كــانَ يا مَا كــانْ
في قديم العِشق ِوالأشْجان
مشاعرُ خَرسَاءُ
سَكنَتْ بَوَاطِنَ الوجْدان
لا تعرفُ البَّوحَ
إلاَّ مِنْ خِلال ِنافذةِ الصمتِ الأعمى
كانَتْ هُناكَ عاشقة ٌ .... وكـــــــــان
كانت تُغنـِّي تراتيلَ وَجْدٍ ... وكـــان
سَرَقا قبَسَا ًمِنْ فرح ٍ وسَعادةٍ
من قلعةِ الحُزن ِالحصينةِ
في ساعةٍ مِن غفلةِ القـَدَرالكئيب
كانا كـَــرَاهِبَيْن ِ
شرباً العشقَ النديِ
في صَومَعةِ الرُّوح ِالعذراء
وترَاشَفـَا قـُبَلَ العِناق ِ
بشِفاهِ الإشتياق ِ
وتعانـََقا حتى ذابَا
في رَحيق ِالجمال
وأغْمَضَا عينيْهـِما
في سماءِ الخيال
ورَسَمَا على جَبيْن ِالأزَل
لوحة َانسكابِ الأمَل
في كؤؤس المُحَال
وتـَدثـَّرا في غُبشَةِ فجر ِالندى
بدِثار ِسَكـْرة ِالوصال
هو العشقُ البسيط بساطة الطين
بـِلا أقنِعةٍ ولا عنواينَ
تـَهَجَّيَا فيهِ أولَ أبْجديةِ العِشق
منذ ُبزوغ ِفجر الخشوع
مِنْ أول ِالبَّوح
من مَسقطِ رأس ِالعاشقين ..
لا وقتَ للحزن
لاوقتَ للدمع
لا وقتَ للوجع
حتى أزفـَتْ ساعة ُالوقتِ المشؤوم
وعَصَفتْ ريحُ الفِراق
في أشرعةِ الرحيل ِ
بما لاتشتهي السُفـُن
ووقعتْ عقاربُ الساعةِ من بَيتِها
تتدحرَجُ راجِعَة ًخلفَ الزَّمَن ِ
وسَقطتْ فـَراشاتُ الجَمال
خافتة ً ألوانـُها
وخَرستْ حِنجَرة ُالعصافير عن ِالشَّدْو
مُذ غابَ عنها الصباح
وغابَتْ زرقة ُالسماء ِ
عن روضةِ الرَّبيع ِالغـَنـَّاء ِ
وجَفـَّتْ ينابيعُ الماء
ودُفِنَ النهرُ الجميلُ
في مَقبرةِ الطين
وبَقِيتْ ليلاهُ
تنوح ُعلى ذكراهُ
ولكِنْ لا رَجعة َ للراحلين
وداعا ً
وداعا ً
أيُّها الفرحُ
ويا ليالي الحزن ِعودي
بكلِّ ما تحملينه في عبائتِكِ السوداء
من ضياع ٍ وذبول
فإنـِّه قد رحــلَ
ومات الأمـــل
وامتطى عربة الأفول
هولن يعـــــــــود
