الصوم معناه واهميته الروحية:________________________________
الصوم عمل نسكى هام فى كنيسة المسيح, وضعه واسسه ربنا يسوع نفسه وهو فى الجسد على الارض . فهو قبل أن يبدأ خدمته العلنية ويعلن عن شخصه لكل العالم والتلاميذ صام اربعون يومآ :
(فبعدما صام اربعين نهارا واربعين ليلة جاع اخيرا مت 2 : 4)
ما هو المعنى الروحى للصيام ؟______________________________________________
الصوم ليس معناه الامتناع عن الطعام أو الهدف منه اذلال للجسد ,بل المعنى الروحى للصيام عميق جدآآآ وله أصول روحية هامه يبنى الصوم الروحى الحقيقى على أيه مهمة جدآآآ وهى :
(فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. 2 اهتموا بما فوق لا بما على الارض كو 3 : 1)
الانسان المسيحى الواعى لعمل المسيح فى حياته والمختبر ليد الله فى حياته ,يعلم جيدآ بل يشعر أنه قد قام مع المسيح فعلآ ,لاننا قد متنا مع المسيح فى المعمودية وفعلآ قمنا معه أيضآ:
(مدفونين معه في المعمودية التي فيها اقمتم ايضا معه بايمان عمل الله الذي اقامه من الاموات.كو 2 : 12)
وليس هذا خيال أو تأمل بل حق موت حقيقيى فى المعمودية مات الانسان العتيق الذى على شبه صورة ادم ,ثم قيامة حقيقية بأنسان جديد شبه المسيح أدم الثانى ,وهذه الحقيقية لابد أن نعيش فيها كل يوم ونختبرها ونتعمق فيها .
ومن هنا نادى القديس بولس المؤمنين بعمل المسيح والمتذوقين موت وحياة الله فى نفوسهم اى الذين ماتوا مع المسيح وقاموا أيضآ معهم قائلآ:
أن كنتوا قمتم مع المسيح فأطلبوا ما هو فوق حيث المسيح جالس.
ومن هنا يكون الهدف الروحى للصوم فهو طلب ما هو فوق حيث المسيح جالس ! فأذا كان من هم فى السماء لا يأكلون أو يشربون فنحن نمتنع عن الاكل ونصوم لكى نتشابه بمن هم فوق وبالتالى يكون كل الاهتمام هو طلب ما هو فوق حيث المسيح جالس .
تنوقف لفترة عن الانشغال بحاسة التذوق الجسدى للطعام الارضى ,وهذا لكى نتعمق بحاسة الثذوق الروحى لخبز الحياة يسوع المسيح النازل من السماء.
فكما أننا تذوقنا الخبز الارضى وتسبب لنا نمو فى الجسد ,فنحن أيضآ نتذوق الخبز السمائى وننمو فى الروح .
والعجيب من يتذوق بصدق روعة وجمال الخبز السمائى يسوع المسيح مفرح نفوسنا ,بسهولة جدآ ممكن أن يتنازل عن الخبز الجسدى وليس العكس .
ويتضح أن الهدف الروحى من الصيام أنه دعوة الهية لكى يترك الانسان الارض ويحل جذوره التى تعمقت فى الارض لتنتقل وتتعمق فى السماء حيث المسيح جالس ,
لابد أن نرفع قلوبنا الى فوق حسب الامر السمائى ولابد أن نرى يسوع جالس ,هذا هو الهدف الاساسى من الصيام .
فنحن لنا موهبة خاصة من المسيح وهبها لنا من خلال القيامة من الاموات التى قام بها يسوع بطبيعتنا وببشريتنا لحسابنا وهى الانعتاق من ربطاط الارض والموت والفساد .
وهذه الموهبة نحصل عليها ونتذوقها من خلال طقس الصوم المقدس وهذا سر الكنيسة من يصوم ويريد أن يتذوق يأخذ قوة عجيبة جدآ ليس لانه صام وأمتنع عن الطعام أبدآ لان هذا فعل سلبى فى حد ذاته لا يعطى أى شيئ ولكنه لابد أن يتم لانه المدخل الى موهبة المسيح هو الارادة البشرية فى طلب المسيح .
والقوة التى يحصل عليها الانسان من الصيام هى قوة سمو وارتفاع نحو الله وأنتقال من الارض الى السماء وتغير قلب الانسان من طلبات ارضية وارتبطات ارضية فاسدة وفيها طبيعة العدم ,الى طلبات سمائية باقية الى الابد .
ومصدر هذه القوة كما كشفها لنا القديس بولس الرسول هى قيامة الرب فالقيامة قوة الهية غير محدودة وضعت فى طبيعتنا البشرية المتحدة بالمسيح ,وصارت هذه القوة منبع لكل من يصوم ليأخذ منها ,ومن يأخذ منها يرتفع وترتفع حواسه وتتنقى ويشعر بما هو فوق ,ويعاين المسيح جالس فوق ,..
وتعمل هذه القوة على تولد محبة السماء والسمائيين فى القلب وينتقل الانسان يوم بعد يوم من التعلق بالارض الى التعلق بالسماء ويسجل بهذه القوة اسمه فى السماء كمواطن سمائى .
وتصبح السماء والامور السمائية حقيقة معاشة وليس مجرد كلام وتخيلات , فالصوم المقدس هدفه الاساسى أنتقال الانسان بكل فكره وحواسه وتطلعاته من الارض الى السماء.
والجدير بالذكر أن شكل الصوم فى الكنيسة قد يختلف فى سماته فنجد هناك صوم الفرح والتسبيح والتهليل مثل صوم الميلاد
صوم الميلاد صوم الفرح والتسبيح:
_____________________________
يكون صوم الميلاد من حيث شكله هو صوم فرح وتسبيح مع التهليل ,ونلاحظ كنيستنا ترتب له من التسابيح الكثير جدآ وكلها تسابيح تدور حول الفرح والتهليل وهى ما تسمى بسبعة واربعة .
وهذا لان موضوع هذا الصوم هو مجيئ المخلص المفرح الذى خلص البشرية من العبودية والموت ,فهو صوم موضوعه حلول الله على الارض ومجيئه فى وسطنا لانه عمانوئيل اى الله معنا .
حيث أن مجيئ المسيح على الارض هو فقط لرفع الحزن والتنهد والكأبة من الانسان وبشارة فرح يدوم فى الانسان :
(فقال لهم الملاك لا تخافوا.فها انا ابشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب.لو 2 )
(المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرةلو 2 : 14)
هذا هو صيام الميلاد صيام لقبول المسرة والفرح فى قلوبنا بمجيئ مخلصنا وصار منا وصار بكر لنا فى كل شيئ ,أى شبهنا فى كل شيئ ما خلا الخطية وحدها.
وهناك صوم التجرد والزهد مع قبول الالم الارادى والتخلى الارادى كل واحد حسب ما تلتهب روحه وهو الصوم الاربعينى المقدس.
الصوم الاربعينى صوم تجرد واخلاء:
__________________________________________________ __________
لانه صوم الاحتفال بالصليب والفداء والخلاص فيه نجوز مع المسيح مخلصنا الالم ونشاركه لحظه بلحظة كل تعب وكل الم وكل جرح ونطلب منه أن يهبنا معه أن نتألم ,لان كل ألم تألمه المسيح فهو لمجدنا مجد أبدى لا ينتهى .
وفى النهاية يأتى سؤال لماذا نمتنع عن بعض الانواع من الاكل مثل اللحوم والاسماك فى الصيام .لعل هذا لان آدم لم يكن يأكل قبل السقوط الا الاعشاب . ولم يكن يأكل من اللحوم .
وهكذا نحن نعلن أننا فى المسيح ردنا مرة أخرى الى رتبتنا الاولى كما كان آدم قبل السقوط
