فتاه في قطر تحشر تحت مصعد ...!!
التفاصيل
علي بدور : ما ستقرؤونه الآن ليس فيلما هوليوديا مليئا بالعنف... وهو ليس بقصة تروي لإخافة الأباء واستدرار عطفهم..
هي قصة حقيقية بشخصيات حقيقية وحدثت في مكان يعرفه الجميع " مؤسسة حمد الطبية ".في قطر . ومنذ البداية نقول وبما أن القصة حقيقية
فقد سارعت إدارة المؤسسة وفتحت تحقيقا بالحادث لاكتشاف ملابسات القضية.. فإلي البداية.
ظل صوت الطفلة نور يتردد في ردهات الدور الأرضي وظلت الام تبحث حائرة عن ابنتها المفقودة.. هل هي تلعب مع الممرضات. ذهبت
إلي كل ممرضة بدورها وسألت عن ابنتها.. عمرها سنتان ونصف جميلة جدا لم يشاهدها أحد.. منذ قليل كانت معي ولا ادري كيف أفلتت
من يدي.. كنت أظن أنها تقف إلي جانبي بانتظار موعد دخولنا إلي الطبيب؟
الوالدة المسكينة لم تجد جوابا علي سؤالها الذي تكرر كثيرا ومع ذلك تابعت البحث وبعاطفة الام أخذت السيدة المسكينة تنادي نور أين
ذهبت يا ابنتي.. هل أنت هنا أجيبي.. ذهبت يمينا ويسارا وصعدت دورا ونزلت أخر ولكن دون جدوي.
قلب الام المسكينة فطر من شدة الخوف وبدأت بالبكاء والمناداة لابنتها مرة بعد أخري ليأتي لها صوت متقطع من بعيد صوت ينادي أمي.أمي..
الوالدة صرخت ابنتي.. ولكن أين هي؟!.. ذهبت في كل الأرجاء مرة أخري وتدخل معها جميع الموجودين بالمكان وكل اخذ علي عاتقه مهمة
البحث عن الطفلة ورصد الجهة التي يأتي منها الصوت ولكن دون جدوي.
هل هي مزحة ثقيلة.. هل نعيش فيلم رعب.. أم أن هناك قوي خفية خطفت الطفلة سؤال شغل بال كل من عايش الواقعة التي حدثت مساء يوم
الأحد قبل الماضي بقسم العيادات الخارجية بمؤسسة حمد الطبية.
ولكن وقبل أن نعرف مصير الفتاة المجهول والتفاصيل وأين اصبح مسار التحقيق دعونا نبدأ من حيث وقعت الحادثة لنستعرض قليلا
الظروف وفي الختام قد نصل إلي حل اللغز المحير.
جاءت والدة الطفلة نور إلي العيادات الخارجية بحثا عن علاج لابنها وكانت نور تريد مرافقة أخيها حبا به وخوفا عليه من عمو الطبيب
الذي سوف يعطيه إبرة.. نور لم تكن تعلم أنها ستضيع وأنها ستعيش هذه التجربة القاسية ولكن يبدو أن القدر كان يرسم لها ما لم تكن تتوقعه.
نور أفلتت من يد والدتها وذهبت تبحث عن مكان تلعب به وهي الطفلة التي شعرت بالضجر جراء الانتظار الطويل لكي يحين دور أخيها..
انتظار كان يمكن أن ينتهي بعد نصف ساعة مثلا وهو ما لم تعرفه نور التي ذهبت في رحلة لساعات لا يعلم إلا الله ما حدث خلالها وما
عانته الطفلة أثناء تلك الرحلة.. طبعا عذابها كان في أحد جوانبه نفسيا جراء الظلام الدامس الذي عاشت فيه لمدة كافية أن تقضي
علي شخص بالغ فما بالك بطفلة لم تبلغ ربيعها الثالث.
حالات إغماء
ومع انطلاق صرخات الوالدة لابنتها الضائعة واستمرار الضغط النفسي عليها بدأت تشعر الوالدة بالإعياء ونال منها الإرهاق
نصيبه لدرجة أنها سقطت مغشيا عليها وتبعها الوالد الذي ذهل لاختفاء ابنته بهذه الصورة، فما كان من الموجودين إلا أن باشروا
الاهتمام بالوالد والوالدة حيث تحول المكان إلي وحدة طوارئ تقدم العناية للموجودين الذين هالهم الموقف في ظل تردد صوت
الفتاة علي مسامع الجميع دون أن يعرف أحد مكانها أو مصدر صوتها.
جد الطفلة الذي وصف حالة الوالدة قال لقد اصيبت والدة نور بحالة من الذعر والاضطراب نتيجة للموقف فهي من جهة تسمع
ابنتها تبكي وتناديها ومن جهة أخري لم يستطع أحد من الموجودين العثور عليها أو حتي تحديد المكان الذي يأتي منه الصوت وهنا كان
الموقف كمن يتعامل مع الأشباح قد يشعر بوجودهم ولكن لا يراهم ولا يستطيع تحديد مكانهم.
موقف إنساني
بكاء الطفلة وصوتها المتقطع الذي يأتي من بعيد ترك أثره في نفوس الموجودين الذين هبوا بدورهم للبحث عن الطفلة بعد أن شكلوا
ما يشبه فرق البحث توزعت بين أدوار المستشفي والممرات والردهات وحتي غرف الأطباء ودورات المياه وغيرها ولكن بدون جدوي..
اللافت هنا هو الموقف الإنساني الذي جمع الموجودين للبحث عن الطفلة وهم جميعهم لا يعرفون عنها شيئاً سوي اسمها ومواصفاتها
التي ذكرتها الوالدة وانطلاقا من ذلك بدأت رحلة البحث عن الطفلة الضائعة ولكن بدون جدوي، الأمر الذي استدعي تدخل الدفاع المدني.
عملية بحث
وبما أن الطفولة نواة الشخصية فان ما حصل مع نور ليس بالسهل ولن يمر مرور الكرام وهو ايضا ما يستدعي اهتمام مؤسسة حمد الطبية
بمعالجة الآثار النفسية التي خلفتها تلك الحادثة علي نور طبعا إلي جانب علاج الآثار الجسدية ايضا وهنا يسرد جد الطفلة الحادثة
ويقول تشكلت فرق بحث من الموجودين بشكل تطوعي وذهبنا للبحث عن نور في كل أرجاء المبني بعد أن انقطع صوتها وتدخل رجال
الأمن وبدأت عملية البحث التي استمرت لمدة ساعتين وجدت بعدها الطفلة مغشيا عليها بعدما تعرضت لكسور في يديها وكدمات في وجهها.
أما عن مكان وجود الطفلة فيقول الجد لقد ظنت الوالدة منذ البداية بان ابنتها في مكان ما من المصعد لان صوت نور كان يأتي من هناك
وبناء عليه ذهبت إلي المصعد وفتشت فيه عدة مرات ولكن لم تجد شيئا ويقول الجد قامت الام بالطلب إلي الموظف المسؤول عن المصعد
بإيقافه والبحث عن الفتاة لكن ذلك لم يتم واستمر المصعد صعودا ونزولا دون أن يأخذ برأي الام أو علي الأقل بغريزتها التي لا تخطيء
أبدا خاصة عندما يتعلق الأمر بفلذة كبدها.. طبعا الأب والام في هذه الأثناء كانا في حالة متقطعة من الإغماء نتيجة ما ألم بهما بينما
لم يدخر عناصر الأمن أية وسيلة في البحث عن الفتاة وهم حسب وصف أهل الفتاة قاموا بدور كبير في البحث عن الطفلة وإيجادها.
في الأثناء طالبت الوالدة من الموظف فتح المصعد والتأكد من وجود الطفلة فيه من عدمه وبالفعل قام الموظف بفتح المصعد ليتبين أن
الطفلة موجودة في قاع المصعد مغشيا عليها وهي تعاني من كسور في اليدين وكدمات في الوجه.
جد الطفلة ختم حديثه للراية بالمطالبة بضرورة فتح تحقيق بالحادثة وتحديد المسؤول ومعاقبته ,خاصة وان والدة الطفلة طالبت بفتح
المصعد علي اعتبار أنها سمعت صوت ابنتها يتردد من المصعد ولكن يبدوا أن أحدا لم يستجب لطلبها كما يقول جد الطفلة نور , الأمر
الذي آخر في إنقاذ الطفلة التي بقيت في قاع المصعد لمدة ساعتين بينما كان المصعد يعلو ويهبط فوقها.
يشار إلي أن قيادات مؤسسة حمد الطبية وجهت علي الفور بضرورة تقديم الرعاية الطبية اللازمة للطفلة واعدة الأهل بفتح
تحقيق بالحادثة ومعاقبة الموظف المسؤول.
51:مع تحياتي للجميع51:
