نونه البزونه
2008-09-23, 09:04 PM
سكن الغرفة العليا من المنزل المجاور لمنزلي من عهد قريب فتى في في التاسعة او العشرين من عمره .. وأحسب أنه طالب فقد كنت اراه من نافذة غرفة مكتبي وكانت على كثب من بض نوافذ غرفته فأرى فتى ً شاحباً نحيلاً منقبضاً جالساً الى مصباح منير في احدىزوايا الغرفة ينظر في كتاب او يكتب فيدفتر فلم أكن احفل بشيء من امره حتى عدت الى منزلي منذ ايام بعد منتصف ليلة من ليالي الشتاء فدخلت غرفة مكتبي فلبعض الشؤن فاشرفت عليه فاذا هو جالس جلسته تلك امام مصباحه وقد اكب بوجهه على دفتره منشور بين يديه فظننت انه لما الم به من تعب الدرس والام السهر قد عبثت بجفنيه سنى من النوم والنوم فاعجلته من الذهاب الى فراشه وسقطت به مكانه فمافارقت مكاني حتى رفع راسه فاذا عيناه مخضلتان من البكاء
واذا صفحة دفتره التي كان مكبا عليها قد جرى دمعه فوقها فمحى من كلماتها مامحا ومشى ببعض مدادها الىبعض ثم لم يلبث ان عادالى نفسه فتناول قلمه ورجع الىشاته الذي كان فيه ...
فاحزنني ان ارى في ظلمة ذلك الليل وسكونه هذا الفتى البائس المسكين منفردا بنفسه في غرفة عارية باردة لايتقي فيها البرد بدثار ولانار يشكو هما من هموم الحياة او رزا من ارزائها قبل ان يبلغ سن الهموم والاحزان من حيث لايجد بجانبه مواسيا وولامعينا وقلت لابد ان يكون وراء هذا المنظر نفس قريحة معذبة تذوب بين اضلاعه فيتهافت لها جسمه فلم ابرح مكاني حتى رايته قد طوى كتابه وفارق مجلسه واوى الى فراشه فانصرفت الى مخدعي وقد مضى الليل الا اقله ولم يبقى من سواده في صفحة هذا الوجود الا بقايا اسطر يوشك ان يمتد اليها لسان الصباح فيأتي عليها .زثم لم ازل اراه بعد ذلك في كثير من اليالي اما مطرقا براسه او منطويا على نفسه
في فراشه او هائما في غرفته يذرع ارضها ويمسح جدرانه حتى اذا نال منه الجهد سقط على كرسيه باكيا منتحبا ..
فاتوجع له وابكي لبكائه واتمنى لو استطعت ان اداخله مداخلة الصديق لصديقه واستبثه ذات نفسه واشركه في همه لولا انني كرهت ان افاجاه بمالايحب .....
حتى اشرفت عليه ليلة امس بعد هداة من الليل فرايت غرفته مظلمة ساكنة فظننت انه لخرج لبعض شانه .. ثم لم البث ان سمعت في جوف الغرفة انة ضعيفة مستطيلة فازعجني مسمعها وخيل الي وهي صادرة من اعماق نفسه كانني اسمع رنينها في اعماق قلببيي وقلت ان الفتى مريض ولايوجد بجانبه من يقوم بشانه وقد بلغ الامر مبلغ الجد فلابد لي من المسير اليه ...
فسرت حتى بلغت منزله وصعدت الى باب غرفه فادركني من الوحشة عند دخولها مايدرك الواقف على باب قبر يحاول ان يهبطه ليودع ساكنه الوداع الاخير دخالت عليه بالمصباح فشخص الي هنيهة ذاهلا لاينطق ولايطرف فاقتربت من فراشه وجلست بجانبه
وقلت له : انا جارك سمعتك تعالج نفسك علاجا شديدا وعلمت انك وحدك في هذه الغرفة فعناني امرك فجئتك علني اكون لك عونا .. فهل انت مريض ؟... رفعت يدي لأضعها على جبهته فشعرت براسه يلتهب التهابا ثم اذمررت نظري
على جسمه فاذا خبيال سار لايكاد يتبينه رائيه جرعنه بضع قطرات من شراب كان عندي من اشربة الحمى فاستفاق قليلا ونظر الي نظرة عذبة صافية وقال :
شكرا لك
ماشكاتك ايها الاخ ؟!
