اللقـاء ....
لحظـة طالما حلمتُ بهـا ..
رسمـتُ درباً يؤديني إليهـا ..
زرعتُ الدرب زهـراً ..
تسلّحتُ بالأمل ..
استنهضت الهمـم ..
أخذتُ أسير و أسير ذلك الدرب ..
يقودني الشـوق ..
و يسـوقني الحنيـن ..
كان الدرب صعباً ..
مليئـاً بالأشـواك ..
كنت أقـتلع كل شوكة و أزرعـها زهراً ..
جـُرحت .. تألمت .. نزفتُ دماً ..
رغم ذلك لم أيأس يوماً ..
و لم تنطفئ آمالي ..
بل زادت اشتعالاً مع كل قطرة دمٍ نزفتها ..
أما جروحي فزادتنـي إصراراً و تحـدٍ للصعاب ..
ظللتُ أسير و أسير ..
طال بي المسيـر ..
تعبتُ .. كللت .. جلسـتُ قليلاً ..
أُناظـر الأفق ..
مرَّ بي طيفـك ..
فأحسستُ فقوى غريبة بين أضلعي ..
قمتُ أواصـل المسير ..
قواك تحركني ..
تدفعني للأمام ..
صرتُ لا أشعر بخطـواتي ..
أحسستُ بأن لي جناحين أطير بهما ..
أصبحتُ أُحلِّـق في السماء ..
أتجوَّل بين الغيـوم ..
أدخل في غيمةٍ و أخرج من أخرى ..
كانت الشمـس حارّة ..
مسلَّطة عليّ ..
أصبحتْ أكثر حرارة ..
أخذ العـرق يتصبّب من جسدي ..
اقتربت أشعة الشمس مني أكثر فأكثر ..
حتى أصبحـت لا أرى شيئاً ..
كنتُ أُغمـض عينيّ تارةً و أفتحهمـا تارةً أخرى ..
فجـــأة ..
اصطدمتُ بشيءٍ غريب ..
لم أعرفـه ..
وقعتُ أرضـاً فقدتُ جناحيّ ..
نهضتُ ..
و إذا بي أرى نفسي وصلتُ لنقطـة لقائنا ..
جلستُ تحت الشجرة هناك ..
اتكـأتُ عليها ..
أخذتُ أُناظـر الطيور ..
أُنصتُ لخريـر الماء ..
أسمـع حفيف الشجر ..
فجــأة ..
زادت تغـاريد الطيور ..
أسرع جريـان الماء ..
و أوراق الشجر أخذت و كأنهـا تصفق ..
أحسستُ بشيءٍ غريب ..
و كأن الطيور و الأشجار و الماء يـُحاكوني ..
فرحين .. مسرورين ..
لم أعلـم ما السبب حتى ..
حتى رأيتـك من بعيد ..
مُطِلاً عليّ ..
متجهـاً نحوي ..
تمشي خطـوة خطـوة ..
و كأنك تحسب عليّ خطواتـك ..
اقتربت مني ..
أخـذت تتأمل عيني ..
اقتربت مني ..
قرّبت شفتيـك من أذني ..
أخـذت تهمس فيهـا ..
أحبـك ..
استيقظتُ فجأة فلم ألمـح لك أثراً .. فعلـِمتُ أنه كان حُلـُماً ..
لكني لسـتُ بمستسلم .. فلابُـدَّ لنا من يـومٍ فيه نلتقي
