(دعوة للنقاش):***المجاملة*** هل هى عرض .....أم مرض ....أم...؟!
هذه المدعوة " المجاملة" .. المبتسمة في كل وقت وزمان ..
جميعنا يدرك مدى أهمية المجاملة، بل هي ركن من أركان فن التعامل مع الآخرين على المستوى الفردي والجماعي حتى الدولي، ولكن هناك أعراض جانبية تحدث بعد كل مجاملة، إيجابية أحياناً وأخرى سلبية تؤثر على الشخص المجامل والمجامل له.
قلما يوجد انسان لا يجامل .. ولكنها تتفاوت نسبتها من شخص لأخر .. والبعض يضع لها حدود ويستخدنها في مجالات ضيقة والبعض لا يميز فهي تلازمه في كل وقت وعند كل حدث (يعني فاتحها على الأخر !!).
حينما تستمر بمجاملة الأخرين على حساب نفسك أو مبدئك او وقتك او ايا كان تقع في مشكلة عويصة تؤثر على نفسك وقد تأتي على صحتك بما انك لم تجد حل جذري لمن تجاملة .. والمجاملة في حياتنا متشعبة ومتداخلة في كل شيء ..
فنحن نجامل المدير..
ونجامل الصديق ..
ونجامل الزميل
ونجامل الأهل ..
ونجامل الأقارب..
ونجامل بعض ممن لا نحتملهم في كل مكان..
حتى هنا في هذا المنتدى وغيره من المنتديات ونحن لا نعرف بعضاً نجامل (مثلا لا يستطيع البعض من طرح وجهة نظرهم بالكامل بنقد بعض من الأعضاء/العضوات لبعض مشاركاتهم ولنقل غير القيمة التي ملأت المنتدى بدون فائدة تذكر فقط تسلية .. وقتل للوقت ).. اترون حتى هنا نجامل ليس خوفاً من ذكر الأسماء ولكن ايضاً لا نحب أن نفهم بطريقة خاطئة .. وحتى المشرف يجامل عضو على عضو اما بحذف موضوعه او الإبقاء عليه او منحة صفة معينه هو ابعد ما يكون عنها.. الخ.
حتى بالسوق أو بالباص او القطار (لمن يستخدمون هذه الوسيلة امثالي) تضطر احياناً الى المجاملة وتبتسم ابتسامة مصطنعة ..
البعض يسمي هذه المدعوة " المجاملة" نفاق اجتماعي او نفاق صرف من اجل مصلحة معينه ، وهي بالفعل كذلك لدى البعض ولكن ليس كل من جامل هو منافق.
المشكلة التي يعاني منها الإنسان الذي لا يتحلى بهذه الصفة هو الفهم الخاطيء من الأخرين له .. فأنت حينما تشرح وجهة نظرك بدون مجاملة سوف تتهم وتهاجم وسوف تهجر وتوضع من الأعداء !!
اذن هي مشكلة مجتمع بأسره هي ثقافة لا يتحلى بها القوم..
هل نستطيع القضاء عليها او تحجيمها او على الأقل قبول وجهة نظر من لا يتحلى بها..هذا هو السؤال ؟
لا اعلم ولكن الصمت حكمة .. وفي كثير من الأحيان هو الأفضل.
ورغم احتياجنا للمجاملة كفن ووسيلة مرغوبة في التعامل لمن يحسن إدارتها إلا أننا نجد أحياناً من لا يجيد التعامل بها وإن جامل أفرط فأضر لدرجة الإخلال بأسس لا تقوم إلا بالصراحة
وليس على الشخص أن يبالغ في المجاملة ويكثر من التصنع والتمثيل فهذه لها صدى سيئ لدى المتلقي وقد تصل أحياناً لحد النفاق.
والمجاملة التى تؤدى الى الضرر ليست مطلوبة ، فالمجاملة أساسا تكون لتأليف القلوب وتخفيف آثار الضر بشرط عدم مخالفة العقيدة والشريعة وعدم الوقوع فى المظالم.
وفى هذه الحالة يمكن تسميتها ( مداراة ) وهى مندوبة وليست مذمومة.
المداراة هى الملاينة والملاطفة وهي خفض الجناح للناس ولين الكلام لهم وترك الإغلاظ لهم في القول ، والمداراة الدفع برفق ،
والمداراة يحتاجها المؤمن ، لكنه في عصر من العصور تشتد الحاجة إليها ، وفي عصر آخر تقل الحاجة إليها ، نحن في عصر تشتد الحاجة فيه إلى المداراة .
في بعض الظروف تقتضي المجاملة بأن لا نقول الحقيقة ، فهل يعتبر هذا نوعا من الكذب؟
إن كانت المجاملة يترتب عليها جحد حق أو إثبات باطل لم تجز هذه المجاملة . أما إن كانت المجاملة لا يترتب عليها شيء من الباطل إنما هي كلمات طيبة فيها إجمال ولا تتضمن شهادة بغير حق لأحد ولا إسقاط حق لأحد .
ومعظم هذة ماهى إلا وجهات نظر
فدعونا نتناقش ونتجادل بشأنها
فى النهاية . نحن أصدقاء
فالإختلاف فى الرأي لايفسد للود قضية
وشكرا...
