كلمات على طاولة البكاء
*دعيني أبكي ..
ودعي دمعي ينهل ُ عليك ِكالمطر ِ
من رأسك ِ حتى أخمص َ قدميك ِ
فكل قطرة ٍ منه صغتُها جوهرة ً
وسميتها بأسمك ِ
مقدما ً إياها قرابين لفرحك ِ
دعيني أبكي ...
عَل َّ بكائي يُخفف ُ شيئا ً من حزني
عله ُ يزيح عن كاهلي ثقل َ أيامي
*حبيبي لاتبكي ..
فالرجال ُلا يبكون
وإن بكوا فبكائهم غيم ُ صيف ٍ يتلاشى
عند هبوب الرياح
وعند انتهاء ألأحزان
*بكائي ليس َ ضعفا ً أو هوان
وإنما هو حمم بركان ٍ في داخلي يسمى الحنان
فإن تفجر َ لايوقفه ُ كبرياءٌ أو عنفوان
تلمسي دمعي ..تجدينه ُ دافئا ً كدفء إحساسي لك ِ
تجدينه ُ ناعما ً كنعومة قبلاتي على شفتيك ِ
منسابا ً كالشلال ِلحظةعناقنا على خديك ِ
*أنت َ تؤلمني رغم ألمي
وتفتح جروحا ً حاولت ُ أن أُلملمها
في حقيبة ذكرياتي
تمزقت الحقيبة وتبعثرت جروحي
مرة أخرى في أرجاء حياتي
*صراخ ألمَك ِفي جسدكِ
صداه ُ يرتطم ُ بجدار روحي
تتصدع الروح وتحلق في مدارات بلا أسماء
كأنها تغادر أسوار جسدي حيث ُ مثواها في جسدك ِ
*رغم َ تلاطم أمواج أنفاسك مع أمواج أنفاسي
رغم َ حنان قبلاتك ِ على شفتي َّ
ورغم كلماتك َ الجامحة المنطلقة ِ بكل عنفوان
تزداد بعدا ً بيننا المسافات
لنتقاسم ألآهات
*هاتي يديك واحضني كفي َّ
اختصري المسافات بين عينيك ِ وعيني
تنسمي عطري واجعليه بساطا ً سحريا ً إليك ِ ينقلني
لأستقر في أحضانك ِ طفلا ً في ثياب رجل ٍ
تعلم البكاء وهو يبكي
*ها أنت َ تغريني بالبقاء
وجدارا ً أنبنى بينك َ وبيني
لا تحطمه ُ معاول دموعك ودموعي
لا يذيبه ُ انصهار شموعكَ وشموعي
ولا تعيده إلى عدم الوجود صلاتُك َ وصلاتي
*الجدار بدأت ُ أتحسسه ُ كأعمى
الدمع الموغل في عقر عينيك ِ
لخنق كلماتي القادمة إليك ِ يدعوني
وخديك ِ الشاحبين يخجلان لرؤيتي
راجين َ قبل الأوان ِ وداعي
*دع دمعك َ وكلماتك َ وديعة ً عندي
ألملمهم مع ذكرياتي في حقيبتي
ولنودع عناقنا في لحظات ألاشتياق ِ
*هاهي ماتبقى لي من كلمات
أسكبها على طاولة البكاء
أقدمها ممزوجة ً مع الدمع ِ في كأس الوداع
لكن حبيبتي أُعلمَك ِ أخيرا ً
إن الجنون سيصيبني سواء أفترقنا
أو بقينا معا ً....
أدار كل واحد منهما ظهره ُ للآخر .... ليحتسيا كلماتهما من كؤوس ٍ صنعتها لهم ألأقدار ....!!!!!!!!!!؟؟؟