لااشكو شيئا
هل مر بك زمن طويل على حالك هذه ؟
لااعلم
فهل تاذن لي ان ادعو اليك الطبيب لينظر في امرك ؟
تنهد طويلا ونظر الي نظرة دامعة وقال :
انما يبغي الطبيب من يؤثر الحياة على الموت
ثم اغمض عينيه وعاد الى ذهوله فلم ارى بدا من دعاء الطبيب رضي ام ابى فدعوته .. فبعد ان عاينه همس في اذني قائلا :
ان عليلك ياسيدي مشرف على الخطر ولااحسب ان حياته تطول كثيرا الااذا كان في علم الله مالانعلم
وانصرف الطيبيب لشانه فاحضرت الدواء وقضيت بجانب المريض اسقيه الدواء مرة وابكي عليه اخرى حتى انبثق نور الفجر فاستفاق ودار بعينيه الي بامتنان
قلت له:
هل لك ان تحدثني بشانك وتفضي الي بهمك كما يفضي الصديق لصديقه فقداصبحت معنيا بامرك عنايتك بنفسك ؟؟
هل تعدني بكنتمان امري ان قسم الله لي الحياة. او بامضاء وصيتي ان كانت الاخرى ؟..
نعم
قد وثقت بوعدك فان من يحمل في صدره قلبا شريفا مثل قلبك لايكون كاذبا ولاغادرا
انا فلان ابن فلان مات ابي وتركني في السادسة من عمري فقيرا معدما لااملك من متاع الدنيا شيئا فكفلني عمي فكان خير الاعمام واكرمهم واوسعهم برا واحسانا واكثرهم عطفا وحنانا فقد انزلني من نفسه منزلة لمينزلها احد من قبلي غير ابنته الصغيرة وكانت في عمري او اصغر مني قليلا وكانما سره ان يرى لهال بجانبها اخا بعد ماتمنى على الله ذلك زمنا طويلا
فلم يدرك امنيته فعنى بي عنايته بها فانست بها انس الاخ باخته واحببتها حبا شديدا ووجدت في عشرتها من السعادة
ماذهب بتلك الغضاضة التي كانت لاتزال تعاود نفسي بعد فقد ابوي من حين الى حين ..
ولقد عقد الود بين قلبي وقلبها عقدا لايحله الاريب المنونفكنت لاارى لذة العيش الابجوارها وماكنت اشاء ان ارى خصلة من خصال الخير في فتاة من ادب او ذكاء اورحمة او عفة او وفاء اتلا وجدتها فيها ...
ولااعلم هل كان ماكنت اضمره في نفسي لابنة عمي ودا واخاء او حبا وكرامة ولكنني اعلم انه كان بلا امل ولارجاء فابويها لن يسخوان بمثلها على فتى بائس فقير مثلي .. فلم احاول ان اتسقط منها مايطمع في مثله المحبون لأني كنت اجلها عن ان انزل بها الى مثل ذلك ولافكرت يوما ان استشف من وراء نظراتها خبئة نفسها لأعلم اي المنزلتين انزلها من قلبها أمنزلة الاخ فاقنع منها بذلك ام منزلة الحبيب فاستعين بارادتها على ارادة ابويها ؟ ..
ولم هذا شاني وشانها حتى نزلت بعمي نازلة من المرض لم تلبث ان ذهبت به الى جوار ربه وكان آخر مانطق به في ىخر
ساعات حياته ان قال لزوجته وكان يحسن بها ظنا:لقد اعجلني الموت عن النظر في شان هذا الغلام فكوني له اما كما كنت له ابا واوصيك ان لايفقد مني بعد موتي الاشخصي
فما مرت ايام الحداد حتى رايت وجوها غير الوجوه ونظرات غير النظرات فتداخلني الهم والياس واحسست اني في هذا العالم غريبا وفي هذا العالم طريدا ..
وفي صبيحة يوم دخل علي الخادم ليخطرني بامر من سيدته بان اغادر المنزل لانها عزمت على تزويج ابنتها وبقائي بجانبها بعد موت ابيها وبلوغنا هذا السن ربما يريبها عند خطيبها وانها تريد ان تتخذ للزوجين مسكنا هذا الجناح الذي اسكنه من القصر فهي تريد ان اتحول الى منزل اخر اختاره لنفسي فكانما عمدت الى سهم رائش فاصمت به كبدي الا انني تماسكت قليلا ريثما انصرف ثم اطلقت السبيل الى عبراتي وقلت في نفسي :
قد كان كل مااسعد به في هذه الحياة ان اعيش بجانب ذلك الانسان الذي احببته واحببت نفسي من اجله وقد حيل بيني وبينه فلااسف على شيء بعده
ثم انسللت من المنزل انسلالا من حيث لايشعر احد بماكان وهكذا فارقت المنزل الذي سعدت فيه حقثبة من الزمان فراق ادم جنته
وخرجت شريدا حائرا فراق لالقاء بعده وقد استقر في نفسي ان اعيش في هذا العالم منفردا وان الهو بشان نفسي عن كل شان سواه وان استعين بدراستي على نسيان الماضي
اني عجبتني
إن شاء الله تعجبكم
واذا صفحة دفتره التي كان مكبا عليها قد جرى دمعه فوقها فمحى من كلماتها مامحا ومشى ببعض مدادها الىبعض ثم لم يلبث ان عادالى نفسه فتناول قلمه ورجع الىشاته الذي كان فيه ...
فاحزنني ان ارى في ظلمة ذلك الليل وسكونه هذا الفتى البائس المسكين منفردا بنفسه في غرفة عارية باردة لايتقي فيها البرد بدثار ولانار يشكو هما من هموم الحياة او رزا من ارزائها قبل ان يبلغ سن الهموم والاحزان من حيث لايجد بجانبه مواسيا وولامعينا وقلت لابد ان يكون وراء هذا المنظر نفس قريحة معذبة تذوب بين اضلاعه فيتهافت لها جسمه فلم ابرح مكاني حتى رايته قد طوى كتابه وفارق مجلسه واوى الى فراشه فانصرفت الى مخدعي وقد مضى الليل الا اقله ولم يبقى من سواده في صفحة هذا الوجود الا بقايا اسطر يوشك ان يمتد اليها لسان الصباح فيأتي عليها .زثم لم ازل اراه بعد ذلك في كثير من اليالي اما مطرقا براسه او منطويا على نفسه
في فراشه او هائما في غرفته يذرع ارضها ويمسح جدرانه حتى اذا نال منه الجهد سقط على كرسيه باكيا منتحبا ..
فاتوجع له وابكي لبكائه واتمنى لو استطعت ان اداخله مداخلة الصديق لصديقه واستبثه ذات نفسه واشركه في همه لولا انني كرهت ان افاجاه بمالايحب .....
حتى اشرفت عليه ليلة امس بعد هداة من الليل فرايت غرفته مظلمة ساكنة فظننت انه لخرج لبعض شانه .. ثم لم البث ان سمعت في جوف الغرفة انة ضعيفة مستطيلة فازعجني مسمعها وخيل الي وهي صادرة من اعماق نفسه كانني اسمع رنينها في اعماق قلببيي وقلت ان الفتى مريض ولايوجد بجانبه من يقوم بشانه وقد بلغ الامر مبلغ الجد فلابد لي من المسير اليه ...
فسرت حتى بلغت منزله وصعدت الى باب غرفه فادركني من الوحشة عند دخولها مايدرك الواقف على باب قبر يحاول ان يهبطه ليودع ساكنه الوداع الاخير دخالت عليه بالمصباح فشخص الي هنيهة ذاهلا لاينطق ولايطرف فاقتربت من فراشه وجلست بجانبه
وقلت له : انا جارك سمعتك تعالج نفسك علاجا شديدا وعلمت انك وحدك في هذه الغرفة فعناني امرك فجئتك علني اكون لك عونا .. فهل انت مريض ؟... رفعت يدي لأضعها على جبهته فشعرت براسه يلتهب التهابا ثم اذمررت نظري
على جسمه فاذا خبيال سار لايكاد يتبينه رائيه جرعنه بضع قطرات من شراب كان عندي من اشربة الحمى فاستفاق قليلا ونظر الي نظرة عذبة صافية وقال :
شكرا لك
ماشكاتك ايها الاخ ؟!
لااشكو شيئا
هل مر بك زمن طويل على حالك هذه ؟
لااعلم
فهل تاذن لي ان ادعو اليك الطبيب لينظر في امرك ؟
تنهد طويلا ونظر الي نظرة دامعة وقال :
انما يبغي الطبيب من يؤثر الحياة على الموت
ثم اغمض عينيه وعاد الى ذهوله فلم ارى بدا من دعاء الطبيب رضي ام ابى فدعوته .. فبعد ان عاينه همس في اذني قائلا :
ان عليلك ياسيدي مشرف على الخطر ولااحسب ان حياته تطول كثيرا الااذا كان في علم الله مالانعلم
وانصرف الطيبيب لشانه فاحضرت الدواء وقضيت بجانب المريض اسقيه الدواء مرة وابكي عليه اخرى حتى انبثق نور الفجر فاستفاق ودار بعينيه الي بامتنان
قلت له:
هل لك ان تحدثني بشانك وتفضي الي بهمك كما يفضي الصديق لصديقه فقداصبحت معنيا بامرك عنايتك بنفسك ؟؟
هل تعدني بكنتمان امري ان قسم الله لي الحياة. او بامضاء وصيتي ان كانت الاخرى ؟..
نعم
قد وثقت بوعدك فان من يحمل في صدره قلبا شريفا مثل قلبك لايكون كاذبا ولاغادرا
انا فلان ابن فلان مات ابي وتركني في السادسة من عمري فقيرا معدما لااملك من متاع الدنيا شيئا فكفلني عمي فكان خير الاعمام واكرمهم واوسعهم برا واحسانا واكثرهم عطفا وحنانا فقد انزلني من نفسه منزلة لمينزلها احد من قبلي غير ابنته الصغيرة وكانت في عمري او اصغر مني قليلا وكانما سره ان يرى لهال بجانبها اخا بعد ماتمنى على الله ذلك زمنا طويلا
فلم يدرك امنيته فعنى بي عنايته بها فانست بها انس الاخ باخته واحببتها حبا شديدا ووجدت في عشرتها من السعادة
ماذهب بتلك الغضاضة التي كانت لاتزال تعاود نفسي بعد فقد ابوي من حين الى حين ..
ولقد عقد الود بين قلبي وقلبها عقدا لايحله الاريب المنونفكنت لاارى لذة العيش الابجوارها وماكنت اشاء ان ارى خصلة من خصال الخير في فتاة من ادب او ذكاء اورحمة او عفة او وفاء اتلا وجدتها فيها ...
ولااعلم هل كان ماكنت اضمره في نفسي لابنة عمي ودا واخاء او حبا وكرامة ولكنني اعلم انه كان بلا امل ولارجاء فابويها لن يسخوان بمثلها على فتى بائس فقير مثلي .. فلم احاول ان اتسقط منها مايطمع في مثله المحبون لأني كنت اجلها عن ان انزل بها الى مثل ذلك ولافكرت يوما ان استشف من وراء نظراتها خبئة نفسها لأعلم اي المنزلتين انزلها من قلبها أمنزلة الاخ فاقنع منها بذلك ام منزلة الحبيب فاستعين بارادتها على ارادة ابويها ؟ ..
ولم هذا شاني وشانها حتى نزلت بعمي نازلة من المرض لم تلبث ان ذهبت به الى جوار ربه وكان آخر مانطق به في ىخر
ساعات حياته ان قال لزوجته وكان يحسن بها ظنا:لقد اعجلني الموت عن النظر في شان هذا الغلام فكوني له اما كما كنت له ابا واوصيك ان لايفقد مني بعد موتي الاشخصي
فما مرت ايام الحداد حتى رايت وجوها غير الوجوه ونظرات غير النظرات فتداخلني الهم والياس واحسست اني في هذا العالم غريبا وفي هذا العالم طريدا ..
وفي صبيحة يوم دخل علي الخادم ليخطرني بامر من سيدته بان اغادر المنزل لانها عزمت على تزويج ابنتها وبقائي بجانبها بعد موت ابيها وبلوغنا هذا السن ربما يريبها عند خطيبها وانها تريد ان تتخذ للزوجين مسكنا هذا الجناح الذي اسكنه من القصر فهي تريد ان اتحول الى منزل اخر اختاره لنفسي فكانما عمدت الى سهم رائش فاصمت به كبدي الا انني تماسكت قليلا ريثما انصرف ثم اطلقت السبيل الى عبراتي وقلت في نفسي :
قد كان كل مااسعد به في هذه الحياة ان اعيش بجانب ذلك الانسان الذي احببته واحببت نفسي من اجله وقد حيل بيني وبينه فلااسف على شيء بعده
ثم انسللت من المنزل انسلالا من حيث لايشعر احد بماكان وهكذا فارقت المنزل الذي سعدت فيه حقثبة من الزمان فراق ادم جنته
وخرجت شريدا حائرا فراق لالقاء بعده وقد استقر في نفسي ان اعيش في هذا العالم منفردا وان الهو بشان نفسي عن كل شان سواه وان استعين بدراستي على نسيان الماضي
اني عجبتني
إن شاء الله تعجبكم