][][][.. و أسـْـمَع ُ أصـْـوَاتـاً .. ! ][][][
شيء ٌ كأنه يتفتت !
..... يتطاير !
...... يرتطم بكل الجدران !
و تبعثرها الرياح الـ عاتية في ظلام ٍ شديد السواد !
هكذا كانت خيالاتي تبحر بي كلما أسمع تلك الأصوات المريبة !
سئمت البحث عن موطنها ..
من أين هي قادمة ؟!
لم أكن أدرك أنها نبضات قلب ٍ أعيته انهزامات المشاعر الحبيسة !
و لم أكن أدرك أنها أصوات أنين الدمعة التي تأنف أن تنزل لتفضحني !
:
:
.. و أسـْـمَع ُ أصـْـوَاتـاً .. !
تشجيني ..
نداءات لأرواح ] .... مـأسورة ...
http://www.kuwaitup.net/up/uploads/6751-7902-6916.jpg
:
:
تعالي .. تعالي .. أنـا أسمعك !
لا تبتعدي كثيرا ً ..
لا تسكبي الود ّ الذي كان ..
لا تبعثريه ..
اجمعيه .. اجمعيه ..
قلبك ِ الصغير الذي شَمَخْ ..
لا تمزقيه ..
بكسر ِ زجاج الهوى لا تجرحيه !
عودي ..
أنا أسمعك ..
يا نبض " داعية " أحببته ..
و يا شذى " دعوة " تذوقته ..
:
و أسـْـمَع ُ أصـْـوَاتـاً .. !
هي أصوات الضمير في حسك ..
فلا تتجاهليه ..
لا تتجاهليه ..
:
يا زهرة الروض ِ عودي ..
لا زالت مقلتي ّ تترقب الأفق القريب .. علّ خيالاً منك ِ يشرق ..
و عل ّ روحا ً منك ِ بعد هبوط ٍ تحلق ..
و أسـْـمَع ُ أصـْـوَاتـاً .. !
هي أصوات الحب الذي كان .. بيننا ..
فلا تقتليه .. و لن أقتله أنــا ..!
:
لا تصدقيهم ... هم لا يحبونك ِ
لا يحبونك ِ .. !
يا زهرة الروض ِ عودي ..
و إن تطاول العهد الذي ربطنا به حنايانا ..
فالحب إن صّدقَ سمـا ..و ... نما ..
:
:
و أسـْـمَع ُ أصـْـوَاتـاً .. !
أصوات أنفاس " داعية " تكاد تغوص في بحر النت لترتوي ..
فإذا هي عطشى .. تبتعد .. تغرق .. تغرق .. !
http://www.kuwaitup.net/up/uploads/4961-9344-9588.jpg
و أسـْـمَع ُ أصـْـوَاتـاً .. !
تعاتب بلا شفقة !
و تتهم بلا دليل !
و تدعّي الحب !
و أسـْـمَع ُ أصـْـوَاتـاً .. !
بل صدى أصوات ... من بعيـــــــــــد
و ترمينا بأوهام الجفاء !
كانوا يقولون أنهم يحزنون لنا ..
يبكون معنا ..
يمسحون دمعنا ..
يضحكون لأجلنا .. و بنا ..
و الحقيقة ملطخة بالرماد !
بل مع أحزاننا يزيدوننا حزنا ً بالظنون !
و بصدى " صمتهم " يتهموننا ... بالسكوت !
و أسـْـمَع ُ أصـْـوَاتـاً .. !
تبكي فقد الأحبــة ..
تناشد في الليل دعوة ..
و تسكب في السجود دمعة ..
ثم ..
لا ترضى من باقي البشر مشاعر تشبه مشاعرها ..
ولا ردود فعل .. توازي رود أفعالها ..
و لا تسمع إلا لنفسها ..
و يقولون .. نحب ّ .. و نحب ّ !
أي ّ حب ٍ يرمي بشباك الألم ؟
و أي حب لا يشعر بنبض من أحب ّ ؟!
و إن رحل و رحل ..!
و أسـْـمَع ُ أصـْـوَاتـاً .. !
كانوا يقولون أنها أصوات جنونهم بوجودنا ..
و أنينهم لفقدنا ..
و ما سألوا عن سبب الغيــاب ..
أهي سراديب دنيا و أقدار ... أم مجرد غيــاب !
و أسـْـمَع ُ أصـْـوَاتـاً .. !
مؤنسة ..
محبة ..
مبهجة ..
تترنم بصدق الشعور
و تزيدنا فوق أفراحنا أفراح و سرور ..
و أسـْـمَع ُ أصـْـوَاتـاً .. !
من قلوب لا تحمل إلا همة عالية ..
و أرواح تأبى أن تكون إلا في سماوات الفضائل محلّقة ..
إن اقتربنا .. زادونا وهجا ً و قوة في الدين ..
و إن ابتعدنا لم يزدهم البعد عنا إلا دعوات في ظهر الغيب ، و ذكـر ٌ حسن ،
و أمـلا ً باللقاء في عليين ..
و أسـْـمَع ُ أصـْـوَاتـاً .. !
هي أصوات الضمير الحي في داخلها .. تناشدني : " كيف أعــود " ..؟
الطريق أصبح موحش .. مخيف .. مرهق !
قلت لها : حبيبتي ..
أما قرأت ِ سكْبَ طبيب القلوب في فوائده ؟
أما علمت ِ أن مشقة طريق العودة لها لذة ؟
بل لطريقك مصباح وهاج .. هو الصدق في الطلب ..
فصببت ُ على مسامعها سكب " ابن القيم " إذ ّ قـال :
( إنما يجد المشقة في ترك المألوفات و العوائد من تركها لغير الله !
أما من تركها صادقا ً مخلصا ً من قلبه لله فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أو وهلــة
لـيـُـمْـتَحنْ أصـــادق ٌ هو في تـركها أم كاذب ، فـإن صَـبـَـر على تلك المشقة قليلا ً استحالت لـذة ).
الفوائد / صـ 199
:
و أسـْـمَع ُ أصـْـوَاتـاً .. !
هي أصوات أنسها و انشراح قلبها ..
فقد أيقنت أن الرب لها ممتحن ..
و عليها أن تصبر .. لتعود .. وتنطلق .. و تحلق من جديد ..