مريومه العراقيه
2008-11-15, 09:11 PM
http://www.watan.com/upload/Baghdad(1).jpg
بعدأن تيقنت بان حب المدينة قد تمكن من قلبيوسكن أوردتي كلها صرت إذا خلوت الى نفسي تنفتح أمامي شاشة بحجم المدينة، تنقل ليبالبث المباشر (وبأثر رجعي ) أحداث المدينة وتناقضاتها، وكون الأحداث بالأسودوالأبيض لا يؤثر في درجة الوضوح، فأرى رأي العين بغداد أيام زمان
وقد تعلمت كيف انقل الصورة من منطقة الى أخرى، وها أنا الان اجلس على دكة احدالدكاكين في
أحدى محلات بغداد
واستمع الى أم كلثوم وهي تصدح بأغنية أنت عمري، يأتي الصوت من مقهى الزهاوي مشوباً بطقطقة الفناجين واستكانات الشاي وممزوجاً بصوت نرد الطاولة ولعبة الدومنة
وتعليقات الجالسين . انه الضجيج اللذيذ حيث نداء البائعين المتجولين ووقع أقدام المارة ,,, وصوت (وهوبي) يزمجر وهو يترنح بخطى واسعةفيحتل اكبر مساحة من الأرض بعصاه الطويلة ماشيا صوب بيته القريب من القهوة الذييسكنه مع أخته (قدرية) تلك المراة العجوز المتكورة على نفسها، يمشي (وهوبي)بمهابة واللعاب يسيل من فمه ويتكلم بصوت عال أثناء المشي.
وكان قبل أن يطرق الباب على أخته يدخل الى المقهىفيتناول الطاسة من على الخشبة المثبتة على الاناء الفخاري الكبير ( الحب ) ولم يكن هو ولا نحن نفكر بالوقاية الصحية فكنا نشترك بالمئات في طاسة واحدة مثبتةبواسطة حبل متين أو سلسلة من الحديد، كي لا يعبث بها احد أو يسرقها.
والتفت فجأة نحو ضجيج آخر لأرى الناس قد تجمهروا حولالملا رؤوف البرزنجي شيخ الطريقة ذو الظفائر المدلاة والوجه السمح، وهم يقبلون يدهويتبركون بمروره بالمنطقة قادما من تكيته في العرصة القديمة قرب المقبرة، وما انيختفي الملا عن الأعين حتى تحدث جلبة أخرى واذا بــ عركة بين الانضباطية وبين احدأشقياء المحلة ، وكانت عركاته جديرة بالمشاهدة وكنا نروي تفاصيلها بشئ من الإضافات لأصدقائنا، ولمنكن نحتاج للمبالغة فالرجل كان يمتلك قوة خارقة وتحملا استثنائيا للضربات وكانيواجه بشجاعة عددا من الانضباطية الغلاظ الشداد، ونعرف أيضا انه كان يصرع الشقاواتالآخرين، فصار هو شقي المنطقة بلا منازع، وما رايته يوما ينال من ضعيف أو يظلمأحدا، يحب الصغار ويوقر الكبار.
واذا بجلبة أخرى هذه المرة ضجيج قادم ... لقد أتت سيارة صمون الأعاشة ويبدأ تجمع الناس حولها لشراء الصمون الطازج .
فيستمر الضجيج مستمراً عازفاً على أوتار الذكرى ، فأرى موكبا من السيارات تتقدمها سيارة تم تزيينها بالأشرطة الملونة والنفاخاتوالورود وفيها شاب في منتهى الشياكة وأصدقاءه يغنون ويصفقون وهم يزفونه ليلة عرسه ويهنفون له (أبنة الشيخ لأبن الشيخ جبناها هذه الرادها وهذه التمناها ) ... وصوت الهلاهل أكاد أسمعه وأنا أكتب كلماتي ،
ترى لماذا تشدني هذه الصور ؟ ولماذا أراها يومياتتجسد أمام ناظري كما لو أنها حقيقة، هل هو الحنين الى الماضي بناسه ومبانيه وأحداثه ؟ أم هو الواقع الذي نعيشه الأن ؟ الواقع المرير الذي أفتقد الى نكهة الماضي وأفتقد الى طيبة القلوب ، لقد ملت روحي الدخول الى البيت بعد صلاة العشاء وافتقد لليالي بغداد التي كانت ، قررت أن أعود الى ذلك الدكان لأقعد على دكته فلم أسمع صوتاً يغني لأم كلثوم قادماً من تلك القهوة قهوة (الزهاوي )، بل سمعت صوتاً غير ضجيج قرقعة الفناجين تبدل الى صوت دوي (الأنفجارات) ووقع أقدام المارة تبدل الى وقع أقدام جنود (الأحتلال) ونداءات البائعة المتجولين تبدلت الى لغو غير مفهوم ، كل شيء تبدل ... حتى مصابيح الليل التي كانت تبكي نوراً خافتاً لم يعد لديها وجود تلك المصابيح التي كانت تربط شوارع بغداد بأحلام
(التائهين) ...
بعدأن تيقنت بان حب المدينة قد تمكن من قلبيوسكن أوردتي كلها صرت إذا خلوت الى نفسي تنفتح أمامي شاشة بحجم المدينة، تنقل ليبالبث المباشر (وبأثر رجعي ) أحداث المدينة وتناقضاتها، وكون الأحداث بالأسودوالأبيض لا يؤثر في درجة الوضوح، فأرى رأي العين بغداد أيام زمان
وقد تعلمت كيف انقل الصورة من منطقة الى أخرى، وها أنا الان اجلس على دكة احدالدكاكين في
أحدى محلات بغداد
واستمع الى أم كلثوم وهي تصدح بأغنية أنت عمري، يأتي الصوت من مقهى الزهاوي مشوباً بطقطقة الفناجين واستكانات الشاي وممزوجاً بصوت نرد الطاولة ولعبة الدومنة
وتعليقات الجالسين . انه الضجيج اللذيذ حيث نداء البائعين المتجولين ووقع أقدام المارة ,,, وصوت (وهوبي) يزمجر وهو يترنح بخطى واسعةفيحتل اكبر مساحة من الأرض بعصاه الطويلة ماشيا صوب بيته القريب من القهوة الذييسكنه مع أخته (قدرية) تلك المراة العجوز المتكورة على نفسها، يمشي (وهوبي)بمهابة واللعاب يسيل من فمه ويتكلم بصوت عال أثناء المشي.
وكان قبل أن يطرق الباب على أخته يدخل الى المقهىفيتناول الطاسة من على الخشبة المثبتة على الاناء الفخاري الكبير ( الحب ) ولم يكن هو ولا نحن نفكر بالوقاية الصحية فكنا نشترك بالمئات في طاسة واحدة مثبتةبواسطة حبل متين أو سلسلة من الحديد، كي لا يعبث بها احد أو يسرقها.
والتفت فجأة نحو ضجيج آخر لأرى الناس قد تجمهروا حولالملا رؤوف البرزنجي شيخ الطريقة ذو الظفائر المدلاة والوجه السمح، وهم يقبلون يدهويتبركون بمروره بالمنطقة قادما من تكيته في العرصة القديمة قرب المقبرة، وما انيختفي الملا عن الأعين حتى تحدث جلبة أخرى واذا بــ عركة بين الانضباطية وبين احدأشقياء المحلة ، وكانت عركاته جديرة بالمشاهدة وكنا نروي تفاصيلها بشئ من الإضافات لأصدقائنا، ولمنكن نحتاج للمبالغة فالرجل كان يمتلك قوة خارقة وتحملا استثنائيا للضربات وكانيواجه بشجاعة عددا من الانضباطية الغلاظ الشداد، ونعرف أيضا انه كان يصرع الشقاواتالآخرين، فصار هو شقي المنطقة بلا منازع، وما رايته يوما ينال من ضعيف أو يظلمأحدا، يحب الصغار ويوقر الكبار.
واذا بجلبة أخرى هذه المرة ضجيج قادم ... لقد أتت سيارة صمون الأعاشة ويبدأ تجمع الناس حولها لشراء الصمون الطازج .
فيستمر الضجيج مستمراً عازفاً على أوتار الذكرى ، فأرى موكبا من السيارات تتقدمها سيارة تم تزيينها بالأشرطة الملونة والنفاخاتوالورود وفيها شاب في منتهى الشياكة وأصدقاءه يغنون ويصفقون وهم يزفونه ليلة عرسه ويهنفون له (أبنة الشيخ لأبن الشيخ جبناها هذه الرادها وهذه التمناها ) ... وصوت الهلاهل أكاد أسمعه وأنا أكتب كلماتي ،
ترى لماذا تشدني هذه الصور ؟ ولماذا أراها يومياتتجسد أمام ناظري كما لو أنها حقيقة، هل هو الحنين الى الماضي بناسه ومبانيه وأحداثه ؟ أم هو الواقع الذي نعيشه الأن ؟ الواقع المرير الذي أفتقد الى نكهة الماضي وأفتقد الى طيبة القلوب ، لقد ملت روحي الدخول الى البيت بعد صلاة العشاء وافتقد لليالي بغداد التي كانت ، قررت أن أعود الى ذلك الدكان لأقعد على دكته فلم أسمع صوتاً يغني لأم كلثوم قادماً من تلك القهوة قهوة (الزهاوي )، بل سمعت صوتاً غير ضجيج قرقعة الفناجين تبدل الى صوت دوي (الأنفجارات) ووقع أقدام المارة تبدل الى وقع أقدام جنود (الأحتلال) ونداءات البائعة المتجولين تبدلت الى لغو غير مفهوم ، كل شيء تبدل ... حتى مصابيح الليل التي كانت تبكي نوراً خافتاً لم يعد لديها وجود تلك المصابيح التي كانت تربط شوارع بغداد بأحلام
(التائهين) ...