دمعة ألم
2009-12-07, 06:07 PM
إذا ذُكرت كلمة ( حب ) ذُكرت المرأة .. فالمرأة هي أحد طرفي هذه العلاقة و هي الطرف الأكثر رومانسية و خيالا . إذا أنشأت علاقة حب مع رجل ما فإن تغييرا كبيرا يحدث في حياته و يقلبها رأسا على عقب ، يُـروى أن ملكا كان مستاء من عدم اهتمام ولده بلباسه و هندامه فنصحه أحدهم أن يطلب من ابنة وزيره أن تظهر له و تجعله يقع في حبها ، و عندما حدث ذلك تغير حال الابن و أصبح أنيقا دمثا !
لذلك قال حكيم ينصح تلاميذه بالحب : ( اعشقوا , فإن العشق يطلق اللسان الـعَـيِـي , و يفتح حيلة البليد , و يبعث على التنظيف و تحسن اللباس , و تطيب المطعم , و يدعو إلى الحركة و الذكاء و تشريف الهمة ) .
و قال آخر إنه لا يكون في مأمن من الحب إلا ( الجلف الجافي الذي لا فضل له و لا عنده فهم ) .
( المرأة مظلومة حتى هنا )
أعتقد أن المرأة مظلومة في هذه العلاقة ، فالناس دائما ما تنتظر الوفاء من المرأة و لا تنتظره من الرجل ، ففي إحدى القصص تريد أرملة الزواج فيأتيها زوجها في نومها و ينشدها أبياتا يحثها فيها على الوفاء فتغير رأيها و ترفض الزواج الجديد ! و أنا أتساءل لماذا لم يَـتْـلُ هذا الزوج الأبيات على نفسه و يدع المسكينة تبحث عما يسعدها . و هذه النظرة أصبحت نظرة المجتمع بأسره بما فيه المرأة ، فعندما قال شاعر رومانسي :
أَهِـيمُ بِـدَعْـدٍ ما حَـيِـيـتُ فإنْ أَمُـتْ ... فوا حزناً مَـن ذا يَـهِـيمُ بها بَـعْـدي
اعترضت عليه امـــــــرأة ( سكينة بنت الحسين ) و قالت : قـبّحه الله و قبح شعره ، ألا قال :
أَهِـيمُ بِـدَعْـدٍ ما حَـيِـيـتُ فإنْ أَمُـتْ ... فلا صَـلحَـتْ دَعْـدُ لِـذِي خـلَّـةٍ بَـعْـدي
لقد كان عبد الحليم حافظ عبقريا حين أدرك أن المجتمع لا يقبل تصريح المرأة بحبها ، و لكنه يقبله من الرجل ، و هذا ما جعله يغير في كلمات أغنيته ( رسالة من تحت الماء ) ، فبعد أن كانت الكلمات في ديوان نزار على لسان امرأة ( إن كنت أعز عليك فخذ بيديّ ... إني عاشقةٌ من رأسي حتى قدميّ ) غيرها عبد الحليم لتصبح في أغنيته على لسان رجل ( إن كنت أعز عليك فخذ بيديّ .. فأنا مفتون من رأسي حتى قدميّ ) !!!
( العيون )
نَـظـرَتْ فـأَقْـصَـدَتِ الـفؤادَ بِـطَـرْفِـها ... ثم انْـثَـنـتْ عنّـي فَـكِـدتُ أَهِـيمُ
ويـلاهُ إنْ نـظرتْ و إنْ هـيَ أَعرضتْ ... وَقْـعُ السهامِ و نَـزْعُـهنّ ألـيمُ
العيون ترجمان الحب ، ألم تغن أم كلثوم : ( و خاطبتْ عـيـنَـيَّ فـي لـغةِ الهوى عيناكِ )
هذا البيت ينطبق تماما على قصة قرأتها عن رجل و امرأة أبكمين تقابلا في أحد المؤتمرات و من أول نظرة اشتعلت نيران الحب في قلبيهما و .. و .. ( النهاية معروفة ) .
فــللعين إذن تأثير كبير في ترجمة مشاعر الحب لذلك يُــروى أن عربيا كان يحمل جارية على جمله و هي معصوبة العينين مكشوفة الوجه ، فلامه أحدهم لماذا يكشف وجهها و يعصب عينيها ؟! فقال : من عينيها أخاف !!
الحب أعمى : عبارة طالما رددناها عندما نفاجأ بعلاقة حب غير متكافئة ( في الظاهر ) ، و أعتقد أن الحب ليس أعمى و لكنه نـــــــافــــــذ الــــبــــصــــيـــــرة يرى ما لا نرى ، فعندما لا ترى أنت في هذه المرأة إلا سمات غير لطيفة فإن الحبيب يكون قد رأى سمات أخرى جميلة هي التي جذبته و شدته . و لذلك نجد القبيح يتزوج جميلة و العكس صحيح ، و وجدنا من العرب من يُــغرَم بامرأة عجوز :
أبَـى القلبُ إلا أمَّ عمرٍو و حـبَّها ... عجوزاً ، و مَن يَعـشـقْ عجوزاً يُـفَـنَّدِ
لاشك أن كبر السن ليس هو ما جذب صاحبنا و لكن صفات أخرى لم ندركها .
( البعد يزيد الحب )
فقد اكتشف الباحثون أنه كلما قضى الرجل وقتا أقل مع شريكته , وجدها جذابة أكثر و ازدادت رغبته في رؤيتها و إقامة العلاقة العاطفية معها مجددا . و ربما هذا ما يفسر لنا لماذا كانت أشهر قصص الحب هي التي تنتهي بنهايات غير سعيدة كــقصص ( قيس و ليلى ، بِشْـر و هند ، عروة و عفراء ، عطيل و ديدمونة ، روميو و جولييت ) .
و أعتقد جازما أن قيسا لو تزوج بـــليلى لَـخف هيامه إلى حد كبير و ربما زال ، ألم يقل شاعر عُـذْري آخر :
يَـموتُ الهوى منّـي إذا ما لَـقِيـتُـها ... و يحيا إذا فارقـتُـهـا فــيَـعودُ
( دراسات )
اكتشف الباحثون أن مشاعر الحب تبدأ في الدماغ و أن القلب مجرد عضو يتأثر لاحقا بالأوضاع العصبية و الهرمونية التي ينشّطها المخ ، مما يعني أن صورة ( القلب ) التي تُـتخذ رمزا للتعبير عن الحب غير صحيحة على الإطلاق .
كما اكتشف الباحثون أن علاقة الحب تجعل الرجال يصبحون أكثر شبها بالنساء و النساء يصبحن أكثر شبها بالرجال !!!!
( عبارات جميلة )
يفعل الغياب في الحب كما تفعل الريح في النار ، تطفئ الصغير ، و تشعل الكبير .
هو أجمل الكذبات و أكثرها ألماً .
إنْ أحببتَ أحداً أعطه باباً وجناحين . . إن عاد فهو لك . . و إن لم يعد . . فهو أبدا لم يكن ملكك .
الحب : أن تشعر بالقوة حين تكون محبوبا و تشعر بالشجاعة حين تصبح محبا .
الحب لذيذ و الألذ منه استبدال المحبوب بين الفينة و الأخرى !!!
أنت لا تحب امرأة لأنها جميلة .. لكنها تصبح جميلة في نظرك لأنك تحبها .
الحب مرض , و الزواج صحة , و المرض و الصحة لا يلتقيان .
هو تاريخ المرأة و ليس إلا حادثا عابرا في حياة الرجل .
بقدر ما يكون الحب عاريا ، يقل إحساسه بالبرد
لذلك قال حكيم ينصح تلاميذه بالحب : ( اعشقوا , فإن العشق يطلق اللسان الـعَـيِـي , و يفتح حيلة البليد , و يبعث على التنظيف و تحسن اللباس , و تطيب المطعم , و يدعو إلى الحركة و الذكاء و تشريف الهمة ) .
و قال آخر إنه لا يكون في مأمن من الحب إلا ( الجلف الجافي الذي لا فضل له و لا عنده فهم ) .
( المرأة مظلومة حتى هنا )
أعتقد أن المرأة مظلومة في هذه العلاقة ، فالناس دائما ما تنتظر الوفاء من المرأة و لا تنتظره من الرجل ، ففي إحدى القصص تريد أرملة الزواج فيأتيها زوجها في نومها و ينشدها أبياتا يحثها فيها على الوفاء فتغير رأيها و ترفض الزواج الجديد ! و أنا أتساءل لماذا لم يَـتْـلُ هذا الزوج الأبيات على نفسه و يدع المسكينة تبحث عما يسعدها . و هذه النظرة أصبحت نظرة المجتمع بأسره بما فيه المرأة ، فعندما قال شاعر رومانسي :
أَهِـيمُ بِـدَعْـدٍ ما حَـيِـيـتُ فإنْ أَمُـتْ ... فوا حزناً مَـن ذا يَـهِـيمُ بها بَـعْـدي
اعترضت عليه امـــــــرأة ( سكينة بنت الحسين ) و قالت : قـبّحه الله و قبح شعره ، ألا قال :
أَهِـيمُ بِـدَعْـدٍ ما حَـيِـيـتُ فإنْ أَمُـتْ ... فلا صَـلحَـتْ دَعْـدُ لِـذِي خـلَّـةٍ بَـعْـدي
لقد كان عبد الحليم حافظ عبقريا حين أدرك أن المجتمع لا يقبل تصريح المرأة بحبها ، و لكنه يقبله من الرجل ، و هذا ما جعله يغير في كلمات أغنيته ( رسالة من تحت الماء ) ، فبعد أن كانت الكلمات في ديوان نزار على لسان امرأة ( إن كنت أعز عليك فخذ بيديّ ... إني عاشقةٌ من رأسي حتى قدميّ ) غيرها عبد الحليم لتصبح في أغنيته على لسان رجل ( إن كنت أعز عليك فخذ بيديّ .. فأنا مفتون من رأسي حتى قدميّ ) !!!
( العيون )
نَـظـرَتْ فـأَقْـصَـدَتِ الـفؤادَ بِـطَـرْفِـها ... ثم انْـثَـنـتْ عنّـي فَـكِـدتُ أَهِـيمُ
ويـلاهُ إنْ نـظرتْ و إنْ هـيَ أَعرضتْ ... وَقْـعُ السهامِ و نَـزْعُـهنّ ألـيمُ
العيون ترجمان الحب ، ألم تغن أم كلثوم : ( و خاطبتْ عـيـنَـيَّ فـي لـغةِ الهوى عيناكِ )
هذا البيت ينطبق تماما على قصة قرأتها عن رجل و امرأة أبكمين تقابلا في أحد المؤتمرات و من أول نظرة اشتعلت نيران الحب في قلبيهما و .. و .. ( النهاية معروفة ) .
فــللعين إذن تأثير كبير في ترجمة مشاعر الحب لذلك يُــروى أن عربيا كان يحمل جارية على جمله و هي معصوبة العينين مكشوفة الوجه ، فلامه أحدهم لماذا يكشف وجهها و يعصب عينيها ؟! فقال : من عينيها أخاف !!
الحب أعمى : عبارة طالما رددناها عندما نفاجأ بعلاقة حب غير متكافئة ( في الظاهر ) ، و أعتقد أن الحب ليس أعمى و لكنه نـــــــافــــــذ الــــبــــصــــيـــــرة يرى ما لا نرى ، فعندما لا ترى أنت في هذه المرأة إلا سمات غير لطيفة فإن الحبيب يكون قد رأى سمات أخرى جميلة هي التي جذبته و شدته . و لذلك نجد القبيح يتزوج جميلة و العكس صحيح ، و وجدنا من العرب من يُــغرَم بامرأة عجوز :
أبَـى القلبُ إلا أمَّ عمرٍو و حـبَّها ... عجوزاً ، و مَن يَعـشـقْ عجوزاً يُـفَـنَّدِ
لاشك أن كبر السن ليس هو ما جذب صاحبنا و لكن صفات أخرى لم ندركها .
( البعد يزيد الحب )
فقد اكتشف الباحثون أنه كلما قضى الرجل وقتا أقل مع شريكته , وجدها جذابة أكثر و ازدادت رغبته في رؤيتها و إقامة العلاقة العاطفية معها مجددا . و ربما هذا ما يفسر لنا لماذا كانت أشهر قصص الحب هي التي تنتهي بنهايات غير سعيدة كــقصص ( قيس و ليلى ، بِشْـر و هند ، عروة و عفراء ، عطيل و ديدمونة ، روميو و جولييت ) .
و أعتقد جازما أن قيسا لو تزوج بـــليلى لَـخف هيامه إلى حد كبير و ربما زال ، ألم يقل شاعر عُـذْري آخر :
يَـموتُ الهوى منّـي إذا ما لَـقِيـتُـها ... و يحيا إذا فارقـتُـهـا فــيَـعودُ
( دراسات )
اكتشف الباحثون أن مشاعر الحب تبدأ في الدماغ و أن القلب مجرد عضو يتأثر لاحقا بالأوضاع العصبية و الهرمونية التي ينشّطها المخ ، مما يعني أن صورة ( القلب ) التي تُـتخذ رمزا للتعبير عن الحب غير صحيحة على الإطلاق .
كما اكتشف الباحثون أن علاقة الحب تجعل الرجال يصبحون أكثر شبها بالنساء و النساء يصبحن أكثر شبها بالرجال !!!!
( عبارات جميلة )
يفعل الغياب في الحب كما تفعل الريح في النار ، تطفئ الصغير ، و تشعل الكبير .
هو أجمل الكذبات و أكثرها ألماً .
إنْ أحببتَ أحداً أعطه باباً وجناحين . . إن عاد فهو لك . . و إن لم يعد . . فهو أبدا لم يكن ملكك .
الحب : أن تشعر بالقوة حين تكون محبوبا و تشعر بالشجاعة حين تصبح محبا .
الحب لذيذ و الألذ منه استبدال المحبوب بين الفينة و الأخرى !!!
أنت لا تحب امرأة لأنها جميلة .. لكنها تصبح جميلة في نظرك لأنك تحبها .
الحب مرض , و الزواج صحة , و المرض و الصحة لا يلتقيان .
هو تاريخ المرأة و ليس إلا حادثا عابرا في حياة الرجل .
بقدر ما يكون الحب عاريا ، يقل إحساسه بالبرد