الفرق بين المشابهة والتشبه
( الفرق بين المشابهة والتشبه )
كثير ما يحدث فوضى وخلط في هذين الاصطلاحين وغلو وتفريط في باب التشبه بالكفار أو التشبه بالرجال ، أو بالنساء في أحوالهم 00فمن مُحَرم مطلقاً لأي شبة 000ومن مُجَوز مطلقاً ، فإن اللبس والإشكال وقع في فهم صيغة الفعل الواردة في قوله صلى الله عليه وسلم ( من تشبه بقوم فهو منهم ) رواه أحمد وابوداود
ومن فرق بين شابه وبين تشبه فقد أمن اللبس والخطأ ، فأن صيغة تشبه وهي تفعّل تدل عند العرب على إرادة الشيء وتكلفه لهذا الشيء ، فمن أراد أن يتشبه بالكفار وكان لبسه لهذا الشيء أو ذاك لطلب مشابهتهم فهو الفعل ( المحرم ) الوارد في الحديث0
أما من لبس شيئاً ولا يريد أن يتشبه بهم أصلاً فلا يجوز عند العرب إطلاق معنى صيغة تفعّل عليه 0
(فلكل كلمة معنى ، ولكل وزن معنى )
فمن قال أن لبس البنطال ( مثلاً) من التشبه بالكفار دون النظر إلى نية من يلبسه وطلبه لهذا التشبه فليقل أيضاً في كل ما يلبسه المسلم أو المسلمة من الملابس الداخلية ، وملابس الرياضة ، وغيرها مما يستعمله في حياته مما لا يلبس كركوب السيارة والطيارة وغيرها ، فما عرف العرب هذه الملابس الداخلية ولا صنعها وإنما جاءتهم من الكفار ، وما قال أحد أن هذا تشبه 0
( والقاعد ة : ليست كل مشابهة تشبه ، وإنما كل تشبه مشابهه )
لذا قال الإمام محمد الغزي الشافعي ( التشبه عبارة عن محاولة الإنسان أن يكون شبه المتشبه به ، وعلى هيئته وحليته ونعته ، وصفته ، وهو عبارة تكلف ذلك وتقصده وتعلمه 0
وقال الدكتور : جميل اللويحق في كتابه القيم : التشبه المنهي عنه في الفقه الإسلامي : ويمكن القول في تعريف التشبه بعبارة موجزة : تكلف الإنسان مشابهة غيره في كل ما يتصف به غيره أو بعضه ، ثم شرح هذا التعريف فقال ( تكلف الإنسان ) أي أن يقصد ذلك ويتعمده) الخ
( والقاعدة عند العلماء ( لا يكون التشبه بالكفار إلا بفعل ما اختصوا به من دينهم أو عاداتهم(
والمعني : أن التشبه لا يقع ابتداء إلا إذا فعل المسلم ما يتميز به الكفار عن المسلمين حتى يكون من شعاراتهم ، سواء كان من أفعالهم الدينية أو كان من عاداتهم الدنيوية ، أما المشترك الذي لا يختصون به فلا يقع التشبه بفعله
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وإن قلنا: النهي عنها (أي: عن المياثر الأرجوان) من أجل التشبه بالأعاجم، فهو لمصلحة دينية، لكن كان ذلك شعارهم حينئذ وهم كفار، ثم لما لم يصر الآن يختص بشعارهم زال ذلك المعنى فتزول الكراهة. انتهى.
وقال أيضا: وقدكره بعض السلف لبس البرنس لأنه كان من لباس الرهبان، وقد سئل مالك عنه فقال: لا بأسبه. قيل: فإنه من لبوس النصارى. قال: كان يلبس ههنا. انتهى
وهنا قاعدة أخري نص عليها العلماء لا تقل أهمية عن الأولى وهي : ما زال عن كونه شعاراً جاز فعله ، ما لم يكن محرماً لعينه)فلا يجوز للمسلم : رجلاً كان أم امرأة ، أن يلبسوا ما اختص به الكفار : كالثياب التي يتميز بها القساوسة والرهبان والكهنة وبعض القبعات التي يتميزون بها ، ولبس الملابس التي عليها بعض شعراتهم الدينية ، أو أن يقصوا شعر رؤساؤهم تشبهاً بأحد من الكفار أو الفساق ،أما الملابس والتي انتشر شيء منها بين المسلمين بحيث لم يتميز به الكفار والفساق أو صار مشتركاً بين الرجال والنساء فإنه يخرج من معني التشبه المحرم ، فيجب عدم الخوض في هذا الباب بدون علم وخاصة بين العامة وفي المدارس بين الطلاب والطالبات حتى قال أحدهم أن أكل ألبان ( العلكة ) من التشبه بالكفار ؟
ولكن على المرأة خاصة أن تراعي في ثيابها الأتقى لربها فلا تبالغ في الزينة ، وأن تحرص على ما ينفعها في معاشها ومعادها ، وأن تكون همتها متعلقة بمعالي الأمور فقد قال : النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله يحب معالي الأمور وأشرفها ، ويكره سفسافها : رواه الطبراني وصححه العلامة الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة ج4ص168برقم 1627
وعن أم سلمه رضي الله عنها : قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم : ذات ليلة فقال : سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن، وماذا فتح من الخزائن ، أيقظوا صواحبات الحجر فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة : رواه البخاري
