لا يصير دمك ثقيل...
لا يصير دمك ثقيل...
ركب سيارة صاحبه .. فكانت أول كلمة قالها : لا تزعل يا صديقي !! ولكن سيارتك قديمة جدا !!
فماذا كان سيحصل لو انه قال ما شاء الله على سيارتك فعلا سيارة قوية وان شاء الله تشتري الاحسن منها
وعندما دخل بيت صاحبه .. رأى الأثاث فقال : ما هذا .. ما غيرت أثاثك ؟!
ماذا سيحصل لو قال له ذوقك بتاثيث البيت رائع وراقي جدا
ولما رأى أولاده .. قال : ما شاء الله .. حلوين .. لكن لماذا لا تلبسهم ملابس أحسن من هذه !!
ماذا سيحصل لو لم يتكلم هذا الكلام قد يكون هذا الرجل لا يملك المال الكافي لشراء الجديد دائما لأولاده
ولما عاد إلى البيت قدّمت له زوجته طعامه .. وقد وقفت المسكينة في المطبخ ساعات .. رأى أنواع الطعام مما لذ وطاب فقال :
ياااا الله .. لماذا ما طبختي رزّ ؟ أوووه .. الملح قليل ! ما أشتهي هذا النوع !!
ذهب الى السوق دخل محلاً لبيع الفاكهة .. فإذا المحل مليء بأصناف الفواكه ..
فقال : عندك اناناس ؟ ... قال صاحب المحل العجوز : لا يا ابني فأن الاناناس غالي والناس هنا لا ياكلون هذه الانواع لغلاء اسعارها
فقال : عندك بطيخ ؟ قال : لا ... فتغير وجهه وقال : ما عندك شيء .. ليش فاتح المحل ! وخرج ... ونسي
أن في المحل أكثر من أربعين نوعاً من الفواكه ..
نعم .. بعض الناس يزعجك بكثرة انتقاده .. ولا يكاد أن يعجبه شيء ..
فلا يرى في الطعام اللذيذ إلا الشعرة التي سقطت فيه سهواً .. ليجلس وينكد عليك يومك ويزعجك وكأنه سقط نيزك في الاناء فتقوم القيامة ويتهم الزوجة المسكينة بالتقصير وبعدم النظافة احيانا
ولا في الثوب النظيف إلا نقطة الحبر التي سالت عليه خطئاً ..
ولا في الكتاب المفيد إلا خطئاً مطبعياً وقع سهواً ..
فلا يكاد يسلم أحد من انتقاده .. دائم الملاحظات .. يدقق على الكبيرة والصغيرة
من كان هذا حاله عذب نفسه .. وكرهه أقرب الناس إليه واستثقلوا مجالسته.. لأنه لا يقيم لمشاعر الناس اعتباراً.. يجرحهم بكل سهولة ولا يعتقد أنه قد أخطأ بشيء!..
احرص على انتقاء كلماتك مع الآخرين.. كما تنتقي أطيب الثمر والورد ... ولا تجعل كلامك سهاماً جارحة
فيكرهك الناس..
كن نحلة تقع على الطيب وتتجاوز الخبيث .. ولا تكن كالذباب يتتبع الجروح !!
تقبلوا ودي
اخوكم
الحيــــــ ـــــدري