L•َِOَِ•Y•َِUَِ•S
2008-10-22, 02:26 AM
وقف الأستاذ ( شديد ) مدرس التاريخ فى الفصل وسط خوف التلاميذ من نظرته القوية التى تجعل الواحد منهم يمتلئ من الرعب خوفا من أن تطوله يد الأستاذ العنيف ، وأما الأستاذ ( شديد ) فأخذ يفكر فى حاله ، وكيف أصبح مدرسا للثانوى ، ولم يتعدّ عمره ( 32 ) عاما ، فكم من الدراسات قد حصّلها ليصل الى مافيه ، ثم أخذته لحظات من الحسرة والمرارة على طلاقه السريع ، بعد زواج لم يدم أكثر من سنة واحدة ، فلايدرى هل كان الطلاق بسبب شدته ، أم تمسكه برأيه وكيف أنه لم يقل عن طلاقه لأى أحد من زملائه حتى الان ، فالجميع يعتقدون بأنه انسان سعيد فى زواجه ، وبينما هو يفكر اذا بأحد المفتشين فى مكتب الناظر ، يطلب منه مدرسا لمدرسة البنات الثانوية حيث أصبح هناك عجز لأن أحد المدرسين هناك قد سافر للعمل بدولة الامارات ويتمنى المفتش لو يرشح له الناظر مدرسا قوى الشخصية، وطبعا يكون متزوجا كى لايضعف أمام الطالبات ، وخصوصا وأن كثيرا منهن قد جاوزت العشرين من عمرها ، فاختار الناظر الأستاذ شديد لهذا المكان ، ليتسلم عمله غدا فى مدرسة البنات ، وفى حى غرب القاهرة دخل الأستاذ شديد المدرسة ، فوجدها تزيد عن الأربعة الاف فتاة ثم دخل الفصل ، فوجد أن عدده قد وصل لسبعين طالبة فظل عدة أيام يشرح دروسه ، ثم ينصرف فى هدوء ، حتى وجد طالبة تظهر ملابسها مظاهر الثراء واذا بها ابنة رئيس الشرطة ، وكانت تضايق زميلاتها دائما ، والكل يطلب رضاها ، حتى ناظرة المدرسة ، ولما نست نفسها فى الحصة ، وبخها الأستاذ ( شديد ) ، فقالت له بتكبر : أنت نسيت نفسك ولا ايه ؟!هو أنت مش عارف أنا مين ؟ ! وهنا انفعل الاستاذ ، وصفع الطالبة المتكبرة ( يارا ) وسط ذهول الطالبات ، وذهولها فطلبت أباها رئيس الشرطة على التلفون المحمول وبسرعة حضر رجال الشرطة ، وقبضوا على الأستاذ وفى اليوم التالى قالت زميلة ليارا :ان الطالبات فرحن لأن الأستاذ ضربكى ،ولم يعتذر اليكى ، وفى ذلك قمة الاهانة لكى ، وأنصحكى لو تخرجيه من السجن ليعتذر لكى...فطلبت من والدها أن تزور الأستاذ فى السجن ، وعرضت عليه أن يفرج عنه ، ويعود للمدرسة فى مقابل أن يعتذر لها ، ولكنه رفض بكل شموخ ، وفشلت فى اقناعه ،ومرت ثلاثة أيام لايشغلها الاكرامتها ، وأن يعتذر لها الأستاذ أمام الطالبات ،وهنا قررت أن تستخدم سلاح المرأة فى المكر ، وجعلت والدها يفرج عنه ، وأفهمت الأستاذ أنها نادمة على سجنه ، وترجوه أن يسامحها ، وأن يعود للمدرسة، وأنها أصبحت لاتنتظر منه أى اعتذار ، ثم طلبت منه أن يعطيها درسا خصوصيا لوحدها فى منزلها ، وعندما حضر لمنزلها أرادت أن تذله بحبها ، وعرضت نفسها عليه ، لكنها لم تلحق لأن اذان المغرب كان عاليا فى المسجد المجاور لمنزلهم ، وفوجئت بالأستاذ يطلب منها الوضوء ، لتشاركه الصلاة الجماعية ،فتظاهرت باطاعة كلامه ، ولتفعل بعد الصلاة ماتريد ، ووقفت خلفه وهو يتلو ايات القران الكريم بصوت جهرى رائع ومؤثر ،واذا بها تنساب دموعها ندما على ما كانت تفكر فيه ،وعلى كبريائها المزيف ، وهنا بدات تسمع لهمس قلبها ، ولحن خفقاته ، وبدأ الحب الطاهر يتغلغل فى أعماقها ، واعترف الأستاذ اخيرا بحبه لها ،وفى لحظة من الصفاء قال لها الأستاذ مداعبا :ما أهم شيئ أعجبكى فىّ يا حبيبتى ؟ فردت يارا وقد عدلت من حجاب شعرها الذى ارتدته مؤخرا تنفيذا لرغبة حبيبها الاستاذ : كل شيئ فيك يعجبنى ...ولكن يبقى أهم ما أعجبنى فيك ، وهو عصبيتك ...لأنى أحب الرجل العصبى...فبادرها الأستاذ بابتسامة فيها حنو أبوى : أنتى أيضا كل شيئ فيكى حلو...ولكن تبقى لديكى صفة حلوة ظهرت بعد تغير شخصيتكى للأحسن ، وهى كلمة ( حاضر ) فعندما تقوليها لى ، أشعر بأنى خادمكى المطيع ....وهبت العاصفة منذرة بفراق وشيك ، فلقد جاءها عريس ثرى وافق عليه أهلها ،; ولكنها رفضت وباصرار ، وصرّحت لأمها بحبها للأستاذ ، فذهبت أمها للأستاذ ، وطلبت منه ان كان حقا يحب ابنتها ، ويتمنى لها السعادة ، فعليه أن يتركها لتعيش مع انسان يناسبها عمرا ، ومن نفس مستواها الاجتماعى ، لأن الأستاذ أكبر من ابنتها ب ( 13 ) سنة ، وأيضا فان مستواه المادى أقل كثيرا من مستواهم المادى ، وان الحب تضحية ، وعليه أن يبعد عن حياة ابنتها....واقتنع الأستاذ شديد بكلام والدة يارا ، وحصل بسرعة على عقد عمل بدولة قطر ، ليبعد عمن أحبها قلبه ، ويعود للوحدة والحزن والحسرة والمرارة ، فهم أصدقاؤه الذين لايفارقونه أبدا ...ليكون الفراق قدرا دائما...............تمت