عاشت ايدج
يا مبدعه
قصه جميله جدا جدا وبيها عبره
نتظر المزيد من اللابداع
تحياتي
بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك .. قررت ان اكتب لكم هذه القصة .. ليست من كتابتي بل نقلتها من مجلة ما .. اتمنى ان تنال اعجابكم ..
كان ذلك في رمضان
كلما كنا معاً - أنا و هي - نتحدث أو نتضاحك كأم و إبنتها .. نتخاصم أو نتصالح كأختين .. كان لابد لي أن أرمق بخجل ذلك الماضي القريب ، فالأمور في البدايات لم تكن كذلك ، ليست أمي و لست إبنتها ، لم نكن أختين و لم نختر أبداً العيش معاً .
كانت زوجة أبي و أظن إنها لم تكن تحلم حتى في أسؤا أحلامها أن تعيش مع نسخة مصغرة لسيدة رحلت منذ سنين ، سيدة كانت زوجة زوجها .
و كنت أنا طفلة الثانية عشر و لم يكن لي ان اتقبل ابداً ان تكون هناك سيدة في بيتنا ، تصول و تجول في كل الأماكن تلك التي كانت لأمي !
كنت في الثانية عشر عندما قرر أبي أن يتزوج ، و كان عامها الاول بيننا ، و للأسباب السابقة قررت ان ابقي على مسافة بيننا ، كانت تحاول أن تتقرب مني و كنت أتجنبها ، كنت أشعر بصدق لطفها و أحيانا كنت أحتاجها ، لكن الحال السائد بيننا كان التحفظ و التجنب ، كانت القريبات تسألنني :"كيف هي زوجة أبيك ، هل هي جيدة ؟" هل ارضي فضولهن و اختلق الحكايات و أقول إنها سيئة ؟
"ليست سيئة " كنت أجيب متظاهرة باللامبالاة ، و لا اخفي إن تسآؤلهم الدائم جعلني اكثر تحفظاً و أكثر حذراً .
إلى أن كان رمضان من ذلك العام و لرمضان في بيتنا بهجة ( حبة زيادة ) كما يقولون ففي رمضان يحل جدي ضيفاً علينا ، و رمضان و جدي صنوان لهما في نفسي وقعاً متشابه ، فكلاهما يمنحني السكينة ، و كلاهما يجعل البيت أكثر دفئاً و إلفة و كما رمضان شهر القرآن ، فجدي رجل حياته القرآن و لن أنسى ما حييت نداوة الفجر و صوت جدي يتهدج بالآيات و سكون الليل و أنفاس جدي تلهج بالدعاء .
يومها كانت أولى ليالي رمضان و أولى ليالي جدي بيننا ، و العادة عندنا انه اذا ثبتت رؤية هلال رمضان فإن أفراد العائلة يتبادولن التهاني و القبلات بينهم ، و وجود جدي بيننا يجعل الاتزام بذلك التقليد يصبح أكثر إلحاحاً ، تبادل الجميع التهاني بينهم و تظاهرت بالانشغال . تبادلت و زوجة أبي تهنئة مجاملة عن بعد ، و ركنت مسرعة بجانب جدي ، حدجني أي بنظرة أعرفها و رمقني جدي متسائلاً ، ربت على كتفي ثم رفع يديه بالدعاء :"اللهم اهله علينا بالامن و الايمان و السلامة و الاسلام ، هلال خير و رشد ، ربي و ربك الله ".
مضت سحابة اليوم الاول من رمضان ، زوجة أبي في المطبخ منذ الظهيرة ، روائح الأطباق الزكية أصبحت تملأ المكان ، و أنا أتقلب على الأرائك أقلب محطات التلفاز و أستبطئ الوقت ... جدي أنهى كل موارده و أحزابه ، طوى مصحفه التي كادت تتآكل أوراقه ... و فجأة أصبح أمامي بقامته المنتصبة و يده ممدودة نحوي :"هيا يا ابنتي معي الا تحتاج الخالة الى مساعدة ؟" ... قلبت شفتي مستغربة لم اعتد على مساعدتها و لم تعتد ان تطلب مني شيئاً ، نظرة إلي جدي نظرة عميقة ، أحسست إنه يريد أن يقول شيئا بشأن الأمس ، و ربما كنت أنا من يود أن يقول ...
كنت أشعر إن تلك العلاقة الشائبة مع زوجة أبي باتت تصنع في قلبي شيئاً كـ خيط العفن و كنت أخشى أن يتحول قلبي إلى ما يشبه ثمرة كمثرى متعفنه ! كنت بحاجة الى من يأخذ بيدي ... أمسك جدي بيدي بحزم و جذبني معه الى المطبخ .
" مساعدان ماهران بإمرتك سيدتي " . قال ممازحاً كنته و أمسك حفنه بصل بكلتا يديه ووضعها أمامي ..
" بصل !! أتريد معاقبتي يا جدي ! .." تذمرت في داخلي و تلفتت مرتبكة لم تدعني أرتبك طويلاً عندما أصبحت إلى جانبي و يدها تبعد حبات البصل ، " دعي البصل لي عزيزتي ، سيكون تقطيعه مزعجاً لك ، أنا معتادة على الأمر " حملت البصل بعيداً و أخذت تقطعه ، إسترقت النظر إليها كان أنفها محمراً و بظاهر كفها كانت تكفكف دمعاً خيل لي ساعة إذ إنه بفعل البصل ...
دقائق بقيت لأذان مغرب اليوم الأول من رمضان ... المائدة عامرة بأطايب الطعام و الشراب و بيتنا أصيح ممتلئاً بأعمامي و عماتي، الجميع جالس ينصت إلى آيات القرآن يتلوها المقرئ قبل أن يرفع صوته بالأذان .
انسحبت زوجة أبي الى المطبخ تبعتها لأحظار أطباق التمر إرتبكت لرؤيتي ولم تستطع أن تخفي الدمع الفائض من عينيها ... سألتها ببلاهة : " أهي رائحة البصل " شرقت بدمعها و حاولت أن تشد إبتسامة على شفتيها :"لا عليك عزيزتي ، إنما تذكرت عائلتي ، عندما تكبرين ستدركين الأمر " لا أدري كيف غلبني الحنو وسألتها برفق :" ألسنا عائلتك أيضاً ؟" صدح صوت المؤذن بالأذان و كان آخر شيء أتوقعه في مغرب ذلك اليوم الطويل أن أكون في أحضان زوجة أبي نغالب دمعنا و نحاول أن نضحك ، دخل أبي المطبخ يستعجلنا ، و تجمد للحظات ... غمزت لي زوجة أبي و بادرته : " كنا نتبادل سراً ، و أشرق وجهها بشعاع حب أضاء قلبي .
في فناء الدار كان جدي يقيم الصلاة .. الله أكبر .. الله اكبر .. و الجميع يسارع للإصطفاف خلفه ... رفع يديه بالدعاء و تهدج صوته : " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ... اللهم آت نفوسنا تقواها ... و زكها انت خير من زكاها" ، تابعت عيناه الرماديتان صعود دعواته الى السماء :" آمين " نظرت الى حيث نظر ، تراءت لي السموات السبع تشف و تشف حتى خيل لي إنني أرى إبتسامة أمي و هي راضية عني ...
أتمنى تعجبكم و بإنتظار ردودكم و تقايمكم
تحياتي الكم
عراقية كول
![]()
احدث المواضيع:
عاشت ايدج
يا مبدعه
قصه جميله جدا جدا وبيها عبره
نتظر المزيد من اللابداع
تحياتي
عاشت ايدج على القصة
الحلو والله لزمتني العبرة خطية
تحياتي الج
ننتظر جديدج المميز
تقبلي مروري
يسلمو عل موضوع الحلو....
تحياتي...