عندما تتجمد الأحاسيس
عندما تتجمد الأحاسيس ,تلتهب ثورة النفس,ويطغى هيجان الضمير,يسود الصمت ويتسع نطاق السواد ,يجف دمع العين ويتوقف نبض القلب,تختنق الأرواح وتتأزم الأنفاس...............
عندما تتجمد الأحاسيس,تذوب الحياة كالشمع ,ويحترق لمعان الأعين كفتيلها,فيقل الشهيق ,ويطول الزفير,معبرا عن الهم و الأنين........
عندما تتجمد الأحاسيس,تنقلب الأقدار ,وتضيع الآمال , علة تصبح الأحلام , ودما شقائق النعمان
عندها..................تزهر الأنانية وتخضر كنبت الربيع ,تنمو أشواك الحقد ,وعلى تلك المساحات الشاسعة يطغى الفساد , فتتبدل ألوان الحياة وتنعكس عقارب الساعات , تلهو بها برودة الجماد ......................
تكسو أنصع الثلوج أقتم العواصف ,تطغى على اطهر الأمطار أقصف الرعود,وتبتلع أمواج البحر الغاضبة زهور الحب الحمراء..........
وفي عز هذا الانقلاب ,تحيا ولا تدرك مرارة ما تعيش ,فتمضي الساعات و الأيام , تراها كسائر الأعوام ,لكن ؟؟؟عندما تدركك السنين وتأكل من حياتك عقود,تنظر كم جرى بك الزمان ,عندما يأكل نهارك السواد,ورأسك البياض ,تجلس تسجل التاريخ للأحفاد ,هناك تجف الأقلام ,وتمحى السطور ,تلك رياح الحياة تهب لتأخذ سود المذكرات ........
عندها تسترجع أسطورة الحياة الزائفة , وتفتش عن الأسباب الهائمة فتدرك كم قست عليك الأقدار ,جعلتك جبلا من الصخور ومدا من الجماد ,هناك تدرك أنك كنت ميتا بالحياة يطوف هناك تدرك معنى الوحدة تدرك معنى ماعشت ,معنى الحياة والممات.......
هنا فقط تدرك كم اضاعتك الحياة