المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الراهبة والمسلم



فايروس الحب
2010-05-31, 02:05 PM
راهبة و مسلم
لبنى ياسين
ما اخبروني بان الوردة عندما تتمطى باتجاه الشمس قد تحترق , و ماقالوا بأن
الورود قصيرة العمر تموت بعد الاحتراق , تركوني أواجه مصيري وحدي والقوا اللوم بعدها على ميعة الصبا و طيش الشباب و على نفسي العاصية , فنذرت نفسي هنا للتوبة وبقيت في وحشة الغربة ابتهل لله عسى أن يغفر لي .
وجها لوجه معه بعد ستة عشر عاما يتأبط ذراع زوجته المحجبة و يمسك بيد ابنته التي تجاوزت الثانية عشر عاما و ابنه الصغير الذي لم يتجاوز العاشرة و يتسكع و أسرته في ربوع الدير الأثري , مررت قربه و التقت عيوننا , فنكأ جرحا في حنايا فؤادي عملت كل يوم على شفائه فلم افلح و إذ رآني هتف باسمي فردت ابنته متسائلة عما يريده منها , فعرفت انه سماها باسمي و لا ادري إن كان غيره قد انتبه إلى تجاوبي للاسم الذي نادى به , بالرغم من أنني قد غيرت اسمي في الدير و أخذت اسم الراهبة التي تابت إلى الله (ماريا ) لتكون لي عونا على النسيان و على المثابرة في طلبا لمغفرة , إلا أن وقع اسمي عندما هتف به أشعل النيران في قلبي و عدت فاديا تلك الصبية التي كنتها قبل ستة عشر عاما .
يومها تعرفت عليه في حفل إكليل قريبتي و كنت استعد لدخول الجامعة بينما كان هو في السنة الأخيرة في كلية الآداب , كان قد أتى مع بعض أصدقائه إلى الكنيسة لحضور ذات الحفل فقد صدف أن كان العريس احد أصدقائه المقربين , شئ ما جذبنا بقوة لم نستطع مقاومتها , تعددت لقاءاتنا, و اسر قلبي بحديثه الشيق, و شخصيته المحببة, فرميت بكل المعوقات وراء ظهري, وقررت أن استسلم لمشاعري فقط, كان يمتلكني بحق, يمتلك نبضي وأنفاسي وأفكاري, يمتلك قلبي ومشاعري, كنت أرى الشمس تشرق من بين عينيه, وتغرب على ثغره, ومن بينهما تحاورني ملامحه لتتملكني كل يوم أكثر فاغرق في تفاصيله, وأتخبط في أمواج هواه, ولا أرى برا ينقذني إلا يديه, ولا وجهة تحتويني إلاصدره.
تناهى إلى سمع أهلي أن ابنتهم تحب شابا مسلما, فبدؤوا يضيقون علي الحصار, صار الذهاب إلى الجامعة حلما ما لم يكن أخي معي, والاتصال بصديقاتي مراقب بألف أذن وعين, ومع ارتفاع الأسوار من حولي, ازدادت مشاعري قوة وبطشا حتى أن مظهري بدا وكأن مرضا عضالا أحاق بي, وعلا ملامحي شحوب من اقترب من الموت كثيرا, فما كان منه إلا أن عرض علي أن اهرب معه ونتزوج , لم أفكر مرتين بل ولا حتى مرة واحدة أردته بشدة, أردت أن أكون له, لم يعد هناك ما يشغلني سواه ... لا الجامعة, ولا أهلي, ولاصديقاتي اللواتي حاولن بشتى السبل أن يبعدنني عنه لكنه كان هوائي ومائي , لا أجد سبيلا للحياة بدونه .
وهكذا خططنا للهرب بمساعدة صديقه المقرب , كانت الخطة تقتضي أن أتسلل في الصباح الباكر إلى الساحة المجاورة لمنزلنا, حيث سيكون بانتظاري هناك, سنعقد قراننا بمجرد أن يفتح المأذون مكتبه, ثم نسافر إلى حلب حتى تهدأ نفوس الأهالي, فنعود لنسكن مع أهله.
وهذا ما كان ... واستقرت أمورنا عند أهله, بينما رفض أهلي رفضا قاطعا رؤيتي أو حتى مكالمتي, وحدها أختي كانت تسترق الوقت لتحدثني على الهاتف لتطمأن على أحوالي, أما بقية الأسرة فقد تبرأت مني, ولم تعد تريد أن تسمع عني شيئا .بل أسلم تذكراي للموت.
بعدها, بدأت المشاكل تحلق في سمائنا فالعائلة المتدينة تريدني أن أضع حجابا, وزوجي يرى من الواجب أن نطيع أهله, في ظروف لم نكن نملك فيها أي استقلا لاقتصادي يسمح لنا بالابتعاد عنهم والسكن وحدنا, ثم بدؤوا بالضغط علي لتغيير ديني, وبدأت بوادر الخلاف والاختلاف تبرز واضحة بيني وبين حسام, عمل على تذكيتها أهل لهلم يقبلوا باختلافي, وموقف منه لم أتوقعه في الموافقة على كل ما كانوا يريدونه, لمتمض سنة إلا وكنا على حافة انفصال, لجأت بعدها إلى القسيس الذي تربطه صداقة وطيدة بابي, فأصلح بيني وبين عائلتي, وأقنعني بان أصبح راهبة لأكفر عن خطئي مع أهلي, ومعالله, ولقيت الفكرة قبولا واضحا لدى أهلي وهم يجدون مخرجا لتساؤلات الناس...وليس أي مخرج, فما كان مني إلا أن رضخت ونذرت نفسي تكفيرا عن كل ذنوب العشق وخطايا الغراموآثام الصبا .
وقبل أن نحتفل بعيد زواجنا الأول, كنت قد أجهضت جنين الهوى, والتزمت الدير وقام أهلي نيابة عني بطلب الطلاق منه, ففعل ذلك دون تردد أو إبطاء, وكأنني صرت هما يجثم فوق كيان روحه, لينتهز أي فرصة وينهيني من تفاصيل حياته .
كانت السنين الأولى جحيما لا يطاق, وأنا أشكو انتزاعي منه من جهة, وسرعة استجابته للطلاق من جهة أخرى, فلا اعتق نفسي من اللوم والتقريع, ولا تعتقني نفسي من الشوق واللوعة, ثم تدريجيا بدأت انغمس في حياتي الجديدة بمساعدة بقية الراهبات اللواتي احتضنني برعاية ورفق, وأغدقن علي الحب والرعاية, حتى أخرجنني منأزمتي, وأدخلنني في مجتمعهم الهادئ, فأصبح الماضي وجعا دوريا يهاجمني فقط عنداختلائي بذاتي, بعد أن كان مزمنا يتملكني ليلا نهارا.
لكن تسميته لابنته باسمي شغلت بالي حقا يومها , فكيف أكون هما أراد أن يتخلص منه بالسرعة الممكنة ثم يسميها باسمي .
كنت أقف بعيدا حيث اطل على الساحة أراقبهم, عندما اختفوا من أمامي منهيا مشواره مع ماضيه, وإذا بي اسمع صوته من ورائي يناديني , استدرت لأرى رجلا مكتملا ضاعت علامات الفتوة والصبا من ملامحه, واطل بدلا منها نضوج وحزن آسرين وتكلل رأسه بشيب غزاه مبكرا, وإذ التقت عيوننا ذاب قلبي كأن أعواما لم تفصلنا, و امرأة أخرى لم تقف بيننا, قال لي : صدقيني فاديا ما أحببت سواك يوما, سامحيني على كل ماجعلتك تقاسينه وحدك, كان حقا علي أن أتحمل كل الظروف كما تحملتها لكنني كنت غرا فلم اعرف ماذا افعل .
نظرت إليه فلاحت من عينيه دموع ملأى بالأسى والحزن, كنت أتمنى في أعماقي أن ارتمي بين ذراعيه, أن ادفن تعبي وشوقي وحزني وظمئي في صدره, لكنها ـامرأته ـ وقفت بيننا من حيث لا تشعر, فهمستُ قائلة وأنا أغالب دموعي ولا اغلبها : فليسامحنا الرب جميعا .

دمعة ألم
2010-06-05, 10:39 PM
عاشت الايادي وردة
تحياتي

♥ رووعَ ــهْ [بإِحْ ــسآسِيـﮱ♥..
2010-06-08, 09:57 PM
قصة حلووووة ومؤثرة
ثاااااااانكس
وننتضر جديدك
ودي

فايروس الحب
2010-06-10, 09:53 AM
اسعدني مروركم

ورد البنفسج
2010-06-10, 11:22 AM
يسلمووو ورده
عاشت الايادي
تحياتي

مـوتـي ولا مـوـت أحسـاسـي
2010-06-12, 04:57 AM
عاشت الايادي.