النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: حبيبتي ضابطة الجيش

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    8,966
    معدل تقييم المستوى
    43

    حبيبتي ضابطة الجيش

    دخل الأستاذ ( سالم ) - مدرس علم النفس - كالمعتاد الى هذا المنزل
    الذى يبدو فيه كل شيئ منظما بطريقة رتيبة ، وأخذ يعطى الدرس الخصوصى
    لتلميذه الذى ارتسمت على وجهه ملامح الخوف الدائم ، والرغبة فى تنفيذ
    أوامر المعلم دون الاستعداد النفسى لها ، ووقفت أمامه على الحائط صورة
    والد التلميذ بزيه العسكرى الجاد ، حتى دقت الساعة الثالثة عصرا....فاذا أم
    التلميذ وقد حضرت من عملها ، وتعجّب لمنظرها الجاد ، و ملبسها الذى
    أوضح له بأنه هى أيضا ( ضابطة بالجيش المصرى ) ثم سألته عن حال ابنها
    ، بينما هو لايخفى ابتسامته المندهشة من زيّها العسكرى ، وقد ارتدته امرأة ،
    ولكنه تمالك نفسه بسبب ملامحها الجادة .....ومر أسبوع ، وجاء موعد
    الدرس ، ولكن فى هذه المرة كان تلميذه أكثر خوفا عن ذى قبل ، فعرف منه
    أن أباه فى المنزل ، وأنه يملأ البيت رعبا ، ثم مرت نصف ساعة ، واذا بالأستاذ
    يسمع صراخا عنيفا من أم تلميذه ( ضابطة الجيش ) - ودون تنصت -
    فلقد سمع كل مايدور بسبب صوتهما العالى ، واكتشف بأن والد تلميذه
    يسب أمه ، بل ويضربها ضربا عنيفا ، وكان التلميذ فى غاية الحرج من معلمه
    ، فاضطر الأستاذ ( سالم ) بأن ينهى الحصة مبكرا ، وخصوصا مع هذا
    الجو المشحون ، وابتعادا عن بركان الغضب الذى أشعله والد تلميذه ، وعاد
    لمنزله ، مندهشا كيف لهذه المرأة ذات المكانة الاجتماعية المرموقة بأن تضرب
    من الغير ، أيا كان هذا الغير ، وتداعت فى ذهنه قضية المرأة واضطهادها من
    الرجل مهما بلغت مكانتها ، وعاد لمنزله ....وجلس فى سكون الليل وحيدا
    شاردا...حتى انقطع ذلك السكون برنين التليفون ، فاذا أم تلميذه هى من
    اتصل به.....ياأستاذ أتأسف بشدة لما حدث اليوم...أرجوووووك
    لاتزعل ...فرد المعلم بكل هدوء ووقار : ياسيدتى المحترمة...أؤكّد لكى
    بأننى لم أزعل على الاطلاق....ولكن اسمحى لى أن أقول - كمعلم لعلم
    النفس - أننى أخشى من تأثير هذه المشاحنات الأسرية على نفسية ابنك
    فتبعده عن التفوق ، مما يهدد مستقبله العلمى .....وهنا التقطت أم التلميذ
    الخيط من الأستاذ ؛ لتسأله عن كيفية ابعاد ابنها عن هذا الجو
    النفسى...فطلب منها بأن تكون مشاحناتها مع زوجها بصوت منخفض فى
    غرفتهما ودون أن يحس بها ابنها ....وهنا انفتح قلب المرأة وانكسرت
    حواجز الكبت عندها ، وقالت بصوت متهدج : ياأستاذ أنا والله مقتنعة تماما
    بما تقوله ، ولكن ليس بيدى شيئ ، لأن أباه عنيف جدا ، بل وقاسى الطبع ،
    وسامحه أبى الذى زوّجنى له...وهنا انسابت دموعها أمطارا نزلت على وجهها
    لتبرد نيران الحزن والام الصفعات من زوجها القاسى ، وأخذ الأستاذ يهدئ
    من روعها ، حتى بدأت تهدأ ، وقد خرج مابها من كبت السنين
    الحزينة...فبادرته قائلة : أستاذ...ممكن أعتبرك صديقا ، وأستشيرك -
    باعتبارك متخصص فى علم النفس - فى بعض أمورى الخاصة ، فانى - والله
    قد ارتحت لك كثيرا جدا....رد الاستاذ سالم ، وقد أخذته الشفقة على هذه
    المرأة الحزينة ، وتمنى أن يساعدها : اعتبرينى أخا وصديقا ياسيدتى ، وتكلمى
    براحتك.....فأخرجت الدفقة الثانية من أحزانها المكبوووووتة وقالت فى
    سكينة : لقد كان والدى ياأستاذ ، ضابطا كبيرا فى الجيش المصرى ، وكان
    بطلا عظيما شارك فى أكثر من حرب أمام اسرائيل ، ومن عشقه للعسكرية
    أراد أن أكون مثله ، وأدخلنى فى الحياة العسكرية الجافة ، على الرغم من
    حبى للشعر والموسيقى ، ولم يقدر والدى روحى الرومانسية ، ولكن أبى صمم
    على الحاقى بالحياة العسكرية ، وخصوصا أنه لم ينجب غيرى ، ولم يكن لديه
    ولد ليرى فيه أحلامه....وفى الغد تحدثت تلك الضابطة المكلومة الى الاستاذ
    مرة أخرى لتكمل حكايتها فقالت : ان أبى - ياأستاذ - قد زوّجنى من
    هذا الرجل القاسى والذى يعمل ضابطا على الحدود المصرية مع ليبيا ، ويظل
    هناك فى عمله شهرا كاملا ، حيث نكون فيه أنا وابنى أسعد الناس ، ثم يأتى
    للمنزل أسبوعا يذيقنا فيه التعاسة والضرب والاهانة....واننى مازلت أتحمّل
    طباعه السيئة من أجل ابنى الوحيد ...ولكننى لاأعرف الى متى أقدر على
    تحمّل هذا العذاب ؟!...وكلما رد الأستاذ على كلامها ارتاحت نفسيتها أكثر
    ، وبدأت تحس بأن هناك فى الدنيا من يسمعها...من يحترمها...من يعاملها
    باعتبارها انسانة.....وتوالت المكالمات بينهما ، وأصبحا صديقين فى التليفون
    ، ثم تطوّر الأمر الى الاعجاب المشترك....حتى وصل الحوار للمحطة الاخيرة
    بين رجل وامرأة أعجب كل منهما بالاخر...حتى تحدث لسانها -دون أن
    تدرى - : بحبك ياسالم....ولكنهما كانا يتجنبان من اللقاء فى أى مكان ،
    لأن كلا منهما معروووووف ومشهور ، فهو معلم يعرفه الاف الطلاب أينما
    ذهب ، وأما هى فيعرفها معظم أهل الحى ؛ لأنها من المصرييات القليلات
    اللاتى دخلن الجيش ، وكلما سارت بالزى العسكرى تابعتها عيون الناس ،
    حتى حفظتها معظم الوجوه ، وفى الأسبوع التالى ذهب لابنها ليعطيه الدرس
    الخصوصى ، حتى حضر صديق لابنها ، ويريد مقابلته لأمر ضرورى ، وانه
    ينتظره الان فى غرفة الاستقبال ، فاستأذن التلميذ من معلمه ربع الساعة ،
    ليقابل صديقه ، وهنا دخلت أم تلميذه وحبيبته ( ضابطة الجيش ) ولكن
    بزى النساء ، وليس بالزى العسكرى ، وابتسمت الدنيا كلها تحية لجمالها
    الهادئ الرقيق ، الذى لاحظه لأول مرة ، وكم كان شعرها ينساب على
    خديها انسيابا رائعا ، كاهتزاز أوراق الشجر الخضراء فى فصل الربيع ، مع
    هبوب نسمة عابرة ، وكان الأروع من كل هذا هو ابتسامتها التى أعلنت عن
    تفتح الورود الجميلة مع اشراقة نور الصباح.....وتكلما لأول مرة وجها
    لوجه كمحبين ، ولم يصدق أنها تكبره بسبع سنوات ، بل ضحك لصراحتها
    غير مصدق ماتقول...واشتعل الشوق ...وزادت نيران العشق...ومرت أيام
    الحب سريعة ، ومعها انتهى العام الدراسى ، ولم يعد هناك مبرر للذهاب لبيتها
    ، الذى ذاق فيه حلاوة رؤية حبيبته ، دون أن يقع فى الخطيئة ، بل انه حتى
    لم يلمس يدها حتى يظل ذلك الحب طاهرا بينهما.....ولكنها لم تعد قادرة
    على فراقه ، ولم تعد تتحمل اساءة زوجها القاسى، فاتصلت بالاستاذ باكية ،
    وقالت له : حبيبى ...لقد طلبت الطلاق من زوجى...وسأعيش معك طول
    العمر...ولكن سالم أخذته رجفة ، وتذكر تلميذه ، واستيقظ ضميره النائم
    ، ليسكت صوت حبه المتأجج ، وتحدّث بصوت متهدج ، يحبس عنه دموعه ،
    وقال : حبيبتى ...يجب أن نفترق...فلن أبنى سعادتى على تعاسة
    غيرى ...ولن أخرب البيوت العامرة...ولن أصدم ابنكى الذى يحبنى ،
    ويعتبرنى نموذجا يحتذى ، ويتخذنى مثلا أعلى....لا ياحبيبتى...فاننى الان
    سأبتعد ...وليبق حبنا ذكرى جميلة تتذكرينها عندما تصفو السماء ، وينتصفها
    البدر الجميل.....وعاد لأحزانه مع الوحدة الكئيبة ، ليواجه مرارة الفرااااق
    الحتمى................تحياتي

    احدث المواضيع:


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    بغداد
    العمر
    35
    المشاركات
    5,044
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    تسلم ايدج على القصه الحلوه حبي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    8,966
    معدل تقييم المستوى
    43

    افتراضي

    تدللين حياتي وشكرا على مرورج الرائع
    منوررررررررررررررره

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    الدولة
    in syria
    المشاركات
    138
    المزاج
    Happy
    معدل تقييم المستوى
    34

    افتراضي

    شكرا الك على القصة كتير حلوة

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    الـــعــراق
    العمر
    41
    المشاركات
    9,804
    المزاج
    Goofy
    معدل تقييم المستوى
    43

    افتراضي

    مشكوورة وردة
    على القصه الرائعه
    عاشت ايدج يا مبدعه
    تحياتي
    العميد نهاد العراقي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    11
    معدل تقييم المستوى
    34

    افتراضي

    عااااشت الايادي ورده

    تحياتي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    العمر
    35
    المشاركات
    2,023
    المزاج
    Brooding
    معدل تقييم المستوى
    41

    افتراضي رد: حبيبتي ضابطة الجيش

    يعطيك الف عافي ورده على الموضوع الجميل تحيتي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    العمر
    38
    المشاركات
    3,422
    المزاج
    Angelic
    معدل تقييم المستوى
    54

    افتراضي رد: حبيبتي ضابطة الجيش

    قصة مؤثرة وجميله فعلا
    عاشت الايادي والله
    تحياتي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    بكلبهـــــ الحنون ــــــا
    المشاركات
    1,487
    المزاج
    Relaxed
    معدل تقييم المستوى
    38

    افتراضي رد: حبيبتي ضابطة الجيش

    عاشت ايدج وردة ..

    عاشت ايدج ...وردوم الابداع يا ورده

    نورتي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    ?why do you care
    العمر
    32
    المشاركات
    2,496
    المزاج
    Cool
    معدل تقييم المستوى
    183

    افتراضي رد: حبيبتي ضابطة الجيش

    صدك قصه حلوة

    تحياتي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •