كيف يمكن تعليم الطفل الثقة بالنفس
الثقة بالنفس عامل مهم في تطوّر شخصية الطفل، وهي من العوامل التي يكتسبها ممّا حوله على نحو كامل في بداية حياته، ثمّ تتكون لديه بحيث تصبح إحدى الصفات التي تتسم بها شخصيته، وإذ ذاك سيتمتع باستقلالية وابداع يتمكن بهما من أن يسجّل في حياته انجازا ما، ويجعل لها مغزى فلا تمضي هباء دون ترك أثر طيّب هنا أو هناك، وفي هذا وذاك.
من أجل ذلك كلّه، امدح طفلك أمام الغير ولا تجعله ينتقد نفسه فمديحك له عندما يكون صائبا يعطيه دفعا للمزيد أما انتقاده لنفسه فإنه يحطم ما ينمو من شخصيته ، ولا ضير أن تقول لابنك: لو سمحت، فهذه العبارة من العبارات التي يجب الاعتياد على استعمالها في حياته، ولا فرق في استعمالها بين كبير وصغير، ومن الضروري أن تعامله كطفل وتجعله يعيش طفولته، ففي الطفولة لعب، واللعب ضرورة قصوى لنمو نفسيّ سليم، وعليك أن تساعده في اتخاذ القرار بنفسه، فآجلا أم عاجلا سيقوم باتخاذ القرارات، فلمَ تأخير تدريبه على ذلك؟ وعليك أن تعلّمه السباحة أو ما يوازي ذلك من رياضات وتمارين، ففي ذلك صحة لجسمه وعقله، والتمارين تفتح عيونه على تفكير التحدي والتصدي وروح الفريق والعمل من أجل نتيجة ما والتخطيط للفوز والتحضير المسبق واللعب تحت مظلة القانون والأخلاق. ومن المفيد أن تجعل إبنك مرّة ضيف شرف في إحدى المناسبات، فهذا يشعره بوجوده، وإذا ما استمرّ شعوره بوجوده استمرّ عصفه الذهني بما له وبما عليه وبما بدر عنه وما وجه إليه .
ومن المفيد أن تسأله عن رأيه، وتأخذ رأيه في أمر من الأمور، فهذا يشير إلى وجوده، ويحرّك التساؤلات لديه، ويجعل من اتخاذ القرارات لديه شأنا عاديا، وسيكون ذو قيمة أن تجعل له ركنا في المنزل لأعماله وأن تكتب اسمه على إنجازاته، فذلك يوضّح له حدود وجوده أكثر، ويعطي خارطة معالمه خطوطا تعكس بدقّة أكبر السلوك الخطأ والانجاز المميز، وعليك أن تساعد ابنك في كسب الصداقات، فإن الأطفال لا يعرفون دائما كيف يختارون أصدقاءهم، ولا يتنازلون عن صداقاتهم بسهولة، فكن حذرا في هذا الجانب من حياة أطفالك، وكن وقائيا لا معالجا، ومارس الانخراط مع ابنك وصداقاته لا أن تكون نظريا مما يجعله يشعر بأهميته ومكانته، ومن المهم أن تقوم دوما بما يمنح طفلك شعورا بأن له قدراته الخاصة، وعليك أن تعلّمه مهارات إبداء الرأي والتقديم وكيف يتكلم ويعرض ما عنده للناس، مثلما عليك أن تعلّمه كيف يقرأ التعليمات ويتبعها، وأن تعلّمه كيف يضع لنفسه مبادئ وواجبات ويتبعها وينفذها.
ومن المهم أن نعلّم أبناءنا مهارات الإسعافات الأولية لما يواجهون من حاجة لها، ومن المهم أن نجيب عن جميع أسئلتهم، وأن نوف بوعدنا لهم، وأن نعلّمهم مهارة الطبخ البسيط كسلق البيض وقلي البطاطا وتسخين الخبز وغيرها، وأن نعلّمهم كيف يعملون ضمن فريق، وأن شجعهم على توجيه الأسئلة، وأن نجعلهم يشعرون أن له مكانتهم بين أصدقائهم، وأن نفصح عن أسباب أي قرار نتخذه، وأن نكون في أول يوم من أيام المدرسة معهم، وأن نروي لهم قصصا من أيام طفولتنا.
ولا مانع من أن تجعل طفلك يلعب دور المدرس وأنت تلعب دور التلميذ، وأن تعلّم طفلك كيف يمكن العثور عليه عندما يضيع، وأن تعلّمه كيف يرفض ويعبّر عن هذا وذاك، وعلّمه كيف يمنح ويعطي، وأعطه مالا يكفي ليتصرف به عند الحاجة، وشجّعه على الحفظ والاستذكار، وعلّمه كيف يدافع عن نفسه وجسده، واشرح له ما يسأل عنه من شبهات وشكوك في نفسه، ولا تهدّده على الإطلاق، وإنما أعطه تحذيرات مسبقة، فالتهديد يشوّه نفسه وينمّي لديه التردد والتلكؤ.
علم طفلك أيضا كيف يواجه الفشل، وعلّمه كيف يستثمرماله. جرّب شيئا جديدا له ولك في آن معا مع معرفة النتائج مسبقا، وعلّمه كيف يصلح أغراضه ويرتبها، وشاطره أحلامه وطموحاته وشجّعه على أن يتمنّى، فالتمنّي نافذة على الحلم، والحلم مدعاة النجاح، وعليك أن تعلّم طفلك عن الاختلاف بين الذكر والأنثى، وأن تعلّمه القيم والمبادئ السليمة والكريمة، وأن تعلّمه كيف يتحمل مسؤولية تصرفاته، وكيف يسجّل إنجازاته، فتسجيل الانجازات يعني أن الباب دائما مفتوح لها، ويعني أيضا أن ما يسجّل هو العمل المشرّف.
ومن الضروري أن نعلّم أطفالنا كيف يتعاملون مع الحيوانات الأليفة، فالشفقة من ضرورات الشعور بالثقة بالنفس، واعتماد الحيوانات الصغيرة عليه في إطعامها وتنظيفها سيمنحه شعورا بالمسؤولية يغذي ثقته بنفسه، كما أن تعامله مع الحيوانات الأليفة سيضطره إلى البحث عن لغة مشتركة، فإذا ما وجدها مرّة سيتمكن من أن يجدها ثانية عندما لا تكون قنوات التفاهم مفتوحة مع أحد ما في العمل أو الشارع، وعلينا أن نعتذر لأطفالنا عن أي خطأ واضح يصدر عنّا، وأن نجعل لهم يوما فيه مفاجآت، وأن نعوّدهم على القراءة كل يوم، فمهما تعددت وسائل التلقّي، تبقى المطالعة سيّدة الطرق، ويبقى الكتاب أعزّ صديق، وعلينا دوما أن نخبر أبناءنا أننا نحبهم ونضمّهم إلى صدورنا، فهذا كلّه يزرع فيهم الثقة بالنفس.
ــــــــــــــــــــــــ
اجرت إحدى المؤسسات المعنية بالصحة العقلية في الولايات المتحدة
دراسة شملت خمسين من الأباء والأمهات الذين نجحوا في تربية
أطفالهم . وذلك في سبيل الحصول علي أفضل النصائح فيما يتعلق
بتربية الأطفال بالصورة المثلي . وفيما يلي أفضل عشر نصائح :
1- إظهار المزيد من الحب للأطفال وهو أمر في غاية الأهمية حتى
يتسنى إعطاء الأطفال الإحساس بالأمن والانتماء والمساندة ،
ويتعين علي الأباء والأمهات العناية بأطفالهم والإشادة بهم في كل
فرصة تتاح لهم .
2- التأديب : ويتعين علي الزوجة أن تكون متوافقة مع زوجها في
تربية الأبناء بعدم تقويض أي لوائح تأديبية يضعها في هذا الصدد ،
وينبغي علي الزوجين وضع بعض اللوائح التأديبية البسيطة لأبنائهما
مع عدم اللجوء إلى إنزال عقاب بهم أمام الآخرين .
3- قضاء بعض الوقت مع الأطفال وينبغي علي الزوجين تخصيص وقت معين
خلال اليوم للعب مع الأطفال وتعليمهم بعض المهارات المفيدة ..
مثل الطبخ وإصلاح السيارات . إضافة إلى أخذ الأطفال إلي خارج
المنزل لقضاء بعض الأوقات معا في المنتزهات والمطاعم .
4- التأكد من سعادة الزوجين ، حيث إن الإخلاص والاحترام المتبادل
بين الزوجين يساعد في توفير الأمان اللازم للعائلة كلها .
5- تعليم الأطفال الصواب من الخطأ: ويتعين علي أولياء الأمور
تعليم أبنائهم القيم الأساسية والأخلاق الحميدة فضلا عن تكليفهم
بأداء مهام ومسئوليات والإصرار عليهم بضرورة معاملة الآخرين
بالعطف والود .
6- تكريس الاحترام المتبادل : ويجب في هذا الصدد الإصرار علي أن
يسود الاحترام المتبادل بين كافة أفراد العائلة مع ضرورة أن
يتعامل الأباء والأمهات علي نحو مهذب مع أطفالهم والاعتذار لهم
عند حدوث أخطاء منهم والوفاء بالوعود التي يعطونها لهم .
7- الاستماع إلى ما يعبر عنه الأطفال ، فعندما يكون الأطفال في
حاجة إلى التعبير عن أمور تخصهم فيجب علي الأباء والأمهات أن
يولوهم جل اهتمامهم ومحاولة إدراك وجهات نظرهم .
8- تقديم المشورة والنصح : ويتعين علي الأباء والأمهات توضيح
أفكارهم بعبارات قليلة مع ضرورة إخطار أطفالهم بأنهم يتوقعون
منهم التفكير في المشاكل التي تعترضهم ومحاولة الوصول إلى حلول
ممكنة لها بأنفسهم قبل أن يعرضوا عليهم حلولا جاهزة .
9- الالتزام بالحقائق الواقعية : يتعين علي الأباء والأمهات أن
يتوقعوا حدوث الأخطاء وإدراك وقوع تأثيرات خارجية علي أطفالهم
مثل الضغوط التي تتزايد عليهم من نظرائهم كلما كبروا .
10- ترسيخ روح الاستقلالية : حيث يتعين علي الأباء والأمهات
إتاحة مزيد من الاستقلالية لأطفالهم علي نحو تدريجي الأمر الذي
يجعلهم يحظون بإخلاصهم واحترامهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخيرا ـــــــــــــــــ( وقفات في تربية الأبناء )ــــــــــــــــــــ
* - يجدُر بك أن تزرع في أبنائك الثقة بأنفسهم ، فهذا من أعظم أسباب إحراز التفوق في دنياهم وآخرتهم .
* - ينبغي أن تعلم وتُدرب طفلك كيف يتحمل المسؤولية .
* - ينبغي أن تعلِّم ابنك اتخاذ القرارات ، ولو أخفق فإن ذلك يجعله إيجابياً في حياته ، فكما قيل : في كل إخفاق يوجد بذرة نجاح ما لم يكن هذا الإخفاق فيما حرم الله .
* - الأبناء لديهم قدرةٌ لحل مشاكلهم ووضع البدائل والحلول المتنوعة ، علِّمهم آداب الحوار بالاستماع لآرائهم مهما كانت .
* - ينبغي للآباء الاعترافُ بالخطأ عند حدوثه ، فهذا يربي الأبناء على الاعتراف بالأخطاء والرجوع للحقّ والصواب عندما يخطئون .
* - أطفالنا لهم كرامتهم التي منحهم الله إياها ، فلا تُصادرْ كرامته ، ولا تظلمه فإن الظلم ظلمات يوم القيامة .
* - عند أخطاء الأبناء ينبغي أن يعرفون أن هذا خطأ ، وينبغي لنا أن نتعلم كيف نتعامل مع تلك الأخطاء ، وأكثرُ أخطاء الأبناء ليست متعمدة ، ولا يخفى عليك كم أخطأنا ونحن صغار .
* - ينبغي أن نترك الأطفال يُمارسون حياتهم ، يُواجهون مشاكلهم ، يتعلمون من أخطائهم ، يعتمدون على أنفسهم ، يقومون بأعمالهم ، يختارون لأنفسهم مع تشجيعِنا لهم بضوابط الشرع ، وذلك لنزرع في أبنائنا الثقة بالنفس .
* - المدحُ أو الثناءُ زادٌ لأولادنا ، له ضوابط ينبغي ألا يبالغ فيه ، ولا يغفلُ عنه ومن الضروري الانتباه في الثناء للعمر ودرجة كفايته ، كما ينبغي تكرار الثناء وتنويعُه معنوياً ومادياً .
* - عِشْ مع أبنائك بقلبك ، وتحمل أذاهم ، فتلك سمات جوهرية في التربية .
* - ينبغي أن تفهم أبناءك ، وتحترمهم بعيداً عن المجادلة والكلام العقيم .
* - الفوزُ الحقيقي للآباء هو الفوز بالآخرة .
*- خلال تربيتك لأبنائك حاول أن تحسب الآثار والعواقب لعمليات التربية القولية والفعلية .
* - جميلٌ أن نُنمي الخيال لدى أبنائنا وأن نتدرج في تنمية الإرادة لديهم .
* - حاول أن تُحفز الأبناء للمزيد من التساؤلات والحصول على الأجوبة الصحيحة .
51 - وجودُ الأخطاء وعدمُ معرفة الخطأ والصواب أمرٌ طبيعيٌّ لدى الأبناء ، وهذا يقلُّ مع تقدم السن .
52 - ينبغي أن نكون واضحين ، وأن نُطْلع الأبناء على ما في أنفسنا ، لأن هذا يُولد الثقة بين الآباء والأبناء ويُنتج نفسيةً مستقرة بإذن الله .
53 - على الأبوين أن يحذرا الكلمات السيئة فالأبناء يُقلدون آباءهم .
54 - اللُّطف والرفق والرحمة والحنان والمحبة والعطاء والبذل بوابةُ الدخول إلى نفوس الأبناء وعُقولهم ، ومن ثمّ تستطيع التأثير فيهم وهم من أحق الناس بذلك .
55 - امنح أولادك جميع معاني الحب بلمساته وكلماته قبل أن يبحثوا عنه لدى الآخرين ، فربما أزعجهم ذلك .
56 - ابتعدْ عن التدخل في شؤون الأبناء الخاصة قدر المستطاع .
57 - ينبغي ألا يستفيد الأطفال من بكائهم في تلبية رغباتهم .
58 - الرفض والعناد والكذب أمورٌ قد تكون عند الأطفال إلى حدود سن الخامسة .
59 - الفراغ أو الوحدة قد تكون سبباً في العناد ، وينبغي توفير بعض الألعاب وإشغال الأطفال بما ينفعهم ، ووجود الأصدقاء الطيبين نافعٌ وهام للأبناء .
60 - ينبغي أن نُربي الأبناء على تنمية مهارات التفكير الإيجابي والحوار البناء .
61 - ينبغي أن نزرع في الأبناء التفاؤل والإيجابية وحسن الظن بالله تعالى .
62 - توفير بيئة آمنة وتجهيزات متكاملة للأبناء يجعلهم يتطورون في مستوى التفكير والتعليم .
63 - يقول د. تاد جميس ، (( بأن 90% من الاعتقادات والقيم قد تخزنت في عقولنا في فترة ما قبل السابعة من العمر )) .
64 - يذكر ( برايان ترايسي ) ، أن الإنسان يقضي الـ30 أو 40 سنة من عمره في التغلب على مشكلات الخمس سنوات الأولى .
65 - تخيل أبناءك وهم يفُارقون ذلك البيت الذي طالما عاشوا فيه ، وتزوجوا ثم فارقْتهم ، ولم يبق في البيت إلا ذكرياتُهم ، فاستمتعْ بحياتك معهم قبل فراقهم ، ودعهم يتذكرون تلك الأيام الجميلة التي عاشوها معك .
66 - عامل أبناءك كما تحب أن يُعاملك أبناؤك .
67 - لا تتحدَّ استقلالية أبنائك ، فإن ذلك يُولد تكرار السلوك غير المرغوب فيه .
68 - ينبغي أن نبني علاقتنا مع أبنائنا على الثقة المتبادلة وحسن الظن .
69 - ينبغي ألا تجعل المنزل مكاناً للصراع ، بل اجعله سلماً وسلاماً ووُداً ورفقاً وليناً .
70 - يحتاج الأبناء إلى المحبّة والاحترامِ والقبول والتفهم والاستماع العاطفي .
71 - لا تنزعج من مشاجرة الأبناء ما لم يصل الأمر إلى الأذى البدني ، والتزام الهدوء التام وقد يكون هذا الأمر غير مُريح لكنّه مُفيدٌ .
72 - المساواةُ والعدلْ في الأقوال والأفعال – بل في كل صغير وكبير – بين جميع الأبناء ، تلك من صفات الآباء الأوفياء .
73 - تمتّع بالجلوس مع أبنائك ، والتحدُّث معهم ، ومُشاورتِهم وأخذ آرائهم ، واحترامِها مهما كانت ، وذلك لزرع الثقة بالنفس ، وتخفيفِ مُعاناة الأبناء من ضغوط الحياة .
74 - احذرْ المقارنة بين أبنائك بأي شكل من الأشكال ، ولأي سببٍ كان .
75 - ازرعْ المحبة بين الأبناء بالهدايا والاعتذار والتأسف عند الخطأ .
كلُّ ما سبق ذكره إن لم يوافق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهو مردود مرفوض .
احدث المواضيع: