عاشت هذه الأرملة مع طفلها الصغير بلا سقف و كانت بالكاد تجد الخبز الجاف لتأكله مع طفلها , أما ثيابها هى و طفلها فكانت رقيقة جداً و بالكاد تستر جسديهما .
من نعمة الله عليهم طوال سنوات عمر الطفل لم تتعرض بلدهم إلى أمطار غزيرة و لكن فى هذه السنة كان متوقعاً نزول أمطار شديدة , و قد حدث هذا فعلاً إذ ظهرت الغيوم الكثيفة فى الصباح و لم تمر ألا ساعات قليلة و انهمرت الأمطار بغزارة ووقفت الأم حائرة لا تستطيع أن تحمى أبنها الذى دس جسده الصغير فى حضن أمه المبلل من الأمطار , ففكرت الأم فى فكرة أسرعت إلى تنفيذها لإنقاذ أبنها و هى أنها قامت و خلعت باب الحجرة و سندته على أحد الحوائط و جلست هى و طفلها وراءة , و هنا ابتسم الطفل و قال لأمه :
+ ماذا يفعل الناس الفقراء الذين ليس لديهم باب عندما ينزل عليهم المطر الشديد .
+ الله يعطى عطايا كثيرة لأولاده و لكن أكبر عطية هى أن تشعر بنعمة الله التى معك . فحينئذ يمتلئ قلبك سلاماً و فرحاً و تشعر بوجوده معك و تشكره على عطاياه بل تستطيع أيضاً أن تعزى قلوب المتضايقين و المحرومين .
+ إنك لا تستغل نعم الله الموهوبة لك و لكن بالشكر تنتبه إليها و تحاول استغلالها , و حينئذ تفيض عليك مراحم الله و بركاته بسخاء أذ يرى الله تقديرك لعطاياه فيعطيك بوفرة لأنك لا تحسب المجد لنفسك إذ أن الشكر يثبت الأتضاع داخلك .
+ ليتك تتعود الشكر فى كل شئ و تعلمه لأولادك و كل من حولك فهى أحسن هدية تقدمها لهم , و عندما تتعود شكر الله تستطيع حينئذ أن تشكر كل من حولك على محبتهم فتفرح بعلاقتك بهم و يفرحون بك .
"أحمدوا الرب لأنه صالح لأن إلى الأبد رحمته" مز 1:118
احدث المواضيع: