دموع منتصف الليل
كثيراً ما أتردد في طرح أطروحات حزينة أو موجعه ليس
لعدم إيماني بها، بل لأنني أعلم أنها تجعل القارئ أو المتلقي يبحث
عن وجودها في نفسه ، وهذا ما جبلت عليه البشرية يحجًم السعادة
وبالكاد يرى أجزاءها، بينما يجعل الحزن تلك الأجزاء المتضخمة التي
اتسمت بها حياته.
ولكن ما جعلني أقف عند الدموع هي الوصمة التي وُصمت بها؛
بأنها دموع حزن ، وهذا ليس صحيحاً فالدموع قد تكون من شدة
السعادة أو مستوى من الخشوع أو دوامة من التصديق ، أو
شكوى من جسد ،أو تعبير عن القشة التي قصمت ظهر البعير.
الدموع طاقة داخل الإنسان ليس المهم أن تكون ايجابية أم
سلبية بل الأهم أن لا تبقى داخله لأنها طاقة والطاقة يجب أن يتم
التعبير عنها حتى لو كانت طاقة سائلة ...!! http://ahlaliraq.com/vb/images/smilies/018.gif
ثقافة الدموع عند البعض وصلت إلى أنها ضعف ،،أو أنها
وسيلة لاستدرار العطف ..ولكن هل سمعنا من قبل عن الدموع
اللاإرادية ...؟!! تلك هي دموع منتصف الليل .
عندما يجد الإنسان نفسه وحيداً مع أفكاره فيستحضر ماضٍ
مؤلم أو مفرح ليس مهماً ..وعندما يصارع رغبة ملحة يثبتها عقله
وترفضها ظروف يزعمها هو..أو يزعمها الآخرون...أو إحباط
تملك عواطفه وتجمد قلبه ولكن ليس كقالب جليد ينصهر بتغير
مزاجية الناس، بل كتمثال قرر أن يكون عظة وعبرة ..لمن يتعظ...!!
هذه الساعة من الليل وهذا القدر من السكون والوحدة ،، ومراجعة الذات،، تصيب تلك الوردة التي ما إن تفتحت حتى ذبلت بقطرة دمع واحدة ..فتستقبل فجرها بذبول كان سببه دمعة منتصف الليل .
كل الدموع صادقة،، حتى لو كانت كاذبة الموقف ولكنها
صادقة الإحساس ،،، فالممثل لكي يصنع دمعة؛ فإنه يعيش
إحساسه الصادق بالموقف الكاذب فتسقط دمعة صادقة ،، ذلك
الإحساس الذي يراودنا في سكون الليل وظلامه .
ولكن هل لدموعنا أن تمنع قدراً ،،أو تجدد أملاً ، أو تضيف قيمة
للفرح ...؟؟؟؟؟؟؟؟
نعم
فعندما ندمع نلجأ للدعاء والدعاء يتصارع مع القدر في
السماء،،، ونجدد آمالنا في استخراج تلك الطاقة الكامنة داخلنا،
ونجتهد في تغيير اتجاهاتنا لنرى الزاوية الرابعة التي كانت خلف
ظهورنا منذ زمن طويل،،، وتضيف قيمة للفرح بصدق إحساس
تلك الدمعة التي جعلت من العين البشرية لؤلؤة براقة تشع من قوة بريقها .
و أجد نفسي في تحدي دائم مع هؤلاء الذين يقولون و
رؤوسهم لا تتساوى مع رؤوس البشر انخفاضا ، بأنهم قادرين على
السيطرة في انهيار تلك الدمعة ..!! فلو كانت صادقة ما بقيت بمقلتيهم .
مما راق لي
فنقلته