مقاعد الزمن...
مقاعد فارغة
تلك المقاعد الفارغة التى خلفها اناس كانت الحياة لها طعم ولون ورائحة بشغلهم اياها
تلك المقاعد التى تئن انتظارا لراحليها
تحمل بين كل زاوية بها ذكرى تؤرق فقدها لمن تشاركوا معها الالام والافراح
اناس عبروها كالفراشات حاملين باجنحتهم نور وفرحة
مقاعد بللها دمع المطر من سماء جعلوها سطورا يرسمون عليها اوجاعهم
واسراب طيور مهاجرة تعود من هجرتها لتتساءل اين هم ... اين رحلوا
تجيبهم السماء بما حملت من الغائبين حروف تتشرها فى الهواء كفراشات نور
حروف رسمت على شفاههم ولم ينطقوا بها يوما
حروف هنا وهناك فقدت التغيير والتعبير فتتساقط كالامطار
تتشربها الارض العطشى ... فتصبح كأنها لم تكون
وتضيع الرسائل وتضيع الحروف.
مقاعد ثابتة
هناك بتلك المقاعد مازالوا اناس يتمسكون بها يحاولون الثبات عليها
لا يميلوا لجرح نازف ولا الي هجير مصطنع
يخلفون وراء اكتافهم رماد احتراق قلوب من احبوا
يغرسوا بذورا يُحصد بها املا جديدا لهم يحيوا بها ما تبقى من العمر مع من احبوا
اقترابهم وعدم فراقهم
مقاعد وهمية
صورا ملقاه على تلك المقاعد الفاقدة للحياة
صورا ذبلت كما الزهور حولها ماتت
أُهملت كأعتقاد دين الخارج عنها كافر
يلقى به الى الهاوية
وضعوا اصحابها الاماني والدعاء على منصة السماء
ناظرين اليها طالبين من الله العون دون عناء
مقاعد شفافة
تتصاعد ارواح صاحبيهاالشفافة التى ابت ان تبقى وسط زحام آثام البشر
استيقظت من مرقدها على احلام واهية ... كاذبة
سرابا كانت او حقيقة لا تلتفت اليها الان
فقط كل ما تتذكره انها تمنت ان تحيا بها ساعة او دقيقة لما تبقى من عمرها
وتتلاشي العمر الذي يحبو كطفل صغير يحاول اكتشاف حقيقة الاشياء من حوله
يتحسس الوجود والقلوب بأطراف انامله
يضعها امام رؤياه وكأنه يكتشف سرا جديدا بذاته لذاته
ونحن
نحن
نكتشف زوايا بانفسنا خبأنها عن الاعين
ادخرناها لنا
لنأتي يوما نوقظها من ثباتها
لنتنفس
ليعلو صدرنا بها شهيقا وزفيرا مكتشفين الحياة من جديد
غير مكترثين بتلك المقاعد جميعها التى خلفوها وراء ظهورهم من احتجنا لهم بحياتنا
ولم يعيروا لحاجتنا لهم اهتماما
ونسير بنهاية الدرب بوحدة مقهورة
تاركين لافتة معلقة بالسماء
حتى لانلتفت بحنين اليها مرة اخرى
لونت بأحرف مبتسمة وانامل بالم تخطها
من لا يفهمني فى صمتي لن يفهم صوتي
