في كل عام نتمنى أن تكون الأيام أكثر فرحا من التي سبقتها ..
يأتي العام .. ويمضي العام .. والأيام أسوء .. وأسوء ..
أما هذا العام ..
فقد أتى رمضان .. وأحزاننا تتجدد وتتكاثر بقلب وروح ..
شغفت إليه .. علّ الجراح تموت على أعتابه ..
و علّ الروح تصفى وتسكن عبراتها .. على أهدابه ..
ولكن .. حال مثل كل الأحوال .. المعاناة خيط لا ينقطع ..
والحزن .. همزة وصل لا تستغني عنه حروفي .. ولا روحي ..
والفراق يجسد الأحبة أطفال يبكون ألما وتجرعا للآهات .. وما أكثرها ..!!
فكل منا يعيش في وهم جامح .. يستأصل أحشاء طفولته ويغوي براءة دمعاته ..
**
تمنيت أن يكون العام هذا أبهج من الذي سبق ..
بل .. أرحم وأسلم من أيام العام الذي مضى ..
فالتشدق والتجرد من الآمال يحبسه قلق وريع لا يحمد لهيبه ..
فلا زلت أحيا مثلما كنت أحيا .. بل وأسوأ ..
فالعام الماضي .. كنت أحيا بين أحبة كانوا رفاق روح ..
واليوم لا أحبة .. ولا رفاق روح .. ولا شعارات أمل ولا فرح ..
حيث أبقى وأظن أنني سأبقى بين هزل الحروف وخربشات القلم ..
وتتكرر الأيام .. وتتخلد المراحل مثلما كانت وتكون ..
ليبقى قمعي في هذا الشعور .. شيء غير قابل للخطأ ..
***
ما معنى عمري .. والبكاء يسرق مني كل ابتسامة هوت على شفتي .. !!
وما معنى عيشي .. والظلام لا يستمد ظلامه إلا من أنواري التي إنطفأت.. !!
ورغم كل هذا .. والناس لاهية .. لا رفقة ولا صحبة تُردي بالدمع عني ..
أظن ... أن زماناً نعيش فيه لم يَعد لنا .. لم يعد لنا فيه مكان ..
فلمثلنا . لا مكان لهم في هذا العالم الكاحل ..
**
قد يكون هذا حديثي تشاؤم فوق تشاؤم ..
ولكن .. أنا أؤمن بأنني سأعود مهما طال الغياب ..
وسأبتسم مهما طال البكاء .. فمن الدمعة تنبع بسمة ..
وستتفتح ورودي مهما طال الضعف .. فمن بين الدمار تنمو وردة ..
أعترف أني سجين أمل .. من نوع مختلف ..
***
مرحبا رمضان .. مرحبا مثلما أتيت ..
