الزمالك يمدح الافريقي وجمهورة

**~~Emad al-Samarrai~~** · 2009-04-11, 07:35 AM

«سنظل أوفياء»... «حصن الزمالك جماهيره وفية»... «جمهور يأتي بالانتصارات ولا يأتي مع الانتصارات »... كلها شعارات رفعتها الجماهير الزملكاوية العاشقة للون الأبيض علي مدار أربع سنوات غابت فيها البطولات عن نادي الزمالك وغابت فيها كل الأسباب الوجيهة للفرح وكل الأسباب العقلانية لاستمرار تشجيع ناد تعرف وتتوقع بل وفي أوقات كثيرة تتأكد مسبقا من هزيمته قبل نصره.

حيث خرج الزمالك من جميع البطولات لهذا الموسم وبالتالي لن يستطيع المشاركة في إحدي البطولات الأفريقية حتي 2011 إلا في حالة الحصول علي المركز الثالث في الدوري هذا الموسم وماعدا ذلك فلن يظهر في البطولات الأفريقية لمدة سنتين كاملتين.

ولعل هذه السنة تعد مختلفة عن سابقاتها علي جماهير الزمالك ذلك النادي الذي كان عظيما، فلأول مرة يشعر الجماهير بمسئوليتهم عن تغيير الأوضاع داخل النادي وأنهم أصبحوا خط الدفاع الأخير عن ناديهم الذي بات فريسة للطامعين والمشتاقين للمناصب والكراسي ليصبح ناديا بلا أصحاب بعد أن تخلي عنه الجميع، فنفذوا اقتحاما منظما لملعب حلمي زامورا أثناء مباراة ودية للفريق الأول بعد أن منعهم الجهاز الفني من الحضور خوفا علي نفسية اللاعبين!! ليصبوا جام غضبهم علي الجهاز الفني واللاعبين هاتفين بحقهم الأصيل في الدفاع عن ناديهم بعد أن أصبح هؤلاء اللاعبون المستهترون أشد خطرا علي الزمالك من خصومه والمتربصين به، رافعين لافتات معبرة عن أنهم علي استعداد لتشجيع الزمالك مهما كانت الظروف علي شرط بأن يشعروا أن هناك جهدا مبذولاً وسعياً جدياً نحو الانتصارات.

لكن هل يعني ذلك أن جمهور الزمالك سيترك تشجيع فريقه مكتفيا بالمتابعة التليفزيونية من وقت لآخر.. مخفيا هويته الزملكاوية.. خائفا من شماتة الحاقدين؟ بالطبع لا، هل يتذكر أحد منكم ذلك الفتي الزملكاوي «محمود حمزة» الذي هتف باسمه 80 ألف مشجع أهلاوي وزملكاوي قبل بداية لقاء الفريقين الأول في بطولة الأندية الأفريقية بعد رفض الاتحاد الأفريقي السماح بالوقوف دقيقة حداد علي روح ذلك الفتي الطنطاوي الذي كان الزمالك آخر ما يفكر فيه علي فراش مرضه الأخير ليذكر كلمة واحدة أثناء لقاء العديد من القنوات التليفزيونية معه «زمالك.. زمالك»، ليفرض نفسه كأيقونة لكل زملكاوي أحب هذا النادي من كل قلبه وأعطي له الكثير من وقته وأعصابه وليرفعه زملاؤه ورفاق تشجيعه وسفره من محافظته كل مباراة لتشجيع ومؤازرة ناديه إلي مصاف الشخصيات المهمة التي يضع لها اللاعبون الشارات السوداء علي أزرعهم حداداً وحزنا علي فقدانهم وليجبرهم ولأول مرة علي تذكر مشجع بسيط في شخصيته عظيم بما قدمه من حب وعطاء.

لم تقدم طنطا فقط ذلك النموذج الزملكاوي الرائع فهناك أيضا «محمد عبدالمولي» ضحية التعصب الأعمي لجماهير الأهلي هذا العام والذي أصيب بحروق تعدت الـ 14 % من الدرجة الثانية بعد اعتداء جماهير الأهلي عليه وهو في طريقه لحضور مباراة كرة سلة للفريق الأول للزمالك والذي لازم المستشفي لعدة شهور تلقي خلالها علاجا مكثفا للتخلص من آثار الحروق ليخرج بعدها ليحضر مباريات الزمالك جميعها، تماما كما كان يفعل قبل الحادثة ضاربا بنصائح أطبائه عرض الحائط وبالرغم من تأثره الواضح بهذه الحادثة.

وبطولة وراء بطولة ومباراة وراء مباراة كان تواجد جماهير القلعة البيضاء مثالاً وآية يحسد عليها هذا الجيل من اللاعبين الذين أبوا إلا أن يكتبوا شهادة وفاتهم في قلوب الجميع بعدما حققوا رقما قياسيا لم يسبقهم إليه أحد، فعلي يدهم خرج نادي الزمالك من جميع البطولات وخسر آخر ما كان يتباهي به أمام الأهلاوية كونه صاحب الرقم القياسي في الفوز بالبطولة الأفريقية أمام غريمه ومنافسه التقليدي الأهلي ليذهب آخر ما كان يفتخر به الزملكاوية أدراج الرياح.

الكرة جمهور، والجمهور دعم، والدعم يساوي نجاح وكأنك رياضي حقيقي شجع النادي الأفريقي.. كلمات كتبها عصام الشوالي منذ عدة سنوات معلقا علي وفاء جمهور الأفريقي التونسي لناديه بالرغم من خسارته أمام غريمه الترجي لعشر سنوات متتالية أبي خلالها جمهور الأفريقي أن يترك مقعدا شاغرا بالمدرجات ليحقق أعلي مبيعات للتذاكر واشتراكات المباريات السنوية بالدوري التونسي خلال سنوات الإخفاق ويصبح أيقونة جماهيرية لكرة شمال أفريقيا بعد أن طغت شهرته علي شهرة الفريق نفسه، يشاركه في التضحية والفداء جماهير نادي مارسيليا، فبالرغم من غياب بطولة الدوري الفرنسي عن فريقها لمدة 16 عاما إلا أنها قامت بجانب حضورها المنقطع النظير لجميع المباريات بخطوة إيجابية لمساعدة الفريق علي استعادة ذاكرة الانتصارات حيث دعوا للتبرع لتجميع مبلغ 22 مليون جنيه استرليني ما تصوروه قيمة استغناء تشيلسي عن لاعب مارسيليا السابق دروجبا لينجحوا في تجميع 5000 يورو في أول ثلاثة أيام من بدء الحملة داخل المدرجات وعلي الإنترنت!! أما الجماهير الأقوي والأشهر علي الإطلاق فهم جماهير سانت إتيان الفرنسي والذين أصبح العالم يتندر بأنهم أصبحوا جمهورا بلا فريق فبالرغم من تربع سانت إتيان علي قمة أكثر الأندية إحرازا لبطولة الدوري الفرنسي إلا أنه بعيدا عن منصات التتويج لأكثر من 27 عاما قضاها مشجعوه صابرين عاملين علي الحفاظ علي تماسك جماهيرية ذلك النادي العريق والحفاظ علي صورته أمام العالم ليوجهوا رسالة قوية خلال إحدي مباريات الفريق «نستطيع أن نصبر 100 سنة أخري» أمثلة عديدة توضح صعود الجماهير الوفية لفرقها لمصاف العظام وعلاقة عكسية غريبة بين ذهاب سحر وبريق الأندية أمام عظمة ووفاء جماهيرها بالرغم من النتائج المخزية.