امرأة على الورق
غريبة هي قصتنا... كيف ابتدأت..؟
رجلٌ يبحث عن امرأةٍ لم يحدد لها ملامح
أو تصرفات يومية..
صنعها من خياله
كانت تعيش في تأملاته اليومية
امرأة من بنات أفكاره
مضى الزمان وهو يرسم ويخطط لهذه المرأة
على أوراقه المبعثرة أمامه...
كانت امراة من وحي الخيال ،
خرج في يوم من الأيام
فإذا بهذه المرأة
التي طالما حلم بها ورسمها على أوراقه
موجودة أمامه على ارض الواقع
تمارس لعبة الحياة بأدق تفاصيلها...
فقلت: حتما هذه معجزة
كيف لامرأة رسمت على الأوراق ان تصبح حقيقية ؟
تمارس حياتها الطبيعية بجميع تفاصيلها
فأدركت حينها إني أعيش في زمن المعجزات
التي غالبا ما يحققها متأخرا
مررت الأيام وإنا أراقبها عن كثب
أسجل تصرفاتها
فلم أجد أحلى من الابتسامة المرتسمة على شفتيها
وبراءتها
وسحر عيونها
هل كنت اعشق طفلة؟
أم فاتنة العصور العتيقة؟
يا لسحر عينيك اللتي أبحر فيهما كل يوم
إلى جزر لم تكن موجودة على الخارطة
كنت دائما احدث أصحابي عنك فقالوا لي هل تحبها ؟
وألزم السكوت عن الإجابة !
لينطق الصمت ويقول
إنا رجل تائه
حائر بكلماتي
رجل يحب ويعشق بكل جنون
قالوا: لي لما لم تصارحها بحبك
فقلت لهم لقد تعدينا هذه المرحلة
لقد قلنا هذه الكلمة ألف مرة
بابتسامة ما
أو نظرة بريئة
من خلال تأملات وصمت يقول الكلام بطريقة نجهلها
وبفصاحة لا يستطيعها اللسان...
كنا نقولها كل يوم...
كل يوم...
فماذا افعل ..؟
وإنا رجل لا يجيد العشق إلا على الورق
ولا يستطيع الكلام
على الرغم من كل البراكين الثائرة داخلي
ماذا يا ترى سيحدث لو قلت لها احبك..؟
كي اخفف من همومي وحزن قلبي
سأكسر الصمت وانطقها
احبك.....
احبك...
ولكن متى
عندما حتمت الأيام على فراقنا
ولم يكن لنطقها فائدة..!
