النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: انشودة المطر للسياب

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    جمهوريه الحب ..الكراده
    العمر
    37
    المشاركات
    4,611
    المزاج
    Lonely
    معدل تقييم المستوى
    40

    3 انشودة المطر للسياب

    انشودة المطر للسياب



    عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،

    أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .

    عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ

    وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ

    يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ

    كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...



    وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ

    كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،

    دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،

    وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛

    فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء

    كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !

    كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ

    وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...

    وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،

    وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر

    أُنْشُودَةُ المَطَر ...

    مَطَر ...

    مَطَر...

    مَطَر...

    تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ ، وَالغُيُومُ مَا تَزَال

    تَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ .

    كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام :

    بِأنَّ أمَّـهُ - التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ

    فَلَمْ يَجِدْهَا ، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال

    قَالوا لَهُ : " بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. " -

    لا بدَّ أنْ تَعُودْ

    وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّـها هُنَاكْ

    في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ

    تَسفُّ مِنْ تُرَابِـهَا وَتَشْرَبُ المَطَر ؛

    كَأنَّ صَيَّادَاً حَزِينَاً يَجْمَعُ الشِّبَاك

    وَيَنْثُرُ الغِنَاءَ حَيْثُ يَأْفلُ القَمَرْ .

    مَطَر ...

    مَطَر ...

    أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟

    وَكَيْفَ تَنْشج المزاريبُ إذا انْهَمَر ؟

    وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟

    بِلا انْتِهَاءٍ - كَالدَّمِ الْمُرَاقِ ، كَالْجِياع ،

    كَالْحُبِّ ، كَالأطْفَالِ ، كَالْمَوْتَى - هُوَ الْمَطَر !

    وَمُقْلَتَاكِ بِي تُطِيفَانِ مَعِ الْمَطَر

    وَعَبْرَ أَمْوَاجِ الخَلِيج تَمْسَحُ البُرُوقْ

    سَوَاحِلَ العِرَاقِ بِالنُّجُومِ وَالْمَحَار ،

    كَأَنَّهَا تَهمُّ بِالشُّرُوق

    فَيَسْحَب الليلُ عليها مِنْ دَمٍ دِثَارْ .

    أصيح بالخليج : " يا خليجْ

    يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "

    فيرجعُ الصَّدَى

    كأنَّـه النشيجْ :

    " يَا خَلِيجْ

    يَا وَاهِبَ المَحَارِ وَالرَّدَى ... "



    أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ

    ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ ،

    حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ

    لم تترك الرياحُ من ثمودْ

    في الوادِ من أثرْ .

    أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر

    وأسمع القرى تَئِنُّ ، والمهاجرين

    يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع ،

    عَوَاصِفَ الخليج ، والرُّعُودَ ، منشدين :

    " مَطَر ...

    مَطَر ...

    مَطَر ...

    وفي العِرَاقِ جُوعْ

    وينثر الغلالَ فيه مَوْسِمُ الحصادْ

    لتشبعَ الغِرْبَان والجراد

    وتطحن الشّوان والحَجَر

    رِحَىً تَدُورُ في الحقول … حولها بَشَرْ

    مَطَر ...

    مَطَر ...

    مَطَر ...

    وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الرَّحِيلِ ، مِنْ دُمُوعْ

    ثُمَّ اعْتَلَلْنَا - خَوْفَ أَنْ نُلامَ – بِالمَطَر ...

    مَطَر ...

    مَطَر ...

    وَمُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَاً ، كَانَتِ السَّمَاء

    تَغِيمُ في الشِّتَاء

    وَيَهْطُل المَطَر ،

    وَكُلَّ عَامٍ - حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ

    مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ .

    مَطَر ...

    مَطَر ...

    مَطَر ....

    في كُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ المَطَر

    حَمْرَاءُ أَوْ صَفْرَاءُ مِنْ أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .

    وَكُلّ دَمْعَةٍ مِنَ الجيَاعِ وَالعُرَاة

    وَكُلّ قَطْرَةٍ تُرَاقُ مِنْ دَمِ العَبِيدْ

    فَهيَ ابْتِسَامٌ في انْتِظَارِ مَبْسَمٍ جَدِيد

    أوْ حُلْمَةٌ تَوَرَّدَتْ عَلَى فَمِ الوَلِيــدْ

    في عَالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، وَاهِب الحَيَاة !

    مَطَر ...

    مَطَر ...

    مَطَر ...

    سيُعْشِبُ العِرَاقُ بِالمَطَر ... "



    أصِيحُ بالخليج : " يا خَلِيجْ ...

    يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "

    فيرجعُ الصَّدَى

    كأنَّـهُ النشيجْ :

    " يا خليجْ

    يا واهبَ المحارِ والردى . "

    وينثر الخليجُ من هِبَاتِـهِ الكِثَارْ ،

    عَلَى الرِّمَالِ ، : رغوه الأُجَاجَ ، والمحار

    وما تبقَّى من عظام بائسٍ غريق

    من المهاجرين ظلّ يشرب الردى

    من لُجَّـة الخليج والقرار ،

    وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ

    من زهرة يربُّها الرفاتُ بالندى .

    احدث المواضيع:


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    بغداد\
    العمر
    32
    المشاركات
    7,243
    معدل تقييم المستوى
    41

    افتراضي

    تسلم خيو على القصيدة الحلوة
    تقبل مروري

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    جمهوريه الحب ..الكراده
    العمر
    37
    المشاركات
    4,611
    المزاج
    Lonely
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    يسلموووووو عالمرورررر
    والرد الرائع

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الدولة
    IraQ
    العمر
    35
    المشاركات
    1,368
    معدل تقييم المستوى
    36

    افتراضي

    الله الله

    لا يمر عام وليس في العراق جوع
    مطر مطر مطر

    والله ذكرتني بايام السادس

    تسلملي يا راقي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    جمهوريه الحب ..الكراده
    العمر
    37
    المشاركات
    4,611
    المزاج
    Lonely
    معدل تقييم المستوى
    40

    افتراضي

    يسلمووووووو عالمرور
    والرد المميز
    تحياتي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    8,966
    معدل تقييم المستوى
    43

    افتراضي


    جميل الكلام عانق السماء كالحمام
    بدءهُ كالورود و مسك ختامه جدا ودود
    تحياااااااااااتي الك عيوني

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •