النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: للطبيعة قصص وحكايات

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    بغداد
    العمر
    36
    المشاركات
    5,044
    معدل تقييم المستوى
    40

    Group Syria (4) للطبيعة قصص وحكايات







    بعض البشر أرواحهم صحراء!... قاحلة وشحيحة،
    كثبانها كثيرة وواحاتها قليلة، هدايا الطبيعة لها سراب،
    ومطرها زوابع من قيظ وتراب،
    حربائية الطباع، ثعبانية اللسان،
    جافة كـ نبتة عرفج، تشك أرواح الآخرين كـ صبارة،
    عقولها منخورة وقلوبها مثقوبة!.. تزخر بالجحور والحفر، تطأ القوافل الرحل رمضاءها مرغمة،
    حتى تصل للمدن العامرة، وفي غمرة الليالي..
    تدنو النجوم نحوها بخفوت هامسة: كوني هنا رابضة..
    ونحن في عليائنا في السماء.. شامخين!





    وبعض البشر أرواحهم غابة!... صباحاتها هائمة،
    ومساءاتها متوحشة، تكتظ بالأشجار المتشابكة،
    تحجب هدايا الشمس وتبعثر مطر السماء بين كآبة الأوراق،
    لذا.. هي والقلوب البيضاء كـ غمامة دوما في خصام،
    تعتمرها فوضى الطبيعة ورطوبة الجداول الموحلة،
    يضج في مسمعك حفيف ريبة الاشجار،
    وتأز في قلبك صراصيرها الساهرة،
    تتجول ضواريها وروامسها في ذاتك،
    وتتوغل في أيامك عنوة، فتثير فيك وحشة في غمرة الليالي والفصول!




    وبعض البشر أرواحهم بحر!...
    زاخرة بمراكب الصيادين وزوارق المحبين والمغامرين،
    تكب الشمس وجهها عليها في الصباحات،
    وينثر القمر جدائله في المساءات، فتراها دوما متوهجة،
    تزدحم فيها الأشياء بفوضى كمحطات القطار حين السفر، تمر عبر روحك أسماكها المسافرة،
    تتناغم فيها أسراب الطباع تارة،
    وبشراهة تأكل بعضها البعض تارة أخرى،
    تزخر بالكنوز كما تزخر بالعالي من الأمواج،
    وتهبك من الوفاء مرجانا كما تهبك من الغدر أنواءا،
    صدوقة حميمة كـ دلفين تارة، ماكرة كـ سمكة ملونة مكهربة تارة أخرى!..
    وما بين مد وجزر تمنحك من الصدف والزبد الشيء الكثير !





    وبعض البشر أرواحهم حقل!...
    تمشط الشمس سنابله الذهبية، ويحيك القمر قلائده الفضية،
    تناغي مسامع القلوب جوقة السواقي والطواحين والطيور،
    تضن السماء فتجف الكروم وأعواد السنابل،
    تهديه المطر فيهديها الحصاد و فيض الزنابق، وهناك..
    في ذاك الركن البعيد تقبع غرفته السرية تعانق السور الخشبي،
    مغلقة نوافذها بإصرار ويقف على بابها جندي باكينجهام،
    صارم القسمات، حازم النظرات، جامدا كجدار، وجادا كناظر مدرسة،
    واقفا كتماثيل الشمع في ثبات يحرس ما فيها بعناد!!
    تصطف الأشياء في الغرفة بانتظام،
    فوق الخزانة عرائسا بشوشة، تزهو بفساتينها الملونة،
    تنسدل خصلات شعرها على أكتافها بغنج طفلة مدللة،
    تعمتر الغرفة ملاحتها وتفيض عفويتها على القسمات بحفاوة الاطفال في يوم العيد،
    وفوق الكومودينو يقبع بـ شقاوة صندوق ملون،
    ان فتحته يقفز في وجهك اراجوز أبله صغير، يطل عليك هو وانفه الأفطس الحمر،
    تتدلى من رأسه قبعته المزركشة بمرح،
    وعلى الرف يتبعثر المزاج وتترتب الطباع والافكار،
    وبجانبها تصطف كتب جبران وآينشتين وكليلة ودمنة بانتظام كـ طابور صباحي لمدرسة،
    تطأ الظلال الغرفة أصدقاءا وضيوفا من عبر النافذة،
    فـ ينهال سيل الكلام.. تارة يغمس الظلال الوارفة بالسكر،
    وتارة أخرى يبعثرها ويزوبعها بغضب الأطفال،
    و يرشق شغبَ الظلال سيلُ الكلام بحدته جارحا كالسكين!!
    وفي الأدراج المتوارية خلف الوسائد الوثيرة والشراشف المثيرة،
    ترقص النجوم والزنابق وتحتفل أعواد السنابل،
    تختبئ في الدرج كأطفال الاستغماية، وتتسلل أقواس قزح عبر مسامات الأدراج بلهفة وجنون العشاق،
    وهنااااك.. في تلك الخزانة حيث يسكن صندوق الجدة العتيق!..
    يحمل قلائدا ذهبية وبعضا من رسائل وقلب وزخم أنثى..
    مخبئين باحكام عن صبية الأزقة ولصوص الحقول..
    ويظل جندي باكينجهام ببزته الحمراء المذهبة وقبعته السوداء الطويلة يحرس الغرفة على الدوام !

    احدث المواضيع:


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    8,966
    معدل تقييم المستوى
    43

    افتراضي

    روعه روعه روعه
    عاشت ايدج حبي
    كلامات رائعه وذوووق
    تحياتي الج

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    بغداد
    العمر
    36
    المشاركات
    5,044
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    شكرا حبي على مروج
    منوره

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بغداد\
    العمر
    32
    المشاركات
    7,243
    معدل تقييم المستوى
    41

    افتراضي

    يسلمووو على الكلمت الروعة
    ذوق وربي
    تقبلي مروري

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    بغداد
    العمر
    36
    المشاركات
    5,044
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    تسلمين يا ربي ع المرور الحلو

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •