للحُزْنِ في عينيكِ سِحْرُ
حائرٌ بالحُبِّ يُغري
لا تلمحيني هكذا
بل أمعني النّظرَ الحييَّ فأنني أخشَى على مطرٍ بصدري
لا وقتَ للأملِ البعيدِ
وكلُّ ما في الأمرِ أني
من يَدَيَّ أضعْتُ أمري
فَلْتتنظري
وَلْتحذري من أن تُعيفي الطيرَ زَجْراً
فهو مثلي ليسَ يرضَى أيَّ زَجْرِ
هذي الشِّباكَ نصبتُها
لأصيدَ طيري ،
وأبثَّ بُشْرَى يومِ مولدِكِ السعيدِ
بشدوِ طيري ،
هذا وغيري إذ يصيدُ الطيرَ
يذبحُهُ بريشتِهِ
وإني لستُ غيري
فانا المحرِّمُ ذبحَ طيرٍ صادحٍ
يشدو كما يشدو بشعرٍ شاعرٌ
والطيرُ بالأشعارِ يدري ،
وأنا وطيري في يَدَيَّ أبوسُهُ
فتُحِسُّهُ شفتايَ من زهرٍ وعطرِ
وأمرُّ بالكفِّ الحنونِ
عليهِ من بطنٍ لظهرِ
فيبثُّ لي من شعرِهِ
وأبثُّه من بعضِ شعري
ولربّما مازحْتُهُ وأهَجْتُهُ
لِيَنُقَّ أو لِيَعَضَّ أُنملتي وظِفْري
ما أروعَ الطيرَ الجميلَ
أرَاهُ مثلَ حبيبتي
يهوِي عليَّ تدلُّلاً
فيعضُّ أنملتي وظِفْري
وأرَى لديهِ تألّقاً
جذلانَ في سِرٍّ وجَهْرِ
أو غاضبا ،ً
أو ثائراً مُتَربِّصاً بي صابراَ
أو دونَ صَبْرِ
وأراهُ في دنيا الخيالِ
يسوحُ مثلي سابحاً في الأُفقِ
من قُطْرٍ لقطرِ
هيّا اسبحي لا تغرقي مثلي
فإنّي قد غَرِقْتُ بشاطئيكِ
وإنني وكعامدٍ مُتَعَمِّدٍ
أغرقتُ أشرعتي ببحري
وغدوتُ مسحوراً بما في بحرِ عينيكِ
من الأبعادِ من عُمْقٍ وسِحْرِ
وأنا إذا عاودتُ للأملِ البعيدِ
أكونُ قد راهنتُ
لم أكسَبْ رِهاني فيكِ
غيرَ أني قد أضَعْتُ
ربيعَ عُمْري
هذا وإني لستُ آسَفُ
أن يضيعَ ربيعُ عمري
ما دام في عينيكِ سِحْرٌ
والهوى مطرٌ رذاذٌ ناعمٌ
ينثالُ منتعِشاً ومُرْتعِشاً بصدري