تدق النواقيس
بعمقها الأبدي
توقظ في القلوب لحناً
لطالما رددته ريحُ الفراق
وأنشدته السهول والوديان
يقتحم قلبي .. يهمس فيه
كأنه يشفق على قلبها
قد حان موعد الرحيل
عانقتها .. قبلت ذكراها
وقد لفتنا هالة الشوق
أبحر في عينيها الدامعتين
أشم عبق أنفاسها
قبل الرحيل
* * *
أيتها النواقيس
أعلا .. أعلا .. اعزفي
لحن الفراق
وليحمل صداك
خواطر قلبي وهمسات شفتاي
حبيبتي
وَدِعي ليالي السمر
ونسمات الصبى
وجلسات الشعر في ضوء
القمر
وَدَعي الشفاه تنطق
اليوم موعد الرحيل
وليكتب القلم الذي لطالما
تغنينا بقصائده معاً
أنشودة الرحيل
* * *
دقت النواقيس
وسار كلاً منا
يحمل جراحه
يغالب أحزانه .. في طريق
يكفكف الدمع بالذكريات
والطيور من حولنا
أسراباً تهاجر
ترنو إلى الغد البعيد
ومن بعيد هتف بأعماقي
صوتها
سنلتقي وسنكتب قصيدة
وسنجري في السهول الخضراء
وسنرتشف كأس عشقنا
وسأضمك إلى قلبي
أقبل دموعك
لكن
ليس قبل الرحيل
