الينسون هو عشب ينتمي إلى عائلة الكرفس، يبلغ ارتفاعه حوالي نصف متر ساقه رفيعة مضلعة يخرج منه فروع تحمل أوراقا مسننة مستديرة الشكل تحمل نهاية الأفرع أزهارا صغيرة بيضاوية الشكل صغيرة بنية اللون والنبات حولي أي يعيش سنة واحدة. وبذوره تأخذ الشكل البيضاوي ويكون طولها من 3.2-4.8 مم ولونها رمادي مائل إلى البني وله رائحة مقبولة ومذاق حسن. ينمو نبات الينسون حتى طول 75 سم ويحتاج إلى الشمس والدفء لنموه لكنه لا ينمو فى الحدائق القارية.
ويعرف الينسون بعدة أسماء فيعرف باسم ينكون وتقده وكمون حلو وفي المغرب يسمونه الحبة الحلوة وفي الشام ينسون ويعتبر أيضاً إحدى التوابل المستخدمة منذ القدم.
الموطن الأصلي للينسون:
إن اغلب المراجع ترجح موطنه الأصلي مصر حيث عثر علماء الآثار على ثمار الينسون في مقابر الصحراء الشرقية لمدينة طيبة، كما ورد في المخطوطات التى عثر عليها فى هذه المقابر . كما عرفه اليونانيون والرومان، وتم زراعته أيضاً في أوربا وآسيا الصغرى والهند والمكسيك
الينسون نبات مصري قديم احتل مكاناً علاجياً هاماً عند الفراعنة ومازال يزرع بكثرة حتى اليوم في محافظات الصعيد. لقد جاء مغلي بذور الينسون في بردية ايبرز الفرعونية كشراب لعلاج ألآم واضطرابات المعدة وعسر البول، وجاء في بردية هيرست أن الينسون طارد للرياح واستخدمه المصريون القدماء كمنبه عطري معرق وضد انتفاخ الأمعاء بطرد الغازات وكذلك ضمن غسيل للفم وعلاج لآلام اللثة والأسنان .
كان ابقراط، شيخ الأطباء، يوصي بتناول هذا النبات لتخليص الجهاز التنفسي من المواد المخاطية، إما معاصر ابقراط ثيوفراست فكان أكثر رومانسية فقد كان يقول: "إذا وضع المرء الينسون قرب سريره ليلاً فسوف يرى أحلاما جميلة وذلك بفضل عطره العذب" وكان بلين القديم عالم الطبيعة الروماني، يوصي بمضغ بذور الينسون الطازج لترطيب وإنعاش النفس والمساعدة على الهضم بعد وجبات الطعام الثقيلة.
أما ابن سينا في القانون " إذا سحق الينسون وخلط بدهن الورد وقطر في الأذن أبرأ ما يعرض في باطنها من صدع عن صدمه أو ضربة ولأوجاعهما أيضا كما ينفع الينسون شرابا ساخنا مع الحليب لعلاج الأرق وهدوء الأعصاب ".
ويقول داوود الإنطاكي في تذكرته الينسون " يطرد الرياح ويزيل الصداع وآلام الصدر وضيق التنفس والسعال المزمن ويدر البول ودخانه يسقط الأجنة والمشيمة ومضغه يذهب الخفقان والاستياك به يطيب الفم ويجلو الأسنان ويقوي اللثة.
وأوصى جون جيرارد، عالم الإعشاب البريطاني القديم بتناول الينسون لمنع الفواق (الحازوقة او الزغطة)، وكذلك وصف هذا النبات لإدرار الحليب عند المرضعات وكعلاج لحالات احتباس الماء وآلام الرأس والربو والتهاب القصبات الهوائية والأرق والغثيان.
وفي أمريكا الوسطى كانت المرضعات يتناولن الينسون لإدرار الحليب، وكان الينسون سلعة تجارية مهمة جداً في كافة دول حوض المتوسط القديم إلى درجة انه كان يستعمل كالعملة المتداولة لتسديد الضرائب.لقد بلغ الينسون درجة كبيرة من الشعبية بصفته من التوابل ودواءً وعطراً في بريطانيا في فترة العصور الوسطى بحيث أن الملك ادوارد الأول فرض عليه ضريبة من اجل إصلاح جسر لندن.
المحتويات الكيميائية للينسون:
يحتوي الينسون زيتا طيارا وهو المكون الرئيسي ويحتل مركب ا الانيثول المركب الرئيسي في الزيت واستراجول وانايس الدهيد وكافيك اسد ومن مشتقاته كلوروجينك اسد. كما يحتوي على فلافونيدات ومن اهمها ابجنين وزيوت دهنية. فهو يحتوي على زيت طيار 3% مادة انيثول وهرمون الاستروجين وزيت ثابت. وقيمه الغذائية تتمثل فى احتوائه على البروتينات والزيوت الدهنية والألياف والسكريات والنشا بجانب استخلاص الزيت العطري منه، ويحتوى أيضاً على مادة الكولين (Choline) وهى مادة توجد في جميع الخلايا وخاصة الصفراء وهى ضرورية لأداء الكبد وظيفته
الخصائص الطبية للينسون المثبتة علميا:
مهدئ للأعصاب، ومسكن للمغص والسعال و الكحة وطارد للبلغم.
مفيد للولادة ولعملية إدرار اللبن.
منشط ومنبه قوي للهضم وفاتح للشهي ومدر للبول.
يفيد في نوبات الربو .
يفيد في بعض أنواع الصداع وضيق التنفس.
يستخدم في صناعة الأقراص الملينة والمسهلات كأوراق السناميكي وكذلك في صناعة أنواع كثيرة من المستحلبات التي تؤخذ لتخفيف آلام الحلق .
وصفا ت خاصة لطريقة الاستخدام:
1-لإخراج البلغم:
يؤخذ ملء ملعقة صغيرة إلى ملعقتين وتجرش وتضاف إلى ملء كوب ماء سبق غليه ويترك لمدة ربع ساعة أو نحوها ثم يصفى ويشرب ويؤخذ كوب في الصباح وكوب آخر عند النوم
2-لتسكين المغص وطرد الغازات :
يغلي مقدار ملعقة كبيره من الينسون لفترة بسيطة ويشرب ساخنا لتسكين المغص المعوي عند الرضع والأطفال والكبار كما ينفع في طرد الغازات يشرب من ثلاث إلى أربع مرات يوميا.
3-لتنشيط الهضم و إدرار البول :
يغلى مقدار ملعقة من البذرة ثم يصفى و يشرب و إذا أضيف مع الشمر كانت الفائدة عظيمة و أنفع و كذلك مع العسل، يستخدم أربعة مرات يوميا لهذا الغرض.
4-علاج الماء الأبيض على العين:
وفى هذه الحالة يتم أخذ ملعقتين من الينسون يومياً مع بذور الكسبرة مع إضافة نفس الجرامات من السكر غير المكرر ويضاف إليها الماء المغلي وتترك مغطاة لمدة عشرة دقائق. ويشرب صباحاً ومساءاً.
5- علاج الأرق:
الشاي الذي يستخلص من بذور الينسون نافع، وذلك بغلي حوالي 375 ملجم من الماء وإضافة ملعقة صغيرة واحدة من الينسون وينبغي تغطية الشاي أثناء إعداده وتركه للغليان لمدة 15 دقيقة ثم يُصفى ويُشرب ساخناً. يمكن إضافة العسل واللبن الساخن مما يكسبه مذاقاً جيداً. وعن أوقات تناوله إما بعد الوجبات أو قبل الذهاب للفراش.
الاستخدام الاحدث :
أكد أطباء صينيون الثلاثاء أن احتساء كوب واحد من الينسون الدافئ -وليس المغلي- عقب الاستيقاظ صباحا يعد أفضل وقاية من الإصابة البشرية من مرض أنفلونزا الخنازير الذي تفشى في بقاع شتى من العالم،فيما تتعاظم فائدة الينسون بالنسبة لأولئك الذين يتعاملون مع الخنازير تربية أو تجارة أو ذبحا أو أولئك الذين يعملون في صناعة إعادة تدوير القمامة.
وذكرت مجلة (ميديكال ريسيرشيز) الصينية المعنية بالشئون الطبية أن احتساء الينسون الدافئ يفوق في فاعليته تناول عقار (تاميفلو) - الذى طورته شركة روش" السويسرية ويستخدم حاليا على نطاق عالمي واسع للوقاية من أنفلونزا الطيور- ذلك أن أحد المكونات الأساسية المستخدمة فى إنتاج ذلك العقار هو حمض "الشيكميك" الذي يستخرج من قرن ثمرة "الينسون" ويترك عدة أسابيع ليتخمر.
الاستعمالات الخارجية
_ الالتهابات العينية حيث يستخدم مغلي الينسون كغسول للعين
-لإزالة قمل الرأس والعانة يستعمل دهان مكون من زيت الينسون مع زيت الزيتون بنسبة 1:2
تحذيرات :
*لا ينبغي غلى بذور الينسون طويلاً لأنها تفقد من خواص الهضم بالإضافة إلى زيوتها العطرية أثناء عملية الغلي . يفضل على الماء وصبه على البذور وتغطيته وتركه منقوعا لمدة عشر دقائق ثم يصفى ويشرب.
*لا يوجد للينسون إضرار جانبية إذا تقيد الإنسان بالجرعات المحددة أما بالنسبة للأدوية فإنه يتداخل مع الأدوية المضادة للتخثر
