ينتظر مشجعو كرة القدم من جميع أنحاء العالم صافرة الحكم جانلوكا روكِّي التي ستنطلق في تمام الساعة العاشرة إلا ربعًا على ملعب سان سيرو بمدينة ميلانو مشيرًا ببدء مباراة القمة الإيطالية الكُبرى أو "كلاسيكو إيطاليا" كما يحلو للبعض تسميته بين الميلان و اليوفنتوس لما يحمله هذا اللقاء من عبق تاريخي بفضل الندية الدائمة بين طرفيه اللذان يُعدان من أفضل الأندية في العالم.
الكلاسيكو هذا الموسم يعد بالكثير، فكلا الفريقين أصبحا يمتلكان ترسانة نجوم عالمية سواءًا الروسُّونيري بقيادة الفانتاستيك فور "زلاتان إبراهيموفيتش - أليكساندر باتو - روبينيو - رونالدينيو" بالإضافة إلى كيفن برينس بواتيج، أو اليوفنتوس بقيادة النجم الصربي ميلوس كراسيتش و النجم الإيطالي العائد بقوة ألبيرتو أكيلاني بالإضافة إلى خط الوسط الرهيب و الزاخر بالنجوم و ملك الألعاب الهوائية "بالقدم" في إيطاليا فابيو كوالياريلَّا.
الميلان بدأ يعود إلى وضعه الطبيعي كمنافس قوي منذ بداية الموسم على لقب الاسكوديتُّو، و اليوفنتوس رغم بعض التأرجح في النتائج يبقى هو صاحب الهجوم الأقوى في إيطاليا برصيد 16 هدفًا و قد بدأ يخطو شيئًا فشيئًا نجو العودة لسالف عهده بقيادة إدارة جديدة بقيادة الرئيس أندريا أنييلِّي
و لذا يأمل العديد من متابعي الكالتشيو أن يكون كلاسيكو إيطاليا في الموعد لتوجيه رسالة لكلاسيكو إسبانيا الملتهب بين ريال مدريد و برشلونة بعودة قوية للكرة الإيطالية التي كانت الأفضل على الإطلاق في العقدين الأخيرين من القرن الماضي وصولًا إلى السنوات الأولى من القرن الجديد، قبل أن تضرب فضيحة الكالتشيوبولي جنبات الكرة الإيطالية التي تراجعت بشكل كبير خلال السنوات الخمس الأخيرة ليفرض الكلاسيكو الإسباني سيطرته على عالم كرة القدم أيضًا مع تراجع مستوى كلاسيكيات الكرة الإنجليزية بعض الشيء.
إثبات الذات أمام الكبار
المواجهة هذه المرة لن تختلف عن غيرها من عديد المواجهات السابقة، فكلا الفريقين يتطلعان للمقدمة و كليهما يسعيان سعيًا جادًا للفوز، لكن بدوافع مختلفة. الميلان يرغب في الحفاظ على ثباته المميز على الصعيد المحلي بأربع انتصارات متتالية حتى الآن على حساب كل من جنوى، بارما و كييفو بهدف نظيف و نابولي آخر المباريات التي خاضها الميلان في الجولة الماضية و التي حقق من خلالها الفوز بنتيجة 2-1.
و رغم ذلك، اعترف مدرب الروسُّونيري ماسِّيميليانو ألِّيجري أن المباراة الأخيرة في السان باولو ضد نابولي أكَّدت له صحة إحساسه الذي أفصح عنه بعد لقاء ريال مدريد في دوري الأبطال (و الذي خسره الميلان بهدفين نظيفين) و هو أن الفريق بحاجة للتحسن في العديد من الأمور و في أسرع وقت ممكن قبل فقدان نقاط هامة في قادم المباريات، و لذا سيكون على الميلان أن يُثبت قوته في ثالث مباراة كبرى له هذا الموسم بعد مباراتي الريال و نابولي.
مهمة صعبة لإيجاد الثبات
في المقابل، يهدف اليوفنتوس للفوز من أجل استعادة توازنه و إيجاد الثبات في النتائج الإيجابية، فبعد أن اكتسح كالياري برباعية مقابل هدفين في الجولة الخامسة من السيريا و حصد تعادلين بطعم الفوز خارج أرضه من مباراتي مانشستر سيتي في الدوري الأوروبي و الإنتر في الجولة السادسة و مزَّق شباك ليتشي برباعية نظيفة في الجولة قبل الماضية، عاد اليوفنتوس لتقديم مستويات "غريبة" و حصد نتيجتين سلبيتين للغاية بتعادله بنتيجة 1-1 ضد ريد بول سالزبورج في نهاية الأسبوع قبل الماضي ضمن الدوري الأوروبي و بنتيجة 0-0 مع بولونيا يوم الأحد الماضي في الجولة الثامنة من السيريا A.
كلتا المباراتين شهدت مردودًا عادي من النجم الصربي ميلوس كراسيتش الذي لمع نجمه في المباريات السابقة، و مع عقوبة إيقافه بسبب تحايله على الحكم لكسب ركلة جزاء في مباراة بولونيا، قد تبدو المهمة أصعب على اليوفنتوس الذي يبدو بشكل كبير أنه يتوهج مع تألق اللاعب السابق لسسكا موسكو و يُقدم مردودًا سيئًا من انخفاض مستوى "بافل نيدفيد الجديد"
على أي حال، تُعد هذه المباراة ساعة الحقيقة لكلا الفريقين من أجل بدء الخطوات الجادة للمنافسة على لقب الاسكوديتُّو، فالميلان يحتل المركز الثالث بشكل مؤقت برصيد 17 نقطة بفارق نقطة عن المركز الثاني الذي احتله الإنتر أمس بشكل مؤقت بفوزه على جنوى، و بفارق نقطتين عن المُتصدر لاتسيو. أما اليوفنتوس فيحتل المركز الخامس بـ 12 نقطة بفارق خمس نقاط عن منافسه مساء اليوم و الذي سيعتبر هذه المباراة اختبارًا صعبًا قبل مباراة الإياب الثأرية يوم الأربعاء ضد ريال مدريد في دوري الأبطال ضمن جولة المجموعات بعد الهزيمة النكراء "أداءًا" في العاصمة الإسبانية قبل أسبوعين.
غيابات الميلان لا تبدو مؤثرة، أما اليوفي..!
من جهة الميلان، لن يعتمد المدرب ماسِّيميليانو ألِّيجري على النجم البرازيلي رونالدينيو الذي لم يتعافَ بعد من الإصابة التي منعته من خوض المباراة الأخيرة ضد نابولي، محاولًا إراحته لكي يكون في كامل لياقته لمباراة الريال، و ربما لا يفتقد ألِّيجري في واقع الأمر للجاوتشو بعد أن تالق روبينيو في شغل مركزه كلاعب خط وسط متقدم خلف المهاجمين زلاتان إبراهيموفيتش و أليكساندر باتو في مباراة نابولي.
كما يستمر غياب النجم الإيطالي الدولي جانلوكا زامبروتَّا و الذي أيضًا قد لا يكون غيابًه مؤثرًا بالدرجة الأولى في حال تابع مفاجأة مباراة نابولي ماسِّيمو أودُّو تألقه المذهل في على الرواق الأيمن كما فعل الأسبوع الماضي حينما نزل بديلًا للوكا أنتونيني الذي أصيب في وجهه في تدخل مع كريستيان مادجيو لاعب نابولي، ليتحول دانييلِّي بونيرا لمركز الظهير الأيسر و يفاجئ أودُّو الجميع بنسخة طبق الأصل من أودُّو 2006 مع لاتسيو و المنتخب الإيطالي بانطلاقاته المميزة و عرضياته المُتقنة التي أفلحت إحداها في صنع الهدف الأول لروبينيو و أخرى في صنع الهدف الثاني لإبراهيموفيتش.
أنتونيني تعافى من إصابته التي بدت خطيرة الأسبوع الماضي و أصبح جاهزًا لشغل الجبهة الدفاعية اليُسرى مجددًا، كما يستمر غياب الظهير و الجناح الأيمن الشاب إجنازيو أباتِّي. و بينما قد لا تبدو الغيابات مؤثرة على الميلان، يُعد غياب كراسيتش عن اليوفي مؤثرًا للغاية على الفريق التوريني الذي يكون في أفضل حالاته حينما يكون الصربي في يومه، مما يعكس الاعتماد شبه الكامل على اللاعب الذي سيُتم عامه الـ 26 بعد يومين.
و يُتوقع أن يُعوض الجناح الإيطالي الدولي سيموني بيبِّي (و الذي كان مصيره الدكة في المباريات الأخيرة للبيانكونيري) غياب كراسيتش، لكنه لا يبدو التعويض المناسب للاعب بطينة الأخير. أما أماوري فيبدو وضعه غير مستقر، فرغم وصول عملية تعافيه من الإصابة إلى مراحلها الأخيرة قادت الكثير من الشكوك الكثير من وسائل الإعلام الإيطالية لاستبعاد مشاركته في المباراة، إلا أن المدرب لويجي دل نيري قام باستدعائه لسهرة السان سيرو. كما يستمر ماركو ستوراري في تعويض غياب جيانلويجي بوفون بنجاح.
مباراة الموسم الماضي على "سانسيرو"
وانتهت 0 - 3 للميلان
احدث المواضيع:
.jpg)
رد مع اقتباس
عضــ مستعـمل ــــو
.gif){kind=icon}
سهرة الليلة مع "كلاسيكو الطليان"
رد: كلاسيكو ايطاليا
ضوابط المشاركة