[url=http://up.3raq4all.com/]http://up.3raq4all.com/uploads/dec11/13232696851.jpg[/url]
بســــــــــم الله الرحمن الرحيم
كل من اطلع على واقعة الطف او سمع بها او قرأ عنها ينذهل لما حصل فيها ... فهي المصيبة الراتبة التي خلدتها الانسانية عبر اجيالها المتعاقبة و انحنت امامها النفوس والارواح.
ولـــــكن هنالك تسأول ربما يطرحه البعض مفاده ... لماذا هذا التكرييس غير المتناهي لمعنى و حقيقة المظلومية الذي اتبعه الامام الحسين عليه الســــــــــلام في كربلاء , بل ابعد من ذلك فقد يذهب البعض الاخر الى القول " لمــاذا كربلاء وواقعتها اصلاً ... فكان يمكن للامام الحسين عليه الســــــــلام ان يتبنى حلاً او توجهاً اخرى يجنبه المواجهة العسكرية التي انتهت به و اهل بيته عليهم السـلام الى تلك الفاجعة الاليمة؟؟
و رغم اننا لا يمكن ان ندرك التخطيط المعصومي لشخص الامام الحسين عليه الســــــلام الناتج من تكليفه و وظيفته الالهيه ... الا انه بالامكان ان نلتمس ثمار هذه النهضة المباركة التي عبأ لها الامام الحسين علية السـلام كل الامكانات و سخر لها كل الظروف لكي تكون بهذا النتيجة.
و من هنا لا يمكننا ان نتصور نجاح ثورة بهذا الحجم و امتدادها في الضمير الانساني مالم يكن الامام الحسين عليه السلام على هرم هذه الثورة .. ويبرز هذا المفهوم واضحاً من كلامه سلام الله عليه حينما قال " ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني" فهو يعلم يقياناً بان استقامة الدين و تحقيق الهدف الاسمى من هذه النهضة تتوقف على ان يجود بنفسه الزكيه سلام الله عليه ,
فلم يتونئ قيد انمله في الجود بنفسه الطاهره بل زاد عليها بان قدم اهله بيته و عياله قرابين على هذا الخط و هو يحتسبهم عند الله الواحد تلو الاخر و يقول " اللهم ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى "
لقد اوغل الامام الحسين عليه الســــــلام في بيان المظلومية حتى وصل به الحال ان يقدم رضيعه ابن الستة شهور امام القوم الذين فقدوا حتى صفة الانسانية , و هو بهذا الحال يعريهم امام الناس و التاريخ و الاجيال بعد ان تلبسوا بلباس الاسلام و الاسلام والانسانية منهم براء. اما الامر الاخر فان تكريس المظلومية تزييد من شدة التاثير وتكسب النهضة الوهج الذي لا ينبض بتقادم الايام و السنين. وهذا عين ما لمسته البشرية في ثورة الحسين من روح التجدد و غضارة الافكار و ثبات الموقف.
كل هذا و غيره الكثير ما كان له ان يكون لولا كربلاء الحسين و ثورته الخالدة التي حفظت لنا الاســــــــــلام و قيم الانسانية النبيلة.
فالسلام على الحسين و على علي بن الحسين و على اولاد الحسين و على اصحاب الحسين
