"إلى متى "
أنثر أوراق الورود على دروب العاشقين وأروي من دماء القلب شرايين المحبين فمن هذه الحياة تبدأ من القلوب التي تعطي...ما لديك حتى لو كان آخر ما تبقى لك.
عندما تفقد من تحب عليك أن تضحي بقلبك حتى لا يموت الحب , حتى لا تظل رايته خفاقة في سماء العاشقين لتهدي بها كل من حار فكره وتعب قلبه حتى تكون سلوان لوحشته وعتمته ظلمة البعد وتكون شمعة تحترق لتعطي بنورها هداية لكل السائرين على الطريق.
فإذا وهبت قلبك للحب فإعلم ... أن الضريبة والثمن المدفوع غااال جداً والتراجع ليس بالسهولة التي ندخل بها عالم الحب وخاصة حينما تصطدم مع الواقع الذي نعيش فنصبح في صراع ما بين القلب والعقل وبين الفكر والعاطفة المتدفقة التي سرعان ماتتحول للهب ونار على صاحبه, وتختلف مع قلبك وعقلك وتمتد الخلافات مع الكون كله .... فجريمة الحب في هذا الزمان لا تُغفر والخروج عن المسار الذي رسمته لنا افكار وعقليات من حولنا يعتبر الشذوذ والتكَّبر والهروب من دائرة قانونهم رغم أنهم يعلمون أنهم يقبضون على آخر لحظات الامل في قلوبنا, وأنا ما يفرضونه ليس بالشيء الذي يكفل السعادة كل الأطراف .
لماذا نضع انفسنا في هذه المطبات وفي هذه الدومات ؟؟؟ لماذا لا نرضى للآخرين أن يعيشو بالنور طالما انهم يطلبونه , ام ان غرور انفسنا يدعونا إلى ان نكون متسلطين على كل من حولنا ولماذا تكون سلطة الأسرة والمجتمع هي المتحكمان بمشاعرنا وآمالنا ؟؟... أما حقوقنا وأحلامنا فإنهما " الاسرة والمجتمع" لن يتحركا لهما فما يعرفانه فقط النقد الاذع والاوامر العسكرية التي تضمن لها أن نظل قابعين تحت إمرتهم ... لا تمرد.. لا حوار وبنهاية المسرحية نقول..
" امرك سيدي ومولاي".
عند حدودهم يثورون وعند حدود غيرهم يتخطون فيكيف نطالب العدو بأن يعطينا الحرية طالما قُتِّل داخلنا نتيجة ظلم الأسرة والمجتمع .. تأسرنا العادات والتقاليد ... تجبرنا ... تكسر إرادتنا .. فإلى متى ..؟؟؟!!
وإلى أيّ حدٍ سنصل في هذه الحياة ؟؟ ماذا يبقى للإنسان بعد ان تحطمت حريته وصورته وكيانه بداخله؟؟ ماذا يبقى له بعد ان تُداس مشاعره لأجل إرضاء غرور الآخرين؟؟ ولدنا وكبرنا وهم يفرضون علينا ما يحبون ويحرموننا من أبسط ما لدينا من حقوق, فإلى متى سنظل نعيش داخل انفسنا وداخل ما رسموه لنا ؟! إلى متى ستموت الكلمة بداخلنا مليون مرة ؟؟؟ وإلى ايّ حد سيبقى الصمتُ صامتاً فينا ؟؟؟
... إلى متى ... إلى متى ؟؟؟ فقد ضاقت صدورنا من أحوالنا
...إلى متى ؟؟؟
