التهاب الزائدة الدودية هي حالةٌ تتميز
بالتهابٍ في
زائدةٍ مُلحقةٍ بالأمعاء الغليظة. و هي من
حالات الطوارئ الطبية. تتطلب جميع الحالات إزالة الزائدة الملتهبة، إما عن طريق
فتح البطن أو من خلال
المناظير البطنية. معدل الوفيات مرتفعٌ في الحالات التي لا يتم علاجها، و تكون الوفاة أساسا بسبب
التهاب الصفاق و
الصدمة. [1] كان ريجنالد فيتس أول من وصف التهاب الزائدة الدودية الحاد والمزمن، و ذلك في عام 1886،
[2] و قد تم الاعتراف بهذا الالتهاب كواحدٍ من أكثر أسباب ألم البطن
الحاد الشديد شيوعا في جميع أنحاء العالم.

استئصال زائدة دودية ملتهبة بواسطة الجراحة المفتوحة
يطلق على الحالات غير الحادة من التهاب الزائدة الدودية التي تم تشخيصها بشكل صحيح "
الزائدة الهادرة".
الروابط الخارجية أسبابها

موقع الزائدة الدودية في الجهاز الهضمي
على أساس الأدلة التجريبية، يبدو أن التهاب الزائدة الدودية الحاد هو النتيجة النهائية لانسدادٍ أولي
لتجويف الزائدة الدودية.
[3] [4] عند حدوث هذا الانسداد، تمتليءُ الزائدةُ
بالمخاط و تتضخم، مما يزيد الضغط داخل تجويف الزائدة و في جدرانها، مما يسفر عن
تجلط الدم وانسداد الأوعية الصغيرة في الزائدة، و ركود
التدفق اللمفاوي في أوعيتها اللمفاوية. ونادرا ما يحدث الشفاء العفوي (التلقائي)عند هذه النقطة. و يتقدم ما سبق، تصبح الزائدة
مقفرة دمويا مما يجعلها
نخرية. تبدأ
البكتيريا في التسرب إلى خارج الزائدة من خلال جدرانها الميتة، ويتشكل
القيح داخل و حول الزائدة (تقيح). والنتيجة النهائية لهذه السلسلة هي التمزق الزائدي ('زائدة منفجرة') مما يؤدي إلى
التهاب الصفاق، والذي قد يؤدي إلى
تسمم الدم و
الموت.
من بين العوامل المسببة: الأجسام الغريبة و
الصدمات و
الديدان المعوية و
إلتهاب العقد اللمفية و الانسداد بواسطة
حجر برازي. و انتشار الأحجار البرازية في المرضى الذين يعانون من التهاب الزائدة الدودية هو أعلى بكثير في البلدان المتقدمة منه في البلدان النامية
[5]، كما أن الحجر البرازي في الزائدة مرتبط عادة بالتهاب معقد في الزائدة الدودية.
[6] أيضا، قد يلعب الركود البرازي و توقفه دورا في حدوث إلتهاب الزائدة الدودية، كما يتبين من عدد أقل بكثير في حركات الأمعاء الأسبوعية في المرضى الذين يعانون من التهاب الزائدة الدودية الحاد بالمقارنة مع الضوابط الأصحاء.
[7] يبدو أن تَكُوُنَ الحجر البرازي في الزائدة أمرٌ مرتبطٌ بالخزن البرازي في الناحية اليمنى من القولون، و طول مدة عبور البراز في هذه المنطقة من الأمعاء الغليظة، حيث موقع الزائدة.
[8] ذكرت المعطيات الوبائية أن داء الرتج و الاورام الغُدَّومية الحميدة لم تكن معروفة، و أن سرطان القولون نادرٌ جدا في المجتمعات المعفية من التهاب الزائدة الدودية.
[9] [10] أيضا، استطاعت بعض الدراسات أن تظهر أن التهاب الزائدة الدودية الحاد يحدث سابقا للسرطان في القولون والمستقيم.
[11] و تقترح العديد من الدراسات أدلةً تشير إلى أن انخفاض استهلاك الالياف غذائيا متورط في التسبب بالتهاب الزائدة الدودية.
[12] [13] [14] و هذا بالتماشي مع حدوث خزن برازي في الجانب الأيمن من القولون، و حقيقة ُأن الألياف الغذائية تُقلل من وقت عبور البراز في هذه المنطقة من القولون.
[15]
الأعراض
يمكن تصنيف علامات وأعراض التهاب الزائدة الدودية الحاد إلى نوعين، أعراضٌ نمطية و أعراضٌ غير نمطية.
[16] يشمل التاريخ المرضي النموذجي الذي يذكره المريض:
الألم الذي يبدأ مركزيا (حول السرة) قبل حلوله في
المنطقة الحُرقفية اليمنى (في الجانب الأيمن السفلي من البطن)، و هذا يرجع إلى ضعف الطابع (المكاني) المحلي للأعصاب الحشوية الآتية من منتصف القناة الهضمية، يليها مشاركة الأعصاب الجسدية (الجداري البريتوني) بتقدم الالتهاب. عادة ما يترافق الألم و فقدان الشهية
والحمى، على الرغم من أن وجود الحمى ليس ضروريا. قد يحدث
الغثيان أو
القيء، وأيضا الشعور بالنعاس والشعور بسوء الحالة الصحية العامة. تشخيص الأعراض النمطية أسهل، و التدخل الجراحي فيها أسبق، و غالبا ما تكون نتائج الكشف الإكلينيكي أقل حدة.
[16]
تشمل بعض الأعراض الغامضة و غير النمطية الألم الذي يبدأ و يبقى في
الحفرة الحرقفية اليمنى، و
الاسهال، و طابعا أطول و أسكن للمرض بشكل عام.إذا كانت الزائدة الملتهبة ملاصقة للمثانة، يكون هناك تواترٌ في
التبول. و إذا كان موقع الزائدة الدودية خلف الأمعاء اللفائفة، قد يحدث تهوع ملحوظ. و يشعر بعض المرضى
بالتعنية أو "الحاجة النزولية" (الشعور بأن حركة الامعاء ستخفف المشقة).
[17]
على عكس التهاب الزائدة الدودية الحاد، يمكن أن تتنوع أعراض التهاب الزائدة الدودية المزمن من مريض لآخر، لدرجة أنه "لا توجد نتائج نموذجية أو طرائق روتينية لتشخيص التهاب الزائدة الدودية الارتدادي المزمن. بل هو تشخيص بالإقصاء..."
[18]
[عدل] العلامات
تشمل هذه العلامات النتائج التي يجدها الطبيب في الحفرة الحرقفية اليمنى من البطن. يصبح جدار البطن حساسا جدا للضغط اللطيف
(الكشف بالملامسة). أيضا، هناك
ألمٌ ارتدادي، أي ألمٌ عندما يرفع الطبيب يده من الضغط على البطن. و مع ذلك، ففي حالات الزائدة الدودية خلف القولون الأعور، ربما يفشل حتى الضغط الشديد في الربع السفلي الأيمن من البطن بإحداث الرقة (زائدة صامتة)، والسبب هو أن
القولون الأعور، لانتفاخه بالغاز، يمنع الضغوط اليدوية من الوصول إلى الزائدة الملتهبة. وبالمثل، إذا كانت الزائدة تقع بالكامل داخل الحوض، عادة ما يكون هناك غياب كامل للجمود البطني. في مثل هذه الحالات، يتسبب فحص الشرج الأصبعي بإحداث رقةٍ في الحقيبة خلف المثانية. يتسبب السعال في رقةٍ في
نقطة ماكبرني، وهذا هو الطريق الأقل إيلاما في إيجاد مكان الزائدة الملتهبة. إذا كانت ملامسة البطن تؤدي لاإراديا إلى التحرس (بوجود جمود في البطن)، ينبغي أن تكون هناك شكوك قوية لوجود
التهاب الصفاق و الذي يتطلب التدخل الجراحي المُلِح.
هناك علاماتٌ أخرى مثل:
علامة روفسينج
ملامسة اليد الضاغطة
للحفرة الحرقفي اليسرى قد تسبب آلاما في الحفرة الحرقفي اليمنى. هذه
علامة روفسينج، المعروفة أيضا بعرض روفسينج.و تُستخدم في تشخيص التهاب الزائدة الدودية الحاد. فالضغط على القولون النازل (الأيسر)يسبب الألم في الربع السفلي الأيمن من البطن.
علامة العضلة القطنية (صُواص)
و هي الألم في الربع السفلي الأيمن من البطن الذي يرد إذا استلقى المريض على جانبه الأيسر ثم قام بتمديد الفخذ. لأن التمديد يثير الألم، فإن المريض سيستلقي ثانيا وركه الأيمن لتخفيف الألم.
علامة العضلة السدَّادية (أوبتيوريتور)
إذا اتصلت زائدةٌ ملتهبةٌ
بالعضلة السدَّادية الداخلية، فإنها ستؤدي إلى تشنج العضلة الذي يظهر مع ثني الفخذ و تدوير الفخذ داخليا.هذه المناورة سوف تسبب ألما في
المنطقة الخثلية (أعلى منتصف البطن).