مقتطفات من كتاب ..اوراق الورد
... قلت وقالت
قالت له: اغضب ما وسعك من الغضب وما وسعت منه,فإن غضبك هو نفسه مقاييس الرضا! ألم تر إلى الحريق في البرق والى الصواعق في الرعد, أذاك من امتلاء السحاب بالنار أم من امتلائه بالماء؟
سألها مره: ماذا يقول البحر لو سقطت فيه دمعه من مهجور؟
فقالت انه يقول : إنسان أحمق أو مخبول يحاول أن يجعل له بحراً من قطرتين..
قال: أراك يا فيلسوفتي لا تفهمين لغة الوجود!
قالت : فما أنت ترى؟
قال : أنه يقول عندئذ: تباركت يا رب ! أنا الجبار المالئ ثلاثة أرباع الأرض ماء,
قد آلمتني دمعة محب متألم,فهل هو يحمل ثلاثة أرباع الهم في الأرض؟
أنت فيّ وأنا أنظر بك إليك, هذه هي المشكلة التي جعلتك لغزأً لا حل له,فما أقرب الحب من العبادة,ما دام هذا الحب هو تجلّي نفس في نفس, وما أشبهه بدين فيه الجسم الجسمَ,فالمعشوق حالة متألهة معبودة, والعاشق حالة أخرى متولهة عابده!
ما وقفت أمامك مرة يا حبيبتي إلا قلت في نفسي:من هنا يبدأ ما لا يدرك...
...
فلسفة المرض
وبهذا يكون الإنسان دائما في حاجة إلى بعض الأمراض,لا ليمرض ولكن ليصح,إلا أنواعا من أساليب الموت تسمى أمراضا لاحيلة فيها....
فكأنما تطوف الأمراض في هذا العالم لتصلح نواحي الانسانيه فيه,فتضعف الحيوانية,وتكسر شر الهوى,وتكف طغيان المال عن النفس حتى لا شهوة فيه ولا قوة له و لو جمعوا ما أصلحته الأديان والقوانين من أحوال النفس وطباعها, ثم ما أصلحته الأمراض منها ..........إن الميكروبات السابحة في الهواء كالأملاح الذائبة في البحار, لولا هذه لتعفنت الأرض ولو لا تلك لتعفت الانسانيه.
لـ مصطفى صادق الرافعي
تحياتي
