شهور وقد عانى الفؤاد ما عاني
وتبصرت العيون وما أبصرت أنا
شهور وحب مدفون في ليالي الدجى
ما باحت بحب ولا سقم ولا هوى
شهور والدمار على مدني قد استولى
وتفنيني ذكريات وما الحب من لبي تفنى
وها أنا الآن أضع صورة الحسن في مخيلتي
وارتسم بها مناظر طبيعية
فرأيت فيها شعراً كالشلال تنزلق على العاج
ومثل تبرق كعذب الينابيع
رأيت فيها رموش ليست برموش
أنها سيف فارس مغوار
وجبين كالسهل الأخضر المنبسط
أردت أن ازرع فيها الورد
فوجدت الورد في شفاهها تتسابق لها الفراشات
فتمنيت أن أكون إحدى الفراشات
لمحت في خدودها اللؤلؤ المكنون
وبقايا زهور وردية نثرت فوق اللؤلؤ
فنظرت إلي وقالت ..
ما بال العاشق الولهان يفتتن بي ؟
قلت لها :
أليس العاشق في هواكِ مسجون في هواكِ ؟
الستِ السجان والقاضي والدفان ان مت في هواكِ ؟
فقالت بلى ..
فقلت لها :
ائذني لي أن أتغزل في جمالكِ ملكتي
واركع لحسنكِ فما حسنكِ إلا ما صنعه ربي
سيدتي وملكتي ..
هل لي أن أقول لكِ إن الجمال في عيناكِ ليست بجمال؟
بل إنها فاقت الجمال فمالها من عنوان ..
سيدتي أليس من مات بالعشق شهيد ؟
قالت بلى وربي صدقت ..
فقلت لها :
أتمنى ان اموت بين اناملك لتغمضِ لي جفن
فقاطعتني فقالت ..
يا مجنون ما قتلك ألا الهوى ... فهل أنا كنت الهوى ؟
فقلت ..
يومها أولد من جديد ..
وها أنا اصرخ .. أنتِ الهوى ودونكِ في الوغى
انتِ الهوى ودنكِ انا في الثرى
انتِ الهوى ودونك لن أرضى
انتِ الهوى وفيك القلب بالحب تجنى
انتِ الهوى وقد صار القلب بهواكِ يدمى
أنتِ الهوى وما الهوى الا للحبيب الأولى
فقالت ..
ما بالك وأنا لست بالأولى ؟؟
فقلت ..
في يوم حبكِ كان يومي قد بدء
وحين لقيتك كان الشمس قد بزغ
وحين أغمضت جفني رأيت في شغف قلبي
فقالت :
أيا ليت شوقك بالقلب سرى
وزاد حرقته في العين فأبكى
يا خليلي .. ما بال الحب في أغلالك سرى ؟
وما لك والهوى ؟
أن الهوى فتاك بحياة الفتى
ومصيبة في الحياة وبلوى
فقلت :
إن كانت تفتك بي .. فانا فديت الروح لكِ فدوى
وان كانت مصيبة .. فانا في حيرة من أمر جللا
وان كانت بلوى .. فالروح اعتراه الهم والغم والسلوى
فأنشدت لها :
فيكِ الليل سهر واسهر النجوم
وفيك الورد تفتح على وجنتاكِ
والنور أشرق على وجهكِ
ففيكِ الأقلام ما ملت من الرثاء
وفيكِ الشطآن تموجت على عبراتكِ
فانظري في شأني سيدتي .. فأنا المتيم فيكِ والمفتون بهواكِ
فقالت :
رفقاً بي خليلي ما انا بذات الصبوة
ولا انا أتحمل الغزل فترتخي أوصالي
وتهيج قلبي وتتقاتل بداخلي العشق
فلا تتعشق بي فاني لك راجياً
ان تكف عن قلب لم تذق هذا الكم من الهوى
رفقاً بي رفقاً
فقلت :
ثنايا الزمان أوردتني
وبقصورها أفنتني
وبأحلامها قتلتني
فانا من بهواكِ غلت معاصمي
ومن يعشقكِ كأنما نال جنان الدنيا
فأنتِ الدنيا بسمائه وسهوله ووديانه
فقالت :
اشرف علي يا حبيبي
ما عدت في هواك أتحمل المراثي
فاعطف علي قليلاً سيدي وحبيبي
فأنا أعلن استسلامي في هواك
فقد ذابت حروفي في بحر وجدانك
وتاهت مشاعري في عبق ريحانك
فاقبل الي سيدي وخذني بعطفك
واسكني في رحاب الرومانسية
واسقني من ودادك روع الخلود
واحرقني في نار لوعتك
وأغرقني في عذب همساتك
فقلت لها :
ما كنت يوماً أهوى .. واليوم من جلمودكِ هويت
وما كنت يوماً أشقى .. واليوم في ودادك شقيت
وما كنت يوماً أنوح .. واليوم في حبك الفرحة بكى
فتعالي إلي بين أضلاعي
تعالي إلي بين أوجاعي
تعالي إلي في ألهامي
تعالي ألي حياتي .. انتِ فيها الندى وانتِ فيها اللظى وانتِ فيها الهوى وانتِ فيها الغرام ما سبق وما تقدم
لتكونِ تاج النساء ..وسحر الفاتنات .. ومعبودة قلبي الذي ذاق الهوى ..
::51::::51::::51::::51::::51::
a.m
