[ مدريد الأسطورة ], ريال مدريد " أفضل أندية العالم " .. !
ندُر وجود الأساطير في عالمنا الحديث. نشرت أحد الموسوعات المعروفة على شبكة الإنترنت تعريفاً مُبسطاً لـ مُصطلح الأسطورة حيث جاء فيها " تشكيلة من القصص والصور و/أو مجموعة من عناصر الخبرة, يُشعرك النظر إليها بـ العظمة "... ريال مدريد سـ يأتي إلى ألمانيا لـ يحتفل مع بورسيا دورتموند بـ ذكرى مئويته الأولى على ملعب سيغنال أيدونا بارك, والذي أُطلق عليه في السابق ملعب ميثيكال أومويت..
الكثير من قصص الإنتصارات والحُزن تلتف حول هذا النادي الفريد. المدير الرياضي لـ نادي بورسيا دورتموند " ميكايل زورك " سبق أن عبّر عن سعادته بمواجهة ريال مدريد حيث قال : " المباراة التي سـ تجمعنا مع ريال مدريد مُهمة جداً. إنه عيد ميلادنا الـ 100 ويجب أن يكون الإحتفال لائقاً ولن يكون كذلك إلا إن كان في مواجهة أكبر أندية العالم ".
http://bilder.sportsandbytes.de/bvb/...1250508383.jpg
[ كيف نبعت أسطورة مدريد ؟! ]
ريال مدريد تعني بكل بساطة " صحوة البطولات " : 9 كؤوس في دوري الأبطال, 31 لقب في الدوري المحلي, 17 لقب في كأس الملك, وغيرها الكثير الذي لا يمكن إحصائه من بطولات وجوائز. بدأ هذا النادي في حصد الألقاب منذ أُسس رسمياً في الـ " 6 " من شهر مارس لـ عام " 1902 "..
http://bilder.sportsandbytes.de/bvb/...1250508374.jpg
نهضة ريال مدريد الحقيقية والتي نصبته أفضل نادي في العالم كانت في الخمسينيات والستينيات, نهضةٌ إرتبطت بشكل وثيق ومُعقد بـ " ألفريدو دي ستيفانو ". مثل تواجُد اللاعب الأرجنتيني الموهوب في عام " 1953 " حجر أساس " أسطورة مدريد ". " ألفريدو " الذي عُرف بين أوساط المدريديستا بـ " السهم الأشقر " وصل للـ نهائي الأوروبي مع ريال مدريد 8 مرات وحمل الكأس في 5 مناسبات منها, رقم لم يصل إليه أحد حتى الأن. وبلغ عدد مبارياته مع ريال مدريد الـ 282 مباراة سجل فيها 216 هدفاً, هذه الإنتصارات والبطولات جعلتهُ أسطورةً خالدةً ليس فقط في مدريد..
في تلك الأوقات كان " ألفريدو دي ستيفانو " وزميله " يرينك بوشكاش " مثل العاصفة الهواجاء التي تُبدع وتُمتع في خط المُقدمة وتخترق خطوط دفاعات الخصوم. أحد أبرز إنجازاتهم سوياً كان فوزهم الساحق في نهائي كأس أوروبا للأبطال عام 1960, إنتهى ذلك اللقاء بـ 7 أهداف لريال مدريد مُقابل 3 أهداف لفريق إنترلخت فرانكفورك حيث إستطاع " بوشكاش إحراز " 4 أهداف فيما أحرز " دي ستيفانو " 3 أهداف..
بعد " دي ستيفانو " واجه ريال مدريد حُقبة جافة خالية من الألقاب الأوروبية بدأت من عام 1967 حتى عام 1980 حين إنضم الثلاثي الألماني " جونتر نيتزر " و " باول بريتنير " و " يولي ستيليك " إلى ريال مدريد. بعد حُقبة غاب فيها ريال مدريد عن الألقاب العالمية تمكن الملكي من الإستحواذ على بطولة الـ ويفا لعامي 1985 و 1986 على التوالي. وعلى الصعيد المحلي, تمخض غضب مدريد عن 5 ألقاب إسبانية فـ إستحوذ ريال مدريد على ألقاب الدوري الإسباني إبتداءً من عام 1986 حتى عام 1990, أعوام كان فيها ريال مدريد بطل إسبانيا دون منازع..
http://bilder.sportsandbytes.de/bvb/...1249995761.gif
الإنتصار التالي على الصعيد الأوروبي كان يحتاج لوقت أطول من ذلك, كما أن الأسبقية في البطولات المحلية آلت إلى برشلونة في بداية التسعينات. شهد عام 1998 عودة ريال مدريد إلى قمة عرش أوروبا مرة أُخرى تحت إمرة المُدرب " جوب هينكس " حين تمكن الريال من إبهار الجميع بإنتصار أدهش الجميع في نهائي دوري الأبطال. قبل أن يصل فريق مدريد إلى النهائي كان قد خاض مباراة يتذكرها الجميع وخصوصاً جماهير نادي بورسيا دورتموند, فقد كان على ريال مدريد تجاوز بورسيا أولاً قبل خوض النهائي, قبل إنطلاق مباراة الريال و بورسيا كان جمهور ريال مدريد مُحاطاً بسياج في مُحاولة من أمن الملعب لـ منعهم من النزول إلى أرض الملعب. لسوء الحظ لم يدم صمود السياج طويلاً, ولكن رجال الأمن إستطاعوا السيطرة على الأمر بصعوبة بالغة وإستمرت المباراة حتى النهاية بفوز ريال مدريد بـ هدفين مقابل لا شيء لـ بورسيا دورتموند..
http://bilder.sportsandbytes.de/bvb/...1250508379.jpg
وصل " جوب هينكس " بريال مدريد إلى أول إنتصار أوروبي بعد " 32 " عاماً من الإبتعاد عن ذهبية كأس أوروبا للأبطال مما جعل وسائل الإعلام تتحدث عنه طويلاً. العودة التالية لـ ريال مدريد إلى العرش الأوروبي لم يطل إنتظارها, فـ بعد فترة قصيرة تمكن ريال مدريد من الحصول على ذهبية كأس الأبطال الأوروبية وبعد الإنتصار الغالي في عام 2000 في تلك البطولة بقليل بدأت مرحلة جديدة بقيادة الرئيس المُنتخب " فلورنتينو بيريز ", حيث بنا هذا الرئيس فريقاً أساس فكرته جمع نجوم العالم في فريق واحد, نجوم أمثال " لويس فيجو " و " زين الدين زيدان " و " رونالدو " إجتمعوا في فريق واحد أطلق عليه الإعلام لقب الـ " جلاكتيكوس ", وصل هذا الفريق إلى عرش أوروبا بحصوله على الكأس الأوروبية في عام 2002 كما تحصل على لقب بطولة الدوري مرتين.. ريال مدريد, مرة أُخرى في ذروته..
حاول فريق ريال مدريد بعد ذلك العودة إلى اللقب الأوروبي بكفاح طالما فشل حيث أن كفاحه كان يصطدم بحجرة دور الـ 16 منذ ذلك الحين. ذهب الرئيس وجاء غيره وتغير المدربون كثيراً بما فيهم الألماني " بيرند شوستر " الذي لم يبقى طويلاً, والنتيجة لقبين في الدوري المحلي مُنذ عام 2003 حتى الأن, إنجازات لا توصف إلا كونها غير كافية أبداً..
بعد إنتخاب الرئيس الحالي " فلورنتينو بيريز " في يونيو الماضي بدأت رحلة جديدة بميزانية تاريخية. عاد الرئيس وأحضر معه النجم اللامع " كريستيانو رونالدو " و البرازيلي " كاكا " والفرنسي " كريم بن زيمة ", جميعهم في ريال مدريد بالإضافة إلى لاعب بورسيا دورتموند السابق " كريستوفر ميتزلرد ". عاد الفريق مرة أُخرى لقوته, ولازالت البطولة الأوروبية التي طال إنتظارها تنتظر أن تكون بحوزة ريال مدريد في العاصمة الأسبانية..
هذه الصحوة تُعطي صورة كاملة عن معنى كلمة " العظمة " في تعريف مُصطلح الأسطورة. بالنسبة للمشجعين حول العالم, ريال مدريد ليس مُجرد نادي كرة قدم فقط. هناك شغف مُستمر لا يتوقف يُحرك ويتحكم بـ أكبر جنة نجوم في العالم إستمرت ولازالت مُستمرة لأكثر من 100 عام. ريال مدريد الأسطورة الحديثة...
