ، لا أبداً ، فالموت مصير كل حي، الموت نهاية كل إنسان ، الموت لا بد من أن نتجرع كأسه شئنا أم أبينا ، ولم يُعفَ من هذا التجرع نبي مرسل ولا سيد الخلق ولا ملك عظيم ، ولا غني كبير ، ولا طبيب ماهر ، الموت مصير كل حي .
كل مخلوق يموت ولا يبقى إلا ذو العزة والجبروت ، والليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر، والعمر مهما طال فلابد من نزول القبر .
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلةٍ حدباء محمول
فـإذا حملت إلى القبور جنازةً فـاعلم بأنك بعدها محمول
فالتفكر بالموت لا علاقة له بالتشاؤم أبداً ولا بالسوداوية هذا كلام الجهلة ، هذا الحدث الذي لا بد منه شئنا أم أبينا وليس له قاعدة فقد يخطف الإنسان فجأةً وبأي عمر ففي الثلاثينات موت ، وفي العشرينات ، بالأربعينات ، بالخمسينات ، الموت ليس له قاعدة إطلاقاً ، قاعدته الوحيدة أنه ليس له قاعدة ، الشيء الذي تستعد له وتفكر فيه دائماً لا تفاجأ به ، بل أنت قد أخذت احتياطات بالغة .
تصور أن طالباً مُجداً لحظة الامتحان لا تغادر ذهنه طوال العام الدراسي فحينما يأتي شهر حزيران ويدخل إلى قاعة الامتحان وتوزع الأسئلة لا يخشى ولا يهاب فالكتاب قرأه مرات ومرات وحفظه وحلله وفهمه وأجاب عن أسئلته ، واستوعبه تراه في هذه الساعات الثلاث في أسعد لحظات حياته لأنه يقطف ثمار عام بأكمله .
وصدقوني أيها الأخوة ولا أبالغ ، المؤمن حينما يدنو أجله يكون في أسعد لحظات حياته لأنه في هذه الساعة يقطف ثمن عبادته كلها ، كل حياته صلواته ، ذكره ، استقامته ، ضبطُ جوارحه ، ضبطُ أعضائه ، ضبطُ دخله ، تربية أولاده ، دعوته إلى الله ، تجشمه التعب في سبيل الله ، انتهى التعب وجاء الإكرام ، انتهى التكليف وجاء التشريف ، انتهى العمل
أنت مخير ، فهذه الوجهة من اختيارك ، من صنعك ، من تصميمك ، ولكل وجهة هو موليها ، والأمر فاستبقوا الخيرات ، أنت في وقت محدود وتتمتع في هذا الاختيار الذي هو سبب سعادتك
هناك رواية طريفة أنه كان في عهد سيدنا سليمان رجل يحضر مجلسه ، وملك الموت قَد وَفَدَ ، فملك الموت حدق فيه النظر ملياً ، فهذا الرجل قال له : من هذا الرجل الذي يحدق فيَّ ، قال له هذا ملك الموت ، فانخلع قلبه وقال له : أرجوك خذني إلى طرف الدنيا الآخر ، طبعاً هذه القصة رمزية ، سيدنا سليمان أوتي بساط الريح ، وسخرت له الريح فنقله إلى الهند إلى أقصى مكان ، بعد يومين مات هناك ، فالتقى هذا النبي الكريم بمِلكِ الموت فقال له : لماذا كنت تحدق النظر فيه ، فقال له : أُمرتُ بقبض روحه في الهند لكني رأيته عندك فاستغربت .
جاء بحثي عن هذا الموضوع بالذات لما تاثرنا به منذ فقدنا لشخص عزيز غالي الا وهي شمعه بيتنا
والدتي( منذ سنتين )اساله تعالى ان تسكن جناته ويرحمها بحق هذا الشهر الفضيل
واليوم صديقتي الغاليه بعمر الزهور وكانت ستزف في الاشهر القادمة لكن قدرها حتم ان تزف الى ظلمات القبر
بملبسنا الموحد الا وهو الكفن تركت دار لايقطنها الا ابويها والعديد من المشاهد الدمويه التي نتاثر لسماعها من سلسله انفجارات التي حضنتها بغداد لانه الجنة تدعو الى سكانها ونار جهنم تدعو حطب نارها
فيا اخوتي واخواتي
لا تغفلو عن الموت
احلفكم بحق هذا الشهر الفضيل الذي انزل فيه القران
ان تنظرو الى ماضيكم لتكون صفحتكم بيضاء عندما نكون تحت يديه القدير العزيز
الموت قدر كل حي ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) و هو ولادة جديدة فكما ولد الانسان من رحم أمه إلى الدنيا يولد مجدداَ من رحم الدنيا إلى البرزخ فالآخرة عبر الموت، فإذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم نافع ينتفع به أو ولد صالح يدعو له.
ليس للإنسان إلا ما سعى فعلام نغتر بالدنيا و هي لا شك مخادعة و إلى متى نمني أنفسنا و يجري بنا طول الأمل إلى سرابات صحراء هذه الحياة، فاعمل هداك الله، لدنياك كأنك تعيش أبداَ و اعمل لآخرتك كأنك تموت غداَ ..
و تأمل معي أبيات على بن أبي طالب عليه السلام :
تزود من التقوى فإنك لا تدري إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من فتى أمسى و أصبح ضاحكاَ و أكفانه في الغيب تنسج و هو لا يدري
وكم من صغار يرجى طول عمرهم قد أدخلت أجسادهم ظلمة القبر
و كم من صحيح مات من غير علة و كم من سقيم عاش حيناَ من الدهر
اساله تعالى الاجر والثواب وقراءه سورة الفاتحه لارواح المؤمنين والمؤمنات جميعا