غنوة
2011-09-08, 07:12 AM
(1)
::51::سأقول لك أحبك..
حين تنتهي كل لغات العشق القديمة
فلا يبقى للعشاق شيء يقولونه ..أو يفعلونه..
عندئذ ستبدأ مهمتي ...
في تغيير حجارة هذا العالم..
وفي تغيير هندسته..
شجرة بعد شجرة ..
وكوكبا بعد كوكب..
وقصيدة بعد قصيدة..
(2)
سأقول لك أحبك..عندما أشعر أن كلماتي صارت تستحقك..
وتضيق المسافة بين عينيك وبين دفاتري..ويصبح الهواء الذي تتنفسينه يمر برئتي أنا..
..
سأقولها عندما أصبح قادرا,
على استحضار طفولتي ,وخيولي , وعساكري,ومراكبي الورقية..
واستعادة الزمن الأزرق معك على شواطىء بيروت..
حين كنت ترتعشين كسمكة بين أصابعي ..
فأغطيك,عندما تنعسين,
بشرشف من نجوم الصيف..
(3)
سأقول لك أحبك
عندما أشعر أن الأرض حتى تدور بحاجة إليك
وسنابل القمح حتى تنضج..بحاجة إليك..
والفصول حتى تتعاقب..بحاجة إليك..
والينابيع حتى تتفجر ..
والحضارة حتى تتحضر ..
والعصافير حتى تتعلم الطيران ..
والفراشات حتى تتعلم الرسم..
وأنا حتى أمارس النبوة
بحاجة إليك..
(4)
سأقول لك احبك
عندما تسقط الحدود نهائيا بينك وبين القصيدة..
..
ليس الأمر سهلا كما تتصورين..
فأنا لا أستطيع أن أحب امرأة ..
خارج إيقاعات الشعر..
ولا أتدخل في حوار مع جسد لا أعرف أن أتهجاه..
كلمة كلمة..
ومقطعا مقطعا..
إنني لا أعاني من عقدة المثقفين..
لكن طبيعتي ترفض الأجساد التي لا تتكلم بذكاء..
والعيون التي لاتطرح الأسئلة..
فالمرأة قصيدة أموت عندما أكتبها ..
وأموت عندما أنساها..
..
سأقول لك أحبك..
عندما أبرأ من حالة الفصام التي تمزقني ..
وأعود شخصا واحدا ..
سأقولها ,عندما تتصالح المدينة والصحراء في داخلي..
وترحل كل القبائل عن شواطىء دمي..
وأتحرر من الوشم الأزرق ..
الذي حفره حكماء العالم الثالث فوق جسدي..
ومن كل وصفات الطب العربي
التي جربتها على مدى ثلاثين عاما..
فشوهت ذكورتي ..
وأصدرت حكما بجلدك ثمانين جلدة ..
بتهمة الأنوثة..
لذلك. لن أقول لك أحبك .. اليوم
وربما لن أقولها غدا..
فالأرض تأخذ تسعة شهور لتطلع زهرة
والليل يتعذب كثيرا..ليلد نجمة..
والبشرية تنتظر ألوف السنوات لتطلع نبيا..
فلماذا لا تنتظرين بعض الوقت ..
لتصبحين حبيبتي؟؟ ::51::
نزار قباني
::51::سأقول لك أحبك..
حين تنتهي كل لغات العشق القديمة
فلا يبقى للعشاق شيء يقولونه ..أو يفعلونه..
عندئذ ستبدأ مهمتي ...
في تغيير حجارة هذا العالم..
وفي تغيير هندسته..
شجرة بعد شجرة ..
وكوكبا بعد كوكب..
وقصيدة بعد قصيدة..
(2)
سأقول لك أحبك..عندما أشعر أن كلماتي صارت تستحقك..
وتضيق المسافة بين عينيك وبين دفاتري..ويصبح الهواء الذي تتنفسينه يمر برئتي أنا..
..
سأقولها عندما أصبح قادرا,
على استحضار طفولتي ,وخيولي , وعساكري,ومراكبي الورقية..
واستعادة الزمن الأزرق معك على شواطىء بيروت..
حين كنت ترتعشين كسمكة بين أصابعي ..
فأغطيك,عندما تنعسين,
بشرشف من نجوم الصيف..
(3)
سأقول لك أحبك
عندما أشعر أن الأرض حتى تدور بحاجة إليك
وسنابل القمح حتى تنضج..بحاجة إليك..
والفصول حتى تتعاقب..بحاجة إليك..
والينابيع حتى تتفجر ..
والحضارة حتى تتحضر ..
والعصافير حتى تتعلم الطيران ..
والفراشات حتى تتعلم الرسم..
وأنا حتى أمارس النبوة
بحاجة إليك..
(4)
سأقول لك احبك
عندما تسقط الحدود نهائيا بينك وبين القصيدة..
..
ليس الأمر سهلا كما تتصورين..
فأنا لا أستطيع أن أحب امرأة ..
خارج إيقاعات الشعر..
ولا أتدخل في حوار مع جسد لا أعرف أن أتهجاه..
كلمة كلمة..
ومقطعا مقطعا..
إنني لا أعاني من عقدة المثقفين..
لكن طبيعتي ترفض الأجساد التي لا تتكلم بذكاء..
والعيون التي لاتطرح الأسئلة..
فالمرأة قصيدة أموت عندما أكتبها ..
وأموت عندما أنساها..
..
سأقول لك أحبك..
عندما أبرأ من حالة الفصام التي تمزقني ..
وأعود شخصا واحدا ..
سأقولها ,عندما تتصالح المدينة والصحراء في داخلي..
وترحل كل القبائل عن شواطىء دمي..
وأتحرر من الوشم الأزرق ..
الذي حفره حكماء العالم الثالث فوق جسدي..
ومن كل وصفات الطب العربي
التي جربتها على مدى ثلاثين عاما..
فشوهت ذكورتي ..
وأصدرت حكما بجلدك ثمانين جلدة ..
بتهمة الأنوثة..
لذلك. لن أقول لك أحبك .. اليوم
وربما لن أقولها غدا..
فالأرض تأخذ تسعة شهور لتطلع زهرة
والليل يتعذب كثيرا..ليلد نجمة..
والبشرية تنتظر ألوف السنوات لتطلع نبيا..
فلماذا لا تنتظرين بعض الوقت ..
لتصبحين حبيبتي؟؟ ::51::
نزار قباني