مع كثرة ضغوطات الحياة، يسيطر الغضب على مشاعر كثيرٍ من الناس، والذي تتفاوت حدّته من شخصٍ لآخر، فضلاً عن الأمراض التي يسببها والتي تصل في بعض الأحيان إلى تصلب الشرايين، ومن ثم الوفاة.
الدكتور محمد رمضان -رئيس قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية بأكاديمية شرطة دبي- ألقى مزيدًا من الضوء حول أسباب الغضب، والتي تأتي عادةً نظرًا لعدم شعور الشخص بالرضا، أو لضعف إيمانه، وعدم ثقته في قدر الله سبحانه وتعالى.
وتابع أن الشعور بالغضب قد يتأتي أيضًا في حال تقدير الشخص لنفسه بشكلٍ مبالغ فيه، يدفعه إلى الغضب في حال عدم تلقيه تقديرًا مساويًا في عيون الآخرين.
وأشار رمضان لبرنامج صباح الخير يا عرب يوم الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين أول إلى أن الغضب يؤدي إلى استثارة الجهاز العصبي عند الإنسان، مما يؤثر على عمل المخ وحالة الجسم عمومًا، وهو ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، وفي بعض الأحيان يؤدي إلى الوفاة.
وأضاف أن إحدى الدراسات التي أجريت على قلبين أحدهما لعدّاء والآخر لشخص في حالة غضب، كشفت أن قلب العداء يرتاح فور توقفه عن الجري والسباق، بينما يواصل قلب الشخص الغاضب نبضاته السريعة دون توقف.
وأرجع د. محمد رمضان تفاوت درجات الغضب بين الناس حيال قضيةٍ بعينها، إلى اختلاف الطبائع؛ حيث تعد الشخصية العدوانية أكثر استثارةً ورغبةً في تضخيم أي موضوع أو قضية، في الوقت الذي تتعاطى الشخصية السوية بهدوءٍ واتزانٍ انفعالي.
وتابع رئيس قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية بأكاديمية شرطة دبي أن الغضب لا يعد الشكل الوحيد للانفعال الزائد، فهناك أيضًا الحب الهستيري الذي قد يدفع صاحبه إلى الجنون، كما أن الخوف الشديد يعد أيضًا أحد أشكال الانفعال غير الطبيعية.
وأشار رمضان إلى أن الشخصية السوية قد تصاب بالغضب والاكتئاب لفتراتٍ زمنية لا تتجاوز الأسبوع، تعود بعدها إلى حياتها الطبيعية، أما الشخصية الهستيرية فإن موجات الغضب فيها تستمر لنحو 6 أشهر متصلة.
الجدير بالذكر أن علماء أمريكيين توصلوا في دراساتٍ سابقة إلى أن المزاج السيئ لدى الشباب الذكور قد يؤدي إلى الإصابة بمرض القلب في وقتٍ مبكر في الحياة. جاء ذلك في نتائج دراسةٍ توصلت إلى أن الشباب الذكور الذين ينتابهم الغضب عند التعرض للتعب والإرهاق العصبي أكثر عرضةً للإصابة بأمراض القلب من غيرهم بنسبةٍ تبلغ ثلاث مرات.
وبيّنت الدراسة أن الشباب الغاضبين أكثر عرضةً للإصابة المبكرة بالسكتة القلبية من أقرانهم الهادئين بنسبةٍ تصل إلى خمس مرات، حتى لو كانوا ينحدرون من عائلاتٍ يخلو تاريخها من أمراض القلب.
ووفق مقالةٍ نُشرت في موقع أرشيف الطب الباطني فإن الغضب الواضح المعبّر عنه أو المخفي، وسوء المزاج ونوبات التذمر المتكررة، هي ثلاث استجابات تشير إلى ما أطلق عليه المختصون بالغضب الشديد.
احدث المواضيع: