تهيمُ بعينها اليمنى عُيُوني == وباليسرى تجف بها جفوني
كأن خباءها يوم التلاقي == جِنانٌ قد حباها الله دوني
وما يجدُ المُحبُ من الحبيبِ== سوا دمعٌ تَحَرَّك بالسكونِ
وفي لوعاته وشيٌ جميلٌ == تزينه كما الدور الرقونِ
أقال الله عنكِ كل بأسٍ == وألبسكِ حُلياً في الضعونِ
سعى الواشون كي يـنهُوا غراماً ==وبالكذب البواحِ تدكلوني
على شرفٍ بسطت له ردائي==فلم يقع الرداءُ عن المتونِ
وقالوا قد أراد بها سفاحاً == فرانَ لقومه شرٌ الريونِ
فلم أخلو بها والدهر راعٍ == على طرف الطريق ولا البطونِ
إذا شاء الزمان لنا لقاءً == أسير لها كسيري للحصونِ
أداعبها مُداعبة الصغيرِ == بلا فسق هناك ولا مجونِ
فلا أخشى لأجل الود إنْسٌ== وقد ألحقت جناً بالجنوني
إذا قابلتُ جُلذيُّ ضروسٌ == أجندله ليُخـلط باللجونٍِ
أجلجل مقدماً دون التراخي == وممتطياً بها إبلاً بهوني
فأجلوا الهمَّ عن قلبي سريعاً == بذكر الموت في ساحِ الطعونِ
فإن القتل في الهيجاءِ عزٌ == به يصل الفتى هام الفـَنـُوْنِ
ولم يُهـن السواد بوجه عنتر== شجاعٌ مقدمٌ دون الوُهُونِ
أبو الوليد صِرِّيْعُ الغواني == فلم تسلم جواري حيزبونِ
فلا تعذل صديقك في هواه== وتـُبْلى مثله نتف الذقونِ
فتندب حظك المشؤوم يوماً ==وتغرق مثلما البقر الشَّنونِ
وإن نلنا منانا من وصالٍ == بكينا خشية البعـد الرَعُونِ
وإن نحنُ حُرِمنا من حبيبٍ ==جرت أنهارنا من ذي العيونِ
