الويل من عاصفة شمسية مدمرة فيسبتمبر 2012
عندما تبدأ الشمس في الرحيل عننهار أحد الأيام في نهاية شهر سبتمبر عام 2012، ستكون البشرية جمعاء على موعد معحدث تاريخي لم يسبق له أن حدث منذ فترات زمنية متباعدة، ومن المنتظر له أن يلقيبظلاله على المستويات كافة وسيعمل بشكل كبير على تبديل الكثير من الأمور رأسا علىعقب بصورة قد تبدو مذهلة لكثيرين. وسيكون سكان العاصمة البريطانية، لندن، تحديدا فيمقتبل هذه الليلة التي ستكتظ فيها السماء المعتمة آنذاك بوهج ناري لم يسبق له مثيلعلى موعد مع كارثة حقيقية تهدد بعودة سكان الكوكب إلى عصر القرون الوسطى نتيجةللعواقب الوخيمة التي ستترتب على تلك الكارثة، والتي ستتجسد في صورة عاصفة شمسيةمدمرة للغاية!
وفي الوقت الذي قد يدهش فيه بعضهم من فرط نبرة التشاؤم التي تسيطرعلى التحذيرات السابقة، إلا أنها وبكل أسف حقيقة مريرة أزاح النقاب عن كاملتفاصيلها تقرير بحثي حديث أجراه فريق من العلماء في الولايات المتحدة، ونبه إلى أنهذا اليوم المزعوم سوف يشهد مجموعة من الظواهر الكونية والبيئية الغريبة، من بينهاانتشار أعمدة لتموج أخضر وهاج يشبه الأفاعي السامة العملاقة في السماء ! كما ستلوحفي الأفق تموجات برتقالية متلاحقة خلال العرض الأبرز للشفق القطبي أو الأنوارالقطبية التي تشاهد في منتصف الشمالي من الكرة الأرضية، والتي تعرف بشفق بورياليس (Aurora Borealis ) في جنوب إنكلترا منذ 153 عاما.
وكشف التقرير الذينُشر في العدد الأخير في مجلة «نيو ساينتيست» الأسبوعية المتخصصة في العلوموالتكنولوجيا، عن أنه وبعد مرور 90 ثانية، سوف تبدأ الأضواء في الزوال. لكنها ليستالأضواء الموجودة في السماء لأنها ستظل متلألئة حتى فجر اليوم التالي، لكن الأضواءالتي ستخفت هى الأضواء الموجودة على الأرض. وفي غضون ساعة واحدة فقط، سوف تغيبالطاقة الكهربية عن أجزاء كبرى من بريطانيا. وقبل منتصف الليل، سوف تصاب كل شبكاتالهواتف المحمولة بأعطال، كما ستصاب شبكة الإنترنت بالشلل التام. وستشوش المحطاتالتلفزيونية، سواء كانت أرضية أو فضائية. كما ستصاب المحطات الإذاعية بحال منالسكون.
وقبل حلول ظهر اليوم التالي، سوف يتضح أن أمرا جليا قد حصل وأن العالمالمتحضر قد انساق إلى حالة من الفوضى والارتباك. وبحسب ما ورد في التقرير، فإنبريطانيا وجزءا كبيرا من أوروبا، إضافة إلى أميركا الشمالية سوف تقع جميعها بعدمرور عام واحد فقط في قبضة أشد كارثة اقتصادية في التاريخ. وقبل نهاية عام 2013،سوف يموت 100 ألف شخص من قاطني القارة العجوز بسبب المجاعات. ولن يتم دفن الموتى،ولن تتم معالجة المرضى، وستصاب صنابير المياه بحالة من الجفاف. كما شدد التقرير علىأن أول معالم الرخاء والانتعاش سوف تبدأ في الظهور في غضون عقدين أو ما يزيد وهىأول حالة انتعاش لأول عاصفة شمسية عملاقة تحدث في التاريخ الحديث.
وأشارتالدراسة البحثية أيضا إلى أن مثل هذه الظاهرة المخيفة سبق لها وأن حدثت من قبل،ليست منذ مدة بعيدة، لكنها من الممكن أن تحدث كل 11 عاما. وأوضحت أن العواصفالشمسية لا تتسبب عادة في إثارة قلق الأشخاص. كما أنها تحدث نتيجة لقيام أسراب منالجسيمات شبه الفرعية المشحونة كهربيا من الشمس بقرع الأرض وما يحيط بها بصورةدورية منتظمة، الأمر الذي يتسبب في إثارة المخاوف الصحية لدى رواد الفضاء وأصحابالأقمار الاصطناعية، نتيجة لتزايد احتمالات تعرض قطعهم الإلكترونية الدقيقةللاحتراق. وكانت آخر مرة وحصلت فيها تلك الظاهرة هي تلك التي حصلت في الأول منسبتمبر عام 1859. وفي هذا اليوم تحديدا ، كان يقوم ريتشارد كارينغتون أحد أبرز روادالفضاء البريطانيين برصد ومراقبة الشمس.
وباستخدامه لمرشح، تمكن ريتشارد مندراسة سطح الشمس عبر جهاز التليسكوب الخاص به، ووقتها شاهد أمرا غريبا، هو ظهوروميض ضوئي براق من سطح الشمس يقوم بالانفصال عنها. وبعد مرور 48 ساعة من رصدهلهذاالأمر، بدأت تأثيرات هذا الوميض في الظهور بصورة استثنائية وغير اعتيادية.
منجانبه، قال دانيل بيكر، أحد خبراء الطقس الفضائي في جامعة كولورادو الأميركية،والذي قام بإعداد التقرير لأكاديمية العلوم الوطنية الأميركية الشهر الماضي: «عامبعد الآخر، تصبح تكنولوجيتنا البشرية أكثر عرضة للمخاطر». كما نوه التقرير إلى أنتكرار حدوث الظاهرة التي رصدها كارينغتون عام 1859 اليوم، سوف يكون لها عواقب أكثرخطورة من مجرد احتراق بعض أسلاك البرق. وتحدث تلك المشكلة نتيجة اعتمادنا علىالكهرباء، وكذلك الطريقة التي تولد وتنقل بها تلك الطاقة الكهربية.
وبعد مروريومين على وقوع العاصفة الشمسية العملاقة، ستجف صنابير المياه. وفي غضون أسبوعواحد، سوف نفقد كل ما بحوزتنا من حرارة وضوء نتيجة لنفاد المخزون، وسوف تنفد جميعالبضائع من الأسواق والمحال التجارية وكذلك منافذ التوزيع وهو ما سيؤدي إلى انهيارالمجتمعات التي نعيش بها. فلن تكون هناك هواتف، ولا أدوية، ولا صناعة، ولا زراعة،ولا غذاء. كما ستنهار نظم الاتصال العالمية والسفر كما ثبت أن بإمكان تلك العاصفةالشمسية العملاقة أن تدمر شبكة الأقمار الاصطناعية التي تعمل بتقنية الـ GPS التيتعتمد عليها جميع خطوط الطيران. وفي النهاية، أوضح التقرير أن الظاهرة قد لا تحدثفي عام 2012- لكنها قد تحدث في عام 2023، هذا العام الذي سيوافق أقصى قدر تالي منالطاقة الشمسية. لكن عاجلا أم آجلا، سوف يكون تكرار سيناريو ظاهرة كارينغتون أمرالا مفر منه.
احدث المواضيع: