AnasObaidi
2010-07-22, 12:31 AM
بين إعمال العقل وتعطيله
ثمة ملاحظة جديرة بالانتباه عند متابعة نشرات الاخبار العربية والعالمية , تتعلق بنوع هذه الاخبار , فبينما تتباين النشرات العربية في متابعاتها لأخبار مثل عمليات انتحارية في هذا القطر العربي او ذاك , ومظاهر الفتن المذهبية , واخبار القتل والخطف , وملاحقة الأمن لمواطنين هنا وهناك , فإن نشرة الاخبار غير العربية –او الغربية إن صح التعبير– عادة ما تكون اقل كارثية , باستثناء متابعاتها لأخبار المجاعات في افريقيا , وأعمال العنف في منطقة الشرق الأوسط وما شابهها .
ولعل هذا بديهي للاختلاف الكبير فيما ينشغل به الكيان السياسي والاجتماعي في كلتا الثقافتين , فمثلاً:
في المنطقة العربية عادةً ما يكون هناك اهتمام في قضايا الحجاب والنقاب , العداء المتبادل بين جمهوري فريقي كرة قدم , الاختلاط بين الجنسين , دخول الجامعة بكمامة بدل النقاب , قضايا الفساد , طلاق فنانة , زواج مطرب , مسلسل جديد , ذهاب المرأة للعمل , قيادة النساء للسيارات وغيرها .
أما الغرب , فانه لا يخلو بالتأكيد من السلبيات , لكن ثقافته لا تتيح للجمهور التكالب على مثل تلك النمائم قدر ما تتيح له متابعة العديد من القضايا الاخرى , ومنها العلم . ومثلما تبدو النشرات الغربية هادئة , بقدر ما تعكس طبيعة شعوب يغلب عليها الطابع العقلاني الهادئ وليس الاندفاع العاطفي –كما يسمى- . لهذا فان انشغالاته ايضا , وفي القلب منه مجتمع العلم والعلماء , لها طابع عميق , إذ أنه يسأل اسئلة من قبيل سبب وجوده في الكون او مثلا إمكانية الوجود في مكانين مختلفين في نفس الوقت -كما يحدث للذرات- , ثم يعود بالزمن ليسأل عن ما سبق وجود فكرة الانفجار الكبير –بداية الوجود حسب نظرياتهم- , قبل ان ينطلق الى المستقبل ليضع تصوراته المستقبلية عن طبيعة التغيرات التي ستلحق السلوك البشري بعد خمسين عاما من الان –فضلا عن التطور العلمي حينها- , ويحاول ان يبني افتراضاته لهذه التصورات بحيث يتمكن من مواجهة المشاكل المحتملة والمبنية على تلك الافتراضات . وخلال تلك الاسئلة فانه يحاول ان يحسن من وضعه عن طريق البحث عن مصادر طاقة جديدة او ايجاد حلول لمشاكل المناخ –على الرغم من ان تأثيراتها لن تظهر قبل عشرات او مئات السنين- , اضافة الى التفكير في امكانية الحياة خارج الارض وغيرها .
هذا هو الفارق بين عالمين , احدهما مشغول بالماضي وبأسئلة لا تمس سوى سطح الاشياء بلا تعميق , بل وبجهد جهيد لكبح كل ما هو عميق و عقلاني بالمحضور والممنوع –بل وحتى بالتحريم الناتج عن قصور في فهم الدين- . بينما الاخر لا يطرح الا ما له علاقة بالجوهر , جوهر هذا الوجود الذي يوفر العلم منطقا علميا لفهمه , لمن اراد أن يعمل عقله لا أن يعطله .
ثمة ملاحظة جديرة بالانتباه عند متابعة نشرات الاخبار العربية والعالمية , تتعلق بنوع هذه الاخبار , فبينما تتباين النشرات العربية في متابعاتها لأخبار مثل عمليات انتحارية في هذا القطر العربي او ذاك , ومظاهر الفتن المذهبية , واخبار القتل والخطف , وملاحقة الأمن لمواطنين هنا وهناك , فإن نشرة الاخبار غير العربية –او الغربية إن صح التعبير– عادة ما تكون اقل كارثية , باستثناء متابعاتها لأخبار المجاعات في افريقيا , وأعمال العنف في منطقة الشرق الأوسط وما شابهها .
ولعل هذا بديهي للاختلاف الكبير فيما ينشغل به الكيان السياسي والاجتماعي في كلتا الثقافتين , فمثلاً:
في المنطقة العربية عادةً ما يكون هناك اهتمام في قضايا الحجاب والنقاب , العداء المتبادل بين جمهوري فريقي كرة قدم , الاختلاط بين الجنسين , دخول الجامعة بكمامة بدل النقاب , قضايا الفساد , طلاق فنانة , زواج مطرب , مسلسل جديد , ذهاب المرأة للعمل , قيادة النساء للسيارات وغيرها .
أما الغرب , فانه لا يخلو بالتأكيد من السلبيات , لكن ثقافته لا تتيح للجمهور التكالب على مثل تلك النمائم قدر ما تتيح له متابعة العديد من القضايا الاخرى , ومنها العلم . ومثلما تبدو النشرات الغربية هادئة , بقدر ما تعكس طبيعة شعوب يغلب عليها الطابع العقلاني الهادئ وليس الاندفاع العاطفي –كما يسمى- . لهذا فان انشغالاته ايضا , وفي القلب منه مجتمع العلم والعلماء , لها طابع عميق , إذ أنه يسأل اسئلة من قبيل سبب وجوده في الكون او مثلا إمكانية الوجود في مكانين مختلفين في نفس الوقت -كما يحدث للذرات- , ثم يعود بالزمن ليسأل عن ما سبق وجود فكرة الانفجار الكبير –بداية الوجود حسب نظرياتهم- , قبل ان ينطلق الى المستقبل ليضع تصوراته المستقبلية عن طبيعة التغيرات التي ستلحق السلوك البشري بعد خمسين عاما من الان –فضلا عن التطور العلمي حينها- , ويحاول ان يبني افتراضاته لهذه التصورات بحيث يتمكن من مواجهة المشاكل المحتملة والمبنية على تلك الافتراضات . وخلال تلك الاسئلة فانه يحاول ان يحسن من وضعه عن طريق البحث عن مصادر طاقة جديدة او ايجاد حلول لمشاكل المناخ –على الرغم من ان تأثيراتها لن تظهر قبل عشرات او مئات السنين- , اضافة الى التفكير في امكانية الحياة خارج الارض وغيرها .
هذا هو الفارق بين عالمين , احدهما مشغول بالماضي وبأسئلة لا تمس سوى سطح الاشياء بلا تعميق , بل وبجهد جهيد لكبح كل ما هو عميق و عقلاني بالمحضور والممنوع –بل وحتى بالتحريم الناتج عن قصور في فهم الدين- . بينما الاخر لا يطرح الا ما له علاقة بالجوهر , جوهر هذا الوجود الذي يوفر العلم منطقا علميا لفهمه , لمن اراد أن يعمل عقله لا أن يعطله .