النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: تباً للبكاء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    بقلــــزوجي ـــــب
    العمر
    33
    المشاركات
    29,629
    المزاج
    In Love
    معدل تقييم المستوى
    85

    افتراضي تباً للبكاء

    تباً لــلبكاء... !قوتنابعــــــــــــــــــقلناوفـــــــــــــــــــ ـــــــكرنا وضـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــعفنا كأنه انفعالنا
    بدمعةٍ لا نرتقي لمطلبٍ وإنما بجمعنا مصيرنا


    كتاباتنا وقصائدنا وأغانينا كلها بكاء.
    مسرحياتنا دمع وقهر وشقاء.
    قصصنا ورواياتنا مآسي وويلات وعناء.
    مقالاتنا لطم بالكلمات على صدر السطور وظهور الأوراق ورأس اليراع المسكين بلا انتهاء.
    فهل عندنا قصيدة تبتسم أو مقالة تبشر بخير أو رواية تهدف إلى غاية إنسانية سامية فترفعنا إلى مستوى خيال مبدعها وتبعث فينا الرجاء.
    وهل لدينا قصائد ذات قيمة حضارية وثقافية بعيدا عن أساليب النواح والندم والدموع والتغني بماضي الأمجاد المرهونين به إلى حد البلاء.
    هل...وهل.......
    وكل مرة تحصل مأساة نعيد ذات الكرة من غير أن نتعظ أو نتفاعل مع التطور الجديد بعقلية أخرى بقوة وكبرياء.
    عندما يبكي الإنسان يبكي المحيط حوله , وعندما يبكي المجتمع فأنه يستجلب كل المبكيات ودواعي الضراء.
    وهذا الإنسان في غزة يحترق ويشوى في تنور المأساة وما استطعنا أن نقدم سوى الكلمات الباكية والتصريحات التي اعتدنا عليها من قبل , فلم نقترب بعقلية جديدة من مشكلة تأصلت في حياة العرب على مدى القرن العشرين , ولا زالت تراوح في مكانها وتتفاعل أطرافها من أجل المآسي المتفاقمة.
    ويتوافد إليك بريد من الدموع يريدك أن تبكي وتنوح وتسخر قلمك من أجل أن تتعاظم مسيرات البكاء واللطم على الأطلال والبحث عن الأغلال , وتتساءل هل ينفع البكاء في زمن صار العقل فيه قوة والمعرفة عنوان للعزة والكرامة والقدرة والنماء.
    تتساءل هل تبكي المجتمعات المتقدمة مثلما نبكي , وهل هي مشغولة في تطوير المآسي مثلما نفعل , أم أنها منهمكة في الجد والاجتهاد والتفوق على يومها , والتسابق مع زمنها وغيرها وتثقيف المجتمع وتزويده بالوعي والمعرفة , لكي يكون قوة فعالة ومؤثرة في صيرورتها الصاعدة نحو السماء.
    أيها الناس ...
    الحياة لا تصنعها الدموع والهتافات التي تصرخ بالهواء , ولا تؤسس لها مسيرات اللطم المليونية الجبارة التي تريد أن تندحر بالأجداث وتسير في الظلماء.
    الحياة تؤسسها قدرات الجموع المتفاعلة في أي مجتمع يسعى لتحقيق مصلحته الجماعية الوطنية وغيرها , وعندما تكتشف وسائلها المناسبة من أجل إطلاق ما عندها من القدرات الإبداعية اللازمة للبناء , وصناعة مجد الحياة وقوة المستقبل وقاعدة الرقاء , وتفاعل الأجيال بكل طاقاتها وما عندها من أفكار ومفردات إبداعية قادرة على الانطلاق في دروب المستقبل الشماء.
    فلن تمنع ما يحصل في غزة كل الدموع والمظاهرات والتصريحات والاجتماعات والقرارات, ولن توقف سفك الدماء الكلمات المنفعلة هنا وهناك , فلا بد من عودة إلى العقل ورجوع إلى التفهم الواعي لمعاني القوة والتقدم والتفاعل المتكافئ مع المجتمعات, وأن نفكر بما فينا ويما ينقصنا , وأن نستحضر أسباب البناء الصحيح الذي يوفر لنا فرصا للتقدم الجدير بالبقاء والقوة والبناء. يجب أن نبحث عن مفردات القوة ومعانيها فينا, فالقوة لا تأتي من خارج المجتمعات , وإنما هي طاقة كامنة فيها عليها أن تعرف كيف تفجر ينابيعها وتستثمرها من أجل عزتها وكرامتها .
    قال قس بن ساعدة المتوفى سنة 600 ميلادية
    "أيها الناس , اسمعوا وعوا , وإذا سمعتم شيئا فانتفعوا , إنه مَن عاش مات , ومَن مات فات , وكل ما هو آتٍ آت , إن في السماء لخبرا , وإن في الأرض لعبرا, ليل داج , ونهار ساج , وسماء ذات أبراج , وأرض ذات فجاج , وبحار ذات أمواج . ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون , أرضوا بالمقام فأقاموا , أم تركوا هناك فناموا؟ تبا لأرباب الغفلة والأمم الخالية والقرون الماضية."
    تلك صرخة عمرها عدة قرون وما فهمنا منها شيئا ولا عبرنا عنها بطريقة تساهم في مواكبة الزمن والتفاعل مع مفردات الحاضر وبناء المستقبل , ولو كنا متفاعلين مع حاضرنا وبناة أشداء لمستقبلنا لما حصل الذي حصل, ولما تدحرجنا في وديان الضعف والهزيمة والركون للبكاء. إن قوة كل واحد فينا تعني قوتنا جميعا وضعف أي واحد فينا تعني ضعفنا جميعا , فليس من القوة أن تأكل وجارك جائع , وأن تبذخ وجارك معوز , ليس من القوة أن نساهم في إشاعة المظالم ومصادرة حقوق الآخرين وتهجيرهم وطردهم من ديارهم , تحت شعار (فرق تسد) ونحن أول من عبر عن هذا الشعار وترجمه بأبعد مما يتوقع الذين يريدوننا جميعا. ليس من القوة أن تلاحي أخاك في الدين تحت شتى الذرائع وشعارات الضلالة والامتهان. ليس من القوة أن نعلم الشباب الحزن والبكاء واللطم ولا نعلمهم الابتسام والفرح والإبداع.
    فهل نعتبر من الماضي ولا نلتصق به التصاق العميان بشبابيك البهتان , وهل نرى النور ولا نطارد السراب ونكف عن ذرف الدموع ونبدأ التفاعل المقدام مع الحياة. فمشاكلنا تعاد ومآسينا لفي اتقاد وويلاتنا لنا بالمرصاد , وكل ما هو آتٍ كأنه ليس بآت , وما مات كأنه ما فات , والسماء لا نراها والأرض لا نمشي عليها , ولا نفهم لغة الأمواج ونرى الناس لا يذهبون وفي حاضرنا يتفاعلون , وكأنهم هم الأحياء ونحن الأموات الساعون كالجثث الصماء , وما عرفنا مقام الحياة وسعينا بكل طاقات الموت نحو ذلك المقام الذي جعلناه سعيدا في خيالنا , وقتلنا كل رغبة في الدنيا وتطويرها والقوة فيها , لأنها إلى الزوال الذي نستعجله ولانريد أن نكون تحت الشمس المشرقة الساطعة في بلادنا , لكننا نحسبها عتمة دهماء.
    أيها الناس غيروا ما في أنفسكم لكي يتغير العالم من حولكم.
    فتبا للبكاء واللطم والنواح , وأهلا بعناصر القوة التي علينا أن نجمعها في بودقة واحدة لكي نكون , ومن غير القوة لا يمكن لأي مجتمع أن يصنع وجوده ويبني مسيرته السعيدة في الحياة , فعلينا أن نسعى إلى رعاية عناصر القوة في كل فرد من أفراد المجتمع لكي نتحقق ونتألق ونبتسم ونمشي بكبرياء وشموخ , فيحسب ألف مرة ومرة مَن يريد الاقتراب منا.
    وفي الختام يقول جبران خليل جبران : " ويل لأمة تقابل كل فاتح بالتطبيل والتزمير, ويل لأمة لا ترفع صوتها إلا إذا سارت وراء النعش, ولا تفاخر إلا إذا وقفت في المقبرة , ولا تتمرد إلا وعنقها بين السيف والنطع, ويل لأمة عاقلها أبكم وقويها أعمى ومحتالها ثرثار...".

    احدث المواضيع:


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    sweden
    العمر
    35
    المشاركات
    11,367
    المزاج
    Bitchy
    معدل تقييم المستوى
    46

    افتراضي رد: تباً للبكاء

    الف شكر ياورده
    موضوع رائع عاشت الايادي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    العمر
    36
    المشاركات
    62
    معدل تقييم المستوى
    33

    افتراضي رد: تباً للبكاء

    مشكووووووووووووورة

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    العمر
    36
    المشاركات
    698
    معدل تقييم المستوى
    33

    افتراضي شكرا

    عاشت الايادي الحلوة دمعة ألم
    و عاشت الايادي عالموضوع الروعه و المجهود الاروع
    و ننتضر نشوف كل شي جديد و مفيد ان شاء الله

    تقبل مروري البسيط


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    العمر
    39
    المشاركات
    1,588
    معدل تقييم المستوى
    36

    افتراضي رد: تباً للبكاء



    مشكورة
    على
    الموضوع
    الحلو

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    الدولة
    العراق
    العمر
    37
    المشاركات
    1,444
    معدل تقييم المستوى
    35

    افتراضي رد: تباً للبكاء

    يعطيك العافية يالغلا
    \\\\
    اختيار موفق
    دمتِ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    8,966
    معدل تقييم المستوى
    43

    افتراضي رد: تباً للبكاء

    موضوع رائع شكرا على الطرح المميز
    تحياتي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    بقلــــزوجي ـــــب
    العمر
    33
    المشاركات
    29,629
    المزاج
    In Love
    معدل تقييم المستوى
    85

    افتراضي رد: تباً للبكاء

    يدللوووووووو حبايبي اشكركم على المرور الرائع والردود الروعة 51:54:

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    •● .,{B€lGiuM.:,.
    المشاركات
    12,815
    المزاج
    Sad
    معدل تقييم المستوى
    46

    افتراضي رد: تباً للبكاء

    موضوع روعه
    عاشت الايادي يامبدعه
    لكِ خالص ودي
    عراقية كوول

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    بقلــــزوجي ـــــب
    العمر
    33
    المشاركات
    29,629
    المزاج
    In Love
    معدل تقييم المستوى
    85

    افتراضي رد: تباً للبكاء

    يدللو وشكرا على المرور العطر

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •