قـصـة عـاشـقـان
حـدث مـرةً فـي زمـنٍ مـن الأزمـان ,,
شـابٌ و فـتـاةٌ شـاءت الـصـدفة أن يـلـتـقـيـان
شـابٌ وسـيـمٌ لـيـس كـأي إنـسـان ,,
وفـتـاةٌ هـي لـكـنـا مـلاكٌ هـي مـن مـلائـكـة الـرحـمـن
فـي الـبـدايـة بـعـضـهـمـا الـبـعـض كـانـا يـتـجـاهـلان ,,
بـسـبـب جـوٍ مـن الـتـخـلـّف و الـحـرمـان
عـلـى هـذا الـتـجـاهـل كـانـا مـلـزمـان ,,
و كـأنـهـا آيـةٌ أنـزلـت فـي الـقـرآن
و لـكـنّ الـقـدر و مـشـيـئـة الـرحـمـن ,,
كـانـتـا أقـوى مـن هـذا الـطـغـيـان
طـغـيـانٌ عـاشـا فـيـه مـنـذ الـصـغـر ,,
لـكـي يـنـشـئـا عـن بـعـضـهـمـا بـعـيـدان
و أخـيـراً بـفـضـل الـصـدفـة الـتـقـيـا ,,
فـي جـو مـرحٍ مـلـيـئٍ داخـلـه بـالأحـزان
و هـنـا بـدأت قـصـةٌ غـريـبـةٌ عـجـيـبـه ,,
بـيـن الـشـاب الـوسـيـم و الـمـلاك الـفـتـّان
عـلاقـةٌ وديـةٌ جـمـعـتـهـمـا فـي الـبـدايـه ,,
و بـدءا بـعـضـهـمـا الـبـعـض يـفـهـمـان
بـعـض الـكـلام و الـمـواقـف جـمـعـتـهـمـا ,,
وردتـان حـمـراوتـان تـبـادلان
و خـلال جـمـيـع هـذه الـظـروف و الـمـواقـف ,,
بـدءا بـبـعـضـهـمـا الـبـعـض يـشـعـران
هـذا الـشـعـور جـعـلـه مـنـهـا يـتـقـّرب ,,
وهـي أرادت أن تـعـلـم مـا بـداخـل هـذا الإنـسـان
أحـبـّهـا بـكـلّ مـا تـحـمـلـه الـكـلـمـة مـن مـعـنـي ,,
و لـكـنـّهـا كـانـت مـتـعـلـّقـة بـدخـان
لـم يـجـرؤ هـذا الـشـاب عـن الـبـوح ,,
و بـدأ يـحـاول أن يـخـرجـهـا مـن الأحـزان
سـريـعـاً مـا فـضـحـتـه أفـعـالـه و مـشـاعـره ,,
لأنـه بـكـل بـسـاطـة بـحـبـهـا ولـهـان
فـي صـددٍ هـي عـن حـب هـذا الـشـاب ,,
بـسـبـب مـمـثـلٍ بـارعٍ فـنـّان
أحـبـك قـال لـهـا و لـكـنـهـا لـم تـكـتـرث ,,
ولـم تـجـد مـعـنـاً لـهـذا الـكـلام الـرنـان
يـأس و فـشـل و بـالـمـسـتـحـيـل اعـتـرف ,,
ووضـع أحـزانـه فـي الأجـران
و فـجـئـة سـمـعـهـا تـقـول لـه أحـبـك ,,
أحـبـك و أقـسـم عـلـى ذلـك بـخـالـق الأكـوان
لـم يـصـدّق نـفـسـه حـيـنـئـذٍ ,,
قـال أظـن أنـنـي فـي حـالـة هـذيـان
و لـكـن سـرعـان مـا بـرهـنـت لـه ذلـك ,,
وبـدءا فـي هـوى الـحـب يـطـيـران
تـبـادلا كـل شـي جـمـيـل فـي الـحـيـاه ,,
و إلـى الأبـد أن يـبـقـبـا مـع بـعـضـهـمـا تـعـاهـدان
أفـعـالٌ و أشـيـاءٌ قـامـا بـهـا ,,
وكـأنـهـمـا فـي هـذا الـعـالـم وحـيـدان
فـعـلا كـل شـيٍ جـمـيـلٍ فـي الـحـيـاه ,,
و لـم تـزل هـذه الأشـيـاء فـي الـذاكـرة و الـوجـدان
سـرعـان مـا انـتـهـت هـذه الـلأحـلام الـجـمـيـلـه ,,
فـتـرةٌ طـويـلـةٌ مـرّت كـأنـهـا يـومـان اثـنـان
ولـكـن إلـى أرض الـواقـع انـتـهـيـا ,,
وبـدءا فـي الـحـديـث يـتـحـاوران
وجـب الـرحـيـل يـا حـبـيـبـتـي ,,
إلـى مـواطـنٍ غـيـر هـذه الأوطـان
بـعـيـدةً كـل الـبـعـد مـن هـنـا ,,
خـلـف الـجـبـال و الـهـضـبـان و الـوديـان
وبـدأ بـحـزم أمـتـعـتـه ,, لأن وقـت الـوداع قـد حـان
لا تـتـركـنـي يـا حـبـيـبـي ,,
فـأنـا بـدونـك لا أسـتـطـيـع الـطـيـران
نـحـن لـم نـخـلـق لـهـذا ,,
الـروح و الـجـسـد عـن بـعـضـهـمـا لا يـفـتـرقـان
الـلـه خـلـقـنـا و قـال لـنـا ,,
لا تـعـيـشـان عـن بـعـضـكـمـا بـعـيـدان
أنـا الـلـه و أنـا خـلـقـتـكـمـا ,,
و أنـا آمـركـم أن إلـى الأبـد تـبـقـيـان
مـع بـعـضـكـمـا الـبـعـض تـعـيـشـان ,, و
إن عـصـيـتـم أمـري فـفـي جـهـنـم سـتـلـقـيـان
مـا الـعـمـل و أيـن الـسـبـيـل يـا مـعـذبـتـي ,,
فـإنـي أعـوذ بـالـلـه مـن هـذا الـعـصـيـان
أرجـوك لا تـبـكـي يـا مـلاكـي ,,
فـدمـوعـك تـأجـج مـا بـداخـلـي مـن نـيـران
لـن أنـسـاك يـا حــبــيــبــتــي ,,
حـتـى و لـو رزقـت الــجــنــان
الـوداع الـوداع يـا دنـيـتـي ,,
فـي هـذه الـسـاعـة افـتـرق الـعـاشـقـان
أرق إلتحـايـا للجميـع
احدث المواضيع: