من أنت ؟
حين أكون خارج أغنياتي
وأنتهي بالصمت يجذبني لعينيك الغرامُ
من أنت حين أزيد في وجعي
وأهرب خائفه منك
ويهجرني إذا خفت المنامُ
وأنام مفترشه بقايا أمنياتي
وأقرأ ما روت عيناك
مسروره
فينقشع الظلامُ
وأبقى خارج الذات الحزينة
كلما فكرت بالهجران
أتعبني
وأوجعني السقامُ
وأكاد أنفر من حكاياتي
ولكن لا سبيل إلى النفور
وداخلي صوت
وإحساس تؤججه العظامُ
وتئن في وجع
وفي شوق
فأنكر شوقه خوفاً
فيخنقني نكران الهيامُ
من أنت حين أتوه خارج دنيتي
وأنام ملتحفه بصوتك
واشتياق مشاعري ثكلى
وأنت بعيد عني
فأشعر بإرتياب
ثم ينسكب الظلامُ
وأراك عند مرافئ العشق
التي مازلت أقصدها
وأنظر ناحية الشمال
بقايا ذكرياتي حين حاصرها الركامُ
فأشعر بالضياع
لقاء ما أنكرت من وعدٍ
ومن هجران عينيك
وتقتلني إذا غبت السهامُ
من أنت حين أفر من ألمي ؟
وأبقى خارج الشوق
المغطى بإبتساماتي
وحزن يعتري روحي
ويسكن مع الشوق الحطامُ
من أنت حين أكون ملتحفاً بآهاتي ؟
وأصرخ باحثه عنك
فأبكي بإحتراق
كلما عانقت أنك في الغياب
محطما بعضي
وأشكو للعيون
فتذرف بإحساس ويشعلني اضطرامُ
ما أنت إلا معابد الذكرى
ومحراب ابتهالاتي
وبرج العشق في أقصى شراييني
إذا انبثق الكلامُ
بل أنت أصل مراكب الذكرى
بأحشائي
وميناء استراحاتي
وغابات من الأشواق
تعلوها جبال الصمت
أسكبها بأعماقي
فيبتسم الوئامُ
ما أنت إلا منتهى عشقي
فأسكن حبك الصافي
إلى عمق انفعالاتي
وبعض مواطن البوح المسجاة على روحي
مغطاة بقنطار من اللهفة
كي يصبح فيما بيننا في هذه
اللحظة انسجام
عيناك ترقبني وتحرسني
وتخشى من الغير تنظرها
وتسهر في خيالاتي
و وصف مدى عشقي
وتنشر داخلي حباً إذا ارتحل الأنام
وكأنما وحدي المشرده
في بقايا روحك السمحاء
حين أجيء مختبئا بدفء عناقك السامي
فيهنأ لي ويعجبني المقامُ
وأرحل فيك نحو الأمس مهمومه
بإحساسي
وأشتاق احتشاد الحب
إن صمت الكلامُ
أعيذك بإبتساماتي
بإن يبقيك هذا الحب صادق
كإيماني
وأخشى حين يجمعني الحطامُ
لأسكب من ضياء الشمس
ألوانا على أعتاب ذاكرتي
وأرسم من حناياك
لكل بداية ذكرى
بإفراط إذا هطل المدامُ
فالوقت طهر لحظة الذكرى
وأشعل شمعة النسيان
في عينيك واختلف الوئامُ
وبرغم طول الوقت
إلا أنني مازلت أحمل كل أشواقي
أقدم بعضها قربى
ليجمعنا الؤئام
يا أنت يا آفاق ذاكرتي
ويا روحاً تحلق في فضاءاتي
أحقاً لن نكون لبعضنا أبدً ؟
وننسى كل شيء
كان يسكننا
وتبقى ثورة الترحال
يبدأها الختامُ
مازلت أنت حبيبي الوحيد
وأعمق من نقاء الحب
أبعد من مسافات الزمان
واطهر من ترانيمي
وأقدس من نقاء الصدق
حين تحيطك اللهفات
ثم يجلبك ابتسامُ
دعنا نقصد الأيام
نخبرها بقصتنا
ونشكو للزمان
لعل الوقت يخنقنا
ويزهو فوقنا الآن الركامُ
أليس الحب أطهر ما نسجنا
ثم أطهر ما كتبنا
كيف نوؤده
أليس يكون سطرنا
وأغوانا الحرامُ
دعنا نسكب الذكرى
ونجمع بعض أفراح
أشك بأنها ماتت
ونهجم كلنا جوعى
ونأكل روعة الذكرى
ويبقى الحب نأكله ويجرفنا التهامُ
إذا ما غبتُ
أو أوشكتًُ أن أفنى
فلا تاس على وجعي
ولا تبكي من جزعي
وإياك سؤال الشمس
أو أن تنظر في حيرة نحو السماء
فتشعر بإستياء
ثم تخبرك الغمامُ
دعني لا أكون
إذا رحلت
وأسلك في حناياك
شعوراً لا يقود إلى الفؤاد
أو الوداد
وأرحل نحو آلامي
فقد أشتاقها يوما
وقد يأسى لأحزاني
ويأتيني
ويخطفني الحمامُ
بالأمس كنت أجرد الأحزان
قبل مجيء عينيك
وأفصل كل أوراقي
لكي لا أقبل العشق بتاريخي
ولكن لا سبيل إلى الهروب
فقد أتيت
وأسلمتْ روحي
وتاه الحزن
مذ خـُرق النظامُ
وتكون تلك نهايتي
وبدايتي
فعليك يا مرباع أحلامي
و يا أشجان آلامي
نهاية قصتي فيك
سأرحل ميته يوماً
ولكن بلغ مني لعينيك السلامُ
وحق الله يا أملي
سأخنق كل ذاكرتي
وأخنق صمت أحلامي
فلا أحتاج أن أبقى
وقد أبرمت وحدى
أن أقول لكل طائفة
بإني من غدرت
ومن نسيت
ومن جرحت
ومن رحلت
وأنك أنت الذي قايضت
أرواحا
وأحلاما
لكي أبقى سعيده
ثم أهمس للسماء
بإنني قد خنت
وأجعل من رياض البؤس
تسكن
ويصبغني اتهامُ
ويجيء وجداني
أحمله بشمع من أكاذيب
وأنصبه على بوابة النسيان
مئذنة
ليعتبر الذين يجربون العشق
حين يقودهم
في دولة العشاق
إحساس ويسلبهم لقاء وارتطام
وفي الأعماق باقية
رصاصات
من الذكرى
وأخرى من لقاءات
وبعض من عناقات
بأرشيف اجتياح الحب
يحفظها
وتنقلها العظامُ
أتعلم لما ؟
لأني قررت أن
أعلن جنون قلمي
جنون حرفي الملون بدمي
فانا لا أريدك أن تعفو عني
ولا أريدك أن تكترث لهمي
ولن أستجديك لتلتفت لحزني وألمي
فان لم تعد تحسه أنت
فاعذرني فلست اطلب منك العطف !
فقد حزمت حقائب رحيلي
و سأعلن انسحابي من نبضك
و سأعلن اغترابي عن متاهات حسك
ولن تراني مجددا على امتدادات نظرك
فقد آثرت الرحيل
و مكابدة عنائه الطويل
لأنك أنت
لم تعد أنت
و لأني .. أنا
من بعدك لست ادري
من أنا !